محمد بشكار

الجزء الثامن عشر 1 المُواطِن المغربي مُحتقرٌ في قطار "تي جي في" رغم أنَّه مُجرَّد خُردة مُسْتَوردة من العُهود الغابِرة للعجوز المتصابية اللعوب خالتهم فرنسا، والدليل واقعة الرجل الذي ركب بجانبي لأول مرة في البُراق، سَرقَتْهُ المسكين غفوةٌ وتجاوز في الحلم محطَّته التي دفع ثمنها تذكرة باهظة،...
كُلَّما هفوتُ للاسْتِمْتاع بما تبقَّى مِنْ رومانسِيَّتي، فكَّرتُ في النِّضال الذي تختلف أضْرُبُه في زمننا كما تختلف أشكال ضرْب المُناضِلين بين السِّجن والاضطهاد في الشَّوارع، ثمَّة من يُناضل لأجْل قَلْبِه لِيظْفَر بِودِّ الحبيب، وهناك من يَتسمَّر مُعْتصِماً أمام أكبر مُؤسَّسات الدَّوْلة، عسى...
1 الأكيد أنَّ لكُلٍّ مِنَّا روتينه اليومي ولوْ لم يفتح الكاميرا، أسأل الله أنْ يتوب على الجميع، ولكن من يَنكُر أنَّ آفة البطالة قد تقلَّصت بنسبة عالية بفضل اليوتيوب ! 2 مَنْ يتَّخذُ من الماضي وسادةً ناعمة لنومه السَّحيق، قد لا ينتبه لِمنْ يَسرقون من تحته الحاضر والمُستقبل، وليس بعيداً أن...
كُلَّما خالجتْني الكتابة عن فلسطين شعرتُ بالذَّنب، وما ذلك إلا لكوني هنا مكتوف اليدين وكونَها هناك على شفا برزخ لا أملك لأضمِّد جراحاتها إلا مواساةً لا تُجْدي دمعا، ولكنْ مهلا.. ثمة أملٌ لاح هذه المرة في الأفق محمولا على صهوات صواريخ انطلقت من غزة مباشرة لكبد العدو ليس فقط لتحرقه كمدا، ولكن...
1 كلما حل فاتح ماي بِعيد العمال، يَخيب ظنِّي في أجْهزة البلد السياسية التي أجهزت على كل الآمال، فبينما أجورهم تسمن بما يُفَبْرِكونَه للريع من مخارج ليكتسب مصداقية المداخيل، مازالت أجور الغالبية المَسْحُوقة من المجتمع جامدةً مُنذ عقود، ولأنَّهم قد يئسوا من المُطالبة بالزِّيادة، فقد رضخوا أخيرا...
ثمَّة كلماتٌ تُقاس بميزان الذهب وتُغْني من يعرف كيف يسْتعملها في جيبه، أما من يضعها في قلبه بعد أن انهارت عُملتها في بورصة القيم، فلنْ ينالهُ من رفع لواء مثل هذه المبادئ إلا الفقر والشَّقاء ! رغم أنَّ الفرد لا ينْسلِخ بجلده عن جسم الشعب، لم يعُد يَحْفل بالكلمة الغفيرة التي تجمعه بهذا الشَّعْب،...
لا يصْنع العجبُ سوى عينين جاحظتين، لكنَّهما للأسف لا تصلان بجحوظهما إلى ما يصله بُعْدُ النظر، ومع ذلك لا أملك في زمني إلا العجب وسيلةً للتَّأسِّي وأنا أنظر للناس لا يتذكَّرون من أبريل إلا أنه شهر الكذب بدون حرج، بل حتى الطبيعة تُدعِّم هذا الطَّرْح حين تختار هذا الشهر لتطرح فاكهة المزاح بوفرة،...
1 الرُّبَّان الذي في مقصورة القيادة ويحْسبُه الناس ينْعم بِتصَدُّر الواجهة، يغار مِمَّن يجدون الكراسي جاهزةً للجلوس فقطْ طيلة رحلته مع الشَّقاء ! 2 لا أعرف لِمَ لا تتوقَّف قصائد الشُّعراء في رمضان رغم أنَّ شياطين الجن تُصَفَّد بالأغلال طيلة هذا الشهر الفضيل، ألم يقولوا إنَّ لِكل شاعر شيطانه...
