تذهب مجموعة نمر سعدي "نساء يرتبن فوضى النهار" (وزارة الثقافة الفلسطينية، 2021) نحو نساء يؤسّسن فضاءين يحمل كل منهما كثافة معناه كما كثافة امتداده، إذ هنّ نساء الجسد والحب ويفتحن سيرتهن على ولع الشعر كما ولع الروح، وفضاء ثان تتناسل من أغصانه رؤى المخيلة في تجوالها الحر كطائر يحلق ولا يهتم كثيرًا...
لغةٌ من صفيحٍ ومن نرجسٍ
تتطايرُ ما بينَنا
من فمي من وصايا شفاهكِ
منقوعةٌ في دمي
في خلايايَ تنبتُ
تستوقفُ العابرينَ إلى ما وراءَ ظلالِ المكانِ
أُبعثرُها في الشتاءِ القديمِ
وأنثرُها للعصافيرِ قمحاً على سطحِ هذا الزمانْ
قمَرٌ يابسٌ كانَ يرقُبنا من عَلٍ
وشذىً ناعسٌ كانَ ينبضُ ما بينَنا كالفراشاتِ...
أُعجبتُ بكلامهِ عندما رأيتهُ يتحدثُ على فضائيّةٍ سعوديةٍ عن سرياليةِ المتنبي..قالَ أنَ بيت المتنبي المشهور (نحنُ قومٌ ملجنِّ في ثوبِ ناسٍ فوقَ طيرٍ لها شخوصُ الجمالِ) أروعُ ما لدى العرب من تراثٍ سرياليِّ..ولو عاصرَ دالي المتنبي لرسمَ هذا البيت رسماً يدهشُ كلَّ نقَّادِ الفنِ الحديثْ. كانَ ذلكَ...
لو ضحكةٌ تملأُ الدنيا عليَّ سناً
غبَّ الظلامِ وإن كانت ضبابيَّةْ
لِمْ تصدفينَ بعينَيْ جوذرٍ أنِفٍ
وتذبحينَ بأسيافٍ حريريَّةْ..؟
لِمْ ترفعينَ عذابي في الفضاءِ كما
سرابِ ألويةٍ تبكي وأُغنيَّةْ..؟
قالوا شيوعيَّةٌ حمراءُ قلتُ لهم
أموتُ فيها وإن كانتْ شيوعيَّةْ
الحُبُّ لوَّعني فيها وروَّعني
وانفتَّ...
ما قبل القول: يقول الروائي باولو كويلهو: "هناك لغة تتحدى الكلمات"
بين لفظ يعانق المعنى، بين قصيدة بهشاشة الروحي أو وله الفراشات العطاش يطفو على الحلم ويخط قصيدة فتحت شباكها كي تطير أيائل المعنى، مثل برق شع أو ظل توارى في السراب، لتولد من رحم الحياة قصيدة لا تنتهي ومجموعة شعرية برائحة الحب...