من النادر جداً أن تُقابل شاعراً لا يدعي سرقة قصيدة أو أبيات من أبياته من قِبل شعراء آخرين، ويشترك في هذا الادعاء الشاعر المبُدع مع الشاعر الذي يُعاني من فقر في الإبداع، ولعل هذا الأمر هو ما ساهم إسهاماً واضحاً في كثرة المؤلفات والدراسات التي تناولت قضية السرقات الشعرية حتى أشبعتها أو قتلتها...
قضية السرقات الأدبية، قضية شغلت النقاد قديماً وحديثاً، وأحسب أن الانشغال بها لا يزال وسيبقى مع الزمن، ما دام هناك شعراء وأدباء مبدعون ومتميزون، وآخرون من الشعراء والأدباء يطمعون لبلوغ منزلة هؤلاء المبدعين، قال الشاعر الأخطل: (نحن - معاشر الشعراء - اسرق من الصاغة)(1)
وفي النقد العربي أسماء عديدة...
اقول: لا تعجب اذا قلنا ان السرقات الأدبية قديمة في تاريخ الفكر الانساني وأدب الشعوب، فهي قديمة بقدم الانسان واذا رجعنا الى تعريف السرقة سوف نجدها تعني اخذ الانسان ما ليس له " فهو مرّة يعمد الى الشيء المستتر في حرز فيأخذه فهو السرقة، وان اخذه من صاحب يد قهراً فهو المغتصب.
ومن هذا الاخير تأتي...
سيكون من الصعوبة بمكان تطويق موضوع السرقات الأدبية والفنية وبالشكل الذي يبرّز أسبابها وظروفها، فالظاهرة عالمية وقديمة قدم الآداب والفنون ذاتها. متنوعة المزايا والأشكال والظروف. وقع في فخها كبار الشعراء والفنانين والناثرين، ولنا في الأدب العربي من عصوره الجاهلية والأموية والعباسية ما لا يحصى من...
مشاهير السرقات الأدبية ماتوا جميعًا بعد أن أصابوا من «كتاباتهم» ما أصابوه في مشارق الأرض ومغاربها، يكفي فقط أن نقرأ كتاب «الكوميديا الإلهية» لدانتي (1256-1321م) حتى نعرف حجم السرقة الموصوفة للأديب الإيطالي من «رسالة الغفران» لأبي العلاء المعري، و«الفتوحات المكيّة» لمحيي الدين بن عربي؛ الكتابان...
(بقية ما نشر في العدد الماضي)
أو لم يسمع النافون عنه أخذ الكلام من النثر والنظام قول الفرزدق: نحن معاشر الشعراء أسرق من الصاغة؟ أو ما سمعوا قول الحكماء: من العبارة حسن الاستعارة؟ وما شيء بأعجب من وقوع جملة الشعراء في أمر يشترك فيه قديمهم ومحدثهم من استعارة الألفاظ والمعاني إلى مر الزمان بتحكيك...
كان أبو الطيب المتنبي (354هـ) يرسل قصائده الفرائد فتسري في أرجاء العالم العربي مسرى الأضواء، حاملة بين اطوائها بذور نقدها، فتملأ الدنيا بدويها، وتشغل الناس بحديثها، فمنهم من يكبرها ويغلو في إعظامها والإعجاب بها، حتى يملك عليه الإعجاب أقطار نفسه، ويأخذ بمسارب حسه؛ ومنهم من يحقرها، ويغض من شأنها،...
سأقص على القراء حادثة أعذر من لا يصدقها ولا ألوم من يرتاب في صحتها، ولكنها مع ذلك حقيقة، وبعض الحقائق أغرب من تلفيقات الخيال. وذلك أني على أثر الثورة المصرية في سنة 1919 ذهبت إلى الإسكندرية لأقضي فيها أياماً أو لأتخذ فيها مقامي - حسب الأحوال - وكنت لا أزال سقيم الأعصاب جداً. وكنا في رمضان...
السرقة الأدبية والفكرية ظاهرة إنسانية قديمة:
ليست السرقة الأدبية والفكرية ظاهرة حديثة، بل عرفها الإنسان القديم في مختلف الحضارات والمدنيات. فقد كانت عند البعض ظاهرة طبيعية في التعامل مع الأفكار الأدبية وغير الأدبية من باب التقليد والمحاكاة والتكرار والاجترار، فالمقدمات الطللية والغزلية والخمرية...
وأما قوله:
سيوف ظباها م ... ن دمى أبداً حُمْرُ
فمن قول ابن الرومي:
وغزال تَرى على وجْنتيه ... قَطْرَ سهميه من دماء القلوبِ
لم يُعادِلْهُ في كمال المعاني ... توأمُ الحسن من بني يعقوبِ
فجعل لعينيه سهمين وجعل التثنية للتثنية وجعل حمرة خديه من قطر سهميه من دم القلوب وهذا معنى لطيف ولفظ شريف وقد...
فأتى أبو الطيب بأربع صفاتٍ في بيت كشف مراده فيه والمريمي جاء باللفظ القصير في الطويل الكبير فالمتنبي أحق بما أخذ.
وقال المتنبي:
يَرى حده غامضاتِ القلوب ... إِذا كُنْتُ في هَبْوةٍ لا أرانِي
وكشف السيف عن غوامض القلوب إنما يكون بشق الصدور عنها وإبراء المنون في ظلم الأحشاء سبلاً وقد شرط فيها ابن...
( بسم الله الرحمن الرحيم )
أولُ شعرٍ قالهُ أبو الطيب أحمد بن الحسين قوله:
بأبي مَنْ وَددْتُهُ وافَترقْنا ... وَقَضَى اللهُ بَعْدَ ذَاكَ اجْتِماعا
وافترقْنا حَوْلاً فَلمّا التقينا ... كانَ تَسْلِيمُهُ عَليَّ وَدَاعَا
البيت الأول هو الفارغ قلت لا ألتمس له استخراج سرقة. والبيت الثاني هو بيت...
واعلم أن المحدثين أكثروا العجب بنوع من الشعر سموه البديع وظنوا أنهم أول من أخترعه وسبق إليه وابتدعه ولم يخترعوه ولا ابتدعوه بل لعمري قد صيروه كثيراً بعد أن كان نزراً يسيراً وتوهموا بكثرته في أشعارهم أنهم سبقوا إليه واستولوا عليه وكذلك أنا أدل على سبق المتقدمين إلى معرفته وتقدمهم في صنعته وقد...
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وبه نستعين قال أبو محمد، الحسن بن علي بن وكيع: أما بعد، حمداً لله والصلاة على رسوله الكريم وعلى آله المصطفين الأخيار الطيبين الأبرار فإِنه وصل إليّ كتابك الجليل الموضع اللطيف الموقع، تذكر إفراط طائفة من متأدبي عصرنا في مدح أبي الطيب المتنبي وتقديمه وتناهيهم في...
فتح باب السرقات العلمية والأدبية أبوابا تشير بوضوح إلي خطر جلل وفساد يستشري ويتفشي كالوباء ليفسد في المنظومة الجامعية وكذلك الأدبية والفنية في مصر، ولم تعد قوانين الحقوق الفكرية بموادها تصلح إن طبقت أصلا، وباتت مهمة إصلاح ما فسد ليست مقصورة علي عميد أو رئيس جامعة أو حتي وزير، بل تحتاج إلي تكاتف...