لأنَّكِ فِي الرُّوحِ تَصْفُو بِعَيْني السَّمَاءُ فَأُبْصِرُ مَا لا يَرَاهُ نَهَارٌ وَلَوْ أشْرَقَتْ زَهْرَةُ الشَّمْسِ مِنْ غَيْمَةٍ فِي عَمَاهْ لأنَّكِ فِي القَلْبِ يَصْمُتُ قَلْبِيَ لَمَّا تَمُوتِينَ ثُمَّ يَعُودُ لِنَبْضِهِ حِينَ تُرِيدُ الحَيَاهْ لأنَّكِ فِي جَسَدِي ضَاقَ بِي جَسَدِي،...
لا أعْجَب إلا لِمنْ يعْتبِرون الذاكرة هيْكلاً عظمياً تحتاج كي نستدعيها لِحَاضرنا نبْشاً في القُبور، وكأنَّ أعينهم مُسْدلةُ الجفون عن رؤية هذه الذاكرة تحيا بيننا بأكثر من روح ولا تخضع بالضَّرورة لتصاريف الماضي بل هي أنا وأنت والآخر.. حقاً لا يسيءُ البحيرة التي تروي ظمأ الجميع، إلا لعب الصغار حين...
1 لا أعْرِف هل صُدفة أو عمْداً أقْدَمتْ الحكومة على الزِّيادة دفْعةً واحدة في ثلاث مواد قابلة للاشتعال: الخمرة والسجائر والزَّيت، أمَّا الفتيل فهو بالمجَّان عند أقرب بقَّال ! 2 الإنسان بمكانته وليس بمكانه ! 3 أكْره "منطق الطَّير"، ولستُ أقصد الكِتاب العميق الذي يحمل نفس العنوان للصوفي فريد الدين...
بَعضُهم كُلَّما تحدَّث عن الثقافة حَكَّ رأسه في إشارة إلى أنَّ موضعها القمَّة في المُخيْخ، والحقيقة أنه بكلامه الغثِّ يرفسها بالقدم، والبعض الآخر يَنْبغ في حديثه عن الثقافة حين يُشهر لُفافة تبغ كمنْ يُلمِّح إلى أنها مجرد احتراق ينتهي بصاحبه لرماد، ويأمل أن يصله نصيبه من الثروات بعد تقنين نبتة...
لا تُؤجِّلُ الطَّبيعة فُصُولَها كما أجَّلت كورونا فصول حياتنا، أجَّلتْ أشياءنا البسيطة التي تُعتبر في نظر من سرقوا أيامنا وباعوا المستقبل، مُجرد أحلام تافهة يتوسَّدها الأغبياء، لا اُلقي باللوم على كل ما رفعوه فوق عاتقنا من شِعارات كانت رنانة واتَّضَح مع الوقت أنَّها مَحْضُ طنين لا يُتقنه إلا...
1 المرأة أكثر إحاطة بالأشياء، عكس الرجل الذي يزدحم تفكيره بشيء واحد يجعله غير مُنْضبط الميزان وقد يتناثر لأشلاء، ولن تحتاج أن تُلْقي نظرة لتسْتَرِدَّها مَشْدُوها بالشارع أو محطة القطار أو المطار، حين ترى امرأة بحقيبة تتدلى من الكتف وأخرى أصغر في اليد بينما اليد الأخرى منشغلة بعلبة تشيبس، ومعطفٍ...
نعم أحبكِ: جُملةٌ قالها مْسَلَّكْ لِيَّامْ بالجملة دون تقْسيط في المشاعر، لبِنْتِ السَّاحل التي آثرها بحراً، لِتقع هي ومدينتها في موضع القلب بالشَّمال، وليُطْفِىء في مائها المالح أكثر من شمس يخْتزِنها تحت جِلْده القَمْحي، هو الابن الضَّالُّ البازغ من رحِم قبائل لا يدْري من أيِّ سوسٍ نزَحَتْ كي...

هذا الملف

نصوص
212
آخر تحديث
أعلى