أدب الحرب

تحية لك سيد رضا جبار زاده، اتمنى أن تكون على أحسن حال، أنا فرامرز بنكدار، لا أعرف إذا ما كنت تذكر هذا الاسم أم لا، أما أنا فأعرفك ورأيتك عن قرب، معرفتي بك تعود إلى مراسم عزاء كنت قد شاركت بها وكنت أنت تقف هناك وحول عنقك شال أسود تستقبل المعزيين، قرأت اسمك على تلك النعوة. ‎وصلت إلى المقبرة قبلك...
كل ما في هذا البلد مسلسلات حروب لا تنتهي ألا بانتهاء قائميها وفناءهم من هذه المعمورة،الشباب يساقون إلى حتفهم من كل حدب وصوب ، وأطفال يحفظون الموت على ظهر قلب لأنه اتيهم لا محال ، يتربون على ارتشاف رائحة البارود والتشاجر بالعصي منذ بواكير صباهم، في زمن جند الجميع لحفظ إشكال الرصاص وأنواع الأسلحة...
لا فائدة! أخبار الموت والجوع والدمار تتكرر منذ خمس سنوات. مفردات الصحف في الحروب معروفة ومحدودة: “ غارة، قذيفة، هدنة، انفجار، قتلى وجرحى، مفاوضات، طائرات، فشل، مساعٍ دولية، ضحايا….” تُضيفُ إليها كلّ بلد ابتكاراتها المحليّة الخاصة من أسماء الأسلحة المُستحدثة وألقاب المُتصارعين والتقسيمات الجديدة...
جملة كان يرددها ابن مدينتي والجندي معي في الوحدة العسكرية نفسها على حافة مجنون 1984 وقت إشداد المعارك في الغروب، كان يمّض به الشوق فيصرخ: - أااأأأأأأأأأأأأأخ اليوم ذاكر أحباب قلبي فكان يثير شجن الجنود، وكنت وحدي أعرف قصة شجنه فهو من مدينتي لا بل من محلتي ويكبرني بحفنة سنين متزوج يصور بسردٍ مفصلٍ...
لو كنت شرسًا أقرعًا قصير النّفس لعشتُ مع القادة الدّاعرين في القاعدة ولدفعتُ بالأبطال البائسين إلى جبهة الموت. ستراني بوجهي المُنتفخ النّكد أُتبجّر وأبلع في أفضل الفنادق أقرأ قائمة الشّرف “الغلام المسكين – سأقول- كنت أعرف أباه جيدًا نعم، خسرنا بشكل فادح في المعركة الأخيرة” وعندما تنتهي الحرب،...
" اسمي محمد بوسعيد. منظف أرضيات. لست بولنديا ولكنني مغربي. ويناديني البعض منذ فترة طويلة " موحا". أما البعض الآخر، بعض الماكرين، فيسمونني بوش. يضحكون ولا أعرف السبب. ويطلقون الدعايات حول اسمي. لم أعرف أنه يمكن أن يكون غريبا. فأنا متوسط الطول، أسمر، شديد المرة، لي لحية ذات شعر أجعد وفي أي مكان...
لم يكن الخريف قد حسم أمره ببدء الفصل. هو يرسل نسماتٍ باردة، خفقاتٍ، لمساتٍ عنيفةً لبعض أوراق الشجر. لكن لا خريف بعد. ثمة ورقة مصفرة في هذه الشجرة واثنتان بأخرى بعيدة، والسماء راضية بالرمادي الذي يبدو أثقل كل يوم. ما تزال النزهات في الحدائق مطلوبة، ما يزال شغفٌ لإضاءة النفس في فضاءات خضر وممرات...
لقد كان ذلك وقت الهياج العظيم.... كانت البلد تغلي والحرب في أوجها، ولهيب الوطنية يتقد في الصدور، والطبول تُدوِّي الموسيقى تعلو، وتقرقع النيران من الأسلحة وترن أصوات البنادق وتدمدم. ترفرف كمية هائلة من الأعلام في وجه الشمس في كل يد وبعيدًا حتى تختفي عن الأنظار وتتلاشى على الأسطح والشبابيك. كانت...
أي أجْراس ستُقرع للذين لقوا حتفهم كالأنعام ؟ فقط غضب الأسْلحة المُرْعب، فقط الجلجلة السّريعة للبنادق التي تتأتئ يستطيعان أن يلقيا بسرعة صلوات جنائزهم المُعجّلة . لا حظّ لهم من الاستهزاء الآن، لا صلوات من أجلهم و لا أجراس لا صوت نحيب ما عدا جوقات الجنائز، و العويل و الجوقات المجنونة للقنابل...
-تاريخيًّا، هناك أربعة دوافع عامة حدَتْ بالدول إلى بدء الحرب، وهي: الخوف، والمصلحة، والمكانة، والانتقام. وباستخدام مجموعة بيانات أصلية، يدرس المؤلف توزيع الحروب عبر ثلاثة قرون ونصف القرن، ويجادل بأنه، على عكس الحكمة التقليدية، لم تكن سوى نسبة ضئيلة من تلك الحروب مدفوعة بالأمن أو المصالح المادية...
بين حرفين، لا تسكن الحرب، كما يحلو للشعراء عادة أن يقولوا وهم يلعبون على موقعي الحاء والباء في نصوصهم، ولا يعدو لعبهم هذا كونه تعبيراً عن فارق شكلي بين الحب والحرب... مع ذلك فإن الراء وحدها تصنع كل هذه الفجائع الممتدة على جسد التاريخ البشري الناضح عفونة في معظم إجزائه إن لم يكن كلها... حين يشتعل...
عندما أتذكر بداية التحاقي للجيش أثناء الحرب، في احدى المراكز (المراتع) التدريبية – مصانع الأبطال – أتذكر المقاتل (أبو دلـف)، هكذا يلقبونه في منطقته، وقد نقل معه هذا اللقب عندما التحق للجيش مع أصدقاء منطقته، كان يفتخر عندما ينادونه به. كان يترأى لنا كأنه قادم من أقصى جنوب أفريقيا لغمق سمرة بشرته،...
ماذا سيبقي من المستقبل؟ عندما يكون الحاضر مُفخخا ومُلغما أمام أحلام الصغار تقضي الحروب علي حاضر الطفولة وطموحها بل وعليهم هم شخصيا ، هذا العنف الذي يولد مكامن الخوف والفزع من الحياة والمستقبل والحاضر، ليعيشوا حالة من التشرد والضياع، ويخلف ماضي سحيق من الشقاء لهؤلاء الأطفال بهذه العبارات...
هجم "الشباب الهتلري" على قاعات السينما، ألقى القنابل المسيلة للدموع على المتفرجين، وأطلق الفئران البيضاء بين المقاعد، وسط هتافات "يا ألمانيا استيقظي"، ردا على الفيلم المقتبس من الرواية التي لم تعجب الفوهرر. "الشباب الهتلري": ألا يذكركم هذا النموذج بنماذج أخرى معروفة جدا في العديد من الدول...
«كل شيء هادئ في الجبهة الغربية» عمل روائي كبير يصدر عن المدرسة الواقعية الحديثة في أدب القص الروائي وقد صدرت عام 1929 ـ بعد 10 سنوات من انتهاء الحرب العالمية الأولى. وتدور احداثها على الجانب الألماني من القتال في تلك الحروب الضروس (أطلق عليها وصف «الحرب العظمى») وبالتحديد عند المنطقة الحرام...

هذا الملف

نصوص
172
آخر تحديث
أعلى