الابداع هو تلمس موقع خارج المألوف و بعيدا عن اي توافق. وهو الجنوح الى مساحات غير مكتشفة، و لم يسبق ارتيادها. مسعى لا يخلص فيه المبدع لغير رؤيته و دون اي اعتبار يفرض تعديلا او تصويبا.
و الالتزام هو خريطة مليئة بالمعالم يجب ان تؤخذ في الاعتبار عند اي تحرك او ابحار. وهي معالم مجسدة في شكل ثوابت تصل...
لم تسر الأمور وفق ما خططت له. تعثر كل شئ وبت في نظر الكثيرين انسانا متهورا عاجزا عن تدبر أموره. كان بإمكاني أن أتحمل كل العواقب وحدي دون أن اعبأ بالأمر، لكن مشكلتي تلك اللحظة أن الآخرين سيشاركونني دفع الثمن. ماذنبهم؟
خرجت إلى الشارع باحثا عن اي شئ يسحبني لبعض الوقت بعيدا عن تلك الأجواء.كانت تلك...
اليوم رحل جيو. أكيد أنه لم يوص بشئ. بل لم تكن له الرغبة في الحديث لأي كان. لم ينظر لا يمنة و لا يسرة. لم يحاول ان يعرف من حضر لوداعه و من تخلف. نبس بكلام مبهم يقوله أي مقبل على الموت، وراح طافقا الباب خلفه بكل قوة.. و الأكيد انه لو كان ما يزال محتفظا ببعض قوته, فانه كان سيبصق في وجع الجميع، و...
إلى الطيب الجوادي مرة أخرى
هو والقدر يعرفان بعضهما جيدا.
هو حفظه بما خصه به من نكران وجحود. والقدر حفظه بالإسم والنصيب. وداخل هذا المسار توزع كل شئ، واتخذت المضامين و الأشكال أوضاعها. و استكان الترتيب لجمود و رتابة أفقد الخطأ و المفاجآت كل الحظوظ للعبث بهذا التنظيم الصارم. ليمتد مسار شاحب،...
* إلى المناضل القصصي : عبدالله البقالي
عرفت القاص عبدالله البقالي بالصدفة المعلوماتية الإفتراضية ، فبينما كنت أبحر ذات مساء في مجرة المواقع الثقافية ، نزلت كبسولتي صدفة بموقع ( من المحيط للخليج ) واكتشفت أن من بين الأسماء المشرفة على منتدى القصة هو مغربي اسمه عبدالله البقالي ، وفي رد جميل له...
أجلس الآن في المقهى نفسه الذي كنت ارتاده قبل ثلاثين سنة، و الذي يحمل اسما كان مناسبا للعمر الذي قضيته فيه. كما يتلاءم مع ما يبثه من اغان روحانية كانت تتجاوب مع الطابع الحزين الذي سكنني باكرا.
صاحب المقهى هو نفسه، و كذلك النادل. لكن حركتيهما فقدتا الكثير من الحيوية. و عيونهما ما عادت تتطلع إلى...
العيش بمشاعر و احاسيس محنطة هو امر في منتهى القسوة لا ملامح. لا انفاس اضافية غير التي تمد الجسد بالهواء. و لذلك فانا الان لست حريصا على شئ. لست بالتعس و لا بالسعيد. لا ارغب في الضحك و لا شئ يدفع بي الى البكاء. شئ واحد أتابعه حتى بدون شغف. هذه الطبقة المتكاثفة المتمددة فوق بساط مشكل من العمر الذي...
هل فكر في الحكاية اكثر مما كان يلزم؟
يعتقد أنه فعل ذلك. آلاف المرات حضرته. في لحظات التركيز الشديد، وفي الشرود الممتد. في النوم و في اليقظة. في كل الأوقات كانت حاضرة بقوة في تفكيره لحد انه كان يعتقد انه يتنفسها. في كل مرة كان يختار زاوية. يفتح معابرها نحو شتى الأصواب. يستدعيها لتقتفي أثره في كل...
لم يرغب في أكثر من لقاءات بسيطة منتظمة. خصوصا وان كل لقاء حار ساخن لم يكن يعني له سوى غياب طويل في الأفق، ستعهد فيه لكومة الغموض أن تشغله بالتساؤلات، في انتظار أن تظهر من جديد حاملة معها ما يجعلها قادرة على وأد كل تساؤلاته لتسير به من جديد نحو دورة جديدة من ظهور واختفاء.....
هل هي مجرد لعبة؟
إن...
في كل الازمنه القادمه سيظل كما كان. القريب البعيد.
لقد وعدها أن يكون الأقرب دوما. و وان يحفظ دائما صفاء عوالمها..و ان يمتثل لكل شئ تراه انه المناسب. لكن تمسك بحق ان يحدث نفسه خارج هذا. أن يشكو حين يرى امتداده يتقلص. و ان صوته يظل بلا صدى.
يدر ك أن كل هذا من تبعات اللحظه الفارقه. اللحظه التي...
في لحظة ما مبهمة ابتدأت الحكاية في دهليز من دهاليز الغيب . لا أحد يعرف كيف رتب الأمر و لا من كان السباق لعشق الآخر، و لا هل التوحد و الانسجام البادي للعيان هو نتاج ائتلاف و رضى ، أم أن الصدفة جعلت الواحد في طريق الآخر ، فلبسه و انطلقا زاحفين مخترقين ستائر الغيب في اتجاه ضياء الوجود.
فرحة الخلق...
بشكل ما - هذا الصباح - ارتطمت بجذوتك ذات الالسنة المتراقصة. استحضرت ذلك التوقد العاكس لاصداء العالم المتغير الوثيرة. و ربما هو تشابه الوقائع ما احالني على كل هذا. حالة من لا يجد سبيلا الى منبع طاقاته من اجل مده بما يحتاجه كي يغادر وضعا يرغب في كسره. و ضع اشبه بجدار عال سميك. لا مساحات تمتد خلفه...
إلى كل الغشاشين في مختلف الامتحانات بمن فيهم ممثل الأمة.
لا يخاطب ساه. فالكلمات مشحونة بطاقة، و الطاقة لا يجب أن تصرف فيما لا نفع وراءه. و لكي يتأكد من أنه لا يهدرها ، يفاجئ محدثه دوما بسؤال غير متوقع، ويترك له ما يكفي من الوقت كي يرد وهو ينظر إليه حيث لا تستطيع النظارة الطبية السميكة إخفاء...
أكان قدرها سينحو بشكل مختلف لو أنها كتبت جملتها الاخيرة بمضمون مغاير؟ و هل كان الغلاف الاخضر لدفترها و المكسر لإيقاع اللون الوردي الذي اختاره كل الاطفال تميزا اعتمده الموت إشارة للتعرف عليها؟
ثم من أين لهذا الإبهام المتمرد على التفسيرات كل هذه القدرة على العبث بالصروح الحياتية و الثوابت و معاني...
في صباح جميل ، وعلى طوار أحد شوارع العاصمة قبالة مبنى البرلمان، جلست سيدة مسنة تفترش بساطا وتمد يدها للعابرين. وتنظر من حين لأخر الى هنا وهناك لتتأكد من أن الشرطة لم تبدا العمل بعد.
جمال الطقس كان له وقع على ملامح الناس و إيقاع سيرهم. زاد المشهد بهاء صبية في عمرها الخامس ذات شعر أشقر. وكسوة...