لمرايا البحر وجوه خضر
يحلو الرقص على موسيقاها
تتزنر بالأنواء
وما زالت قائمة تحرس
رتْل قوافلها
وتحب الإغراء إلى أن يأوي الليل
إلى مخدعه ،
نايات ترتق قمصان الأدغال
لأحلى الإيقاعات
أصابعها ترغب في أن تصنع للعشب
مدافئ من زخَم الطرقات
ولكن يبدو أن أقاصيها قاطبة
لا تسع الغيم
ولا تظهر بين حواشيها...
كوكب رهن كفيه أسماؤنا
ودم الريح نزّ قبل الصباح
ولبلابتان لدى كل واحدة
قمرٌ ساحر
بينما أنا قد جئت حشد اليمام
وقلت له:
"كن فقط مدخلي للعيون الكحيلة
واسكب على جسدي كِسَفاً من
سماد البداهة
واحم تلك المدينة في كتف التل
من شطَحات الرخام
لكي ـ وأنا أحتفي بالمرايا ـ أرى الوقت
أصبح لي ينبري حبةً حبةً...
عصافيرُ غائمة تعشق الرقص
تحت ثياب البراح
ورسم جميل على الحائط المتحصن
بالاحتمالات عفوا
وفي الغرفة المستطيلة كنت أنا
أفحص الدفء في الملاءات
حيث أوالي تذكّر ما تشابه في الزهر
من بتَلاتٍ
لديّ صهاريج أملؤها بالمنى
أتقدم محتدما بالمساءات عند
نزوع البروق إليّ
فألقي بنرد الفراغ إلى
جسد الريح
أشهق
ثم...
هو ماء يأخذ سحنته من
زمن يتخثّر
ويكلّم جهة للريح
كما يجلس في خاصرة المنبع
ليرى الطير تسابق أطياف العشب
آخذة معها هاجرة منفعلةْ
ينهض محتكرا لفيوضات الصحو
له أعلى الخطَراتِ
لقد صار يدونها في كراسته
ساعةَ تحرقه
ويكون الشاهد إبّان على يده
تمتد الأبراج
وترتعشُ
إلى أن ينساب بقدْر كافٍ
نحو طفولته
ما...
حجر لاهث كان يجري
ويبحث عن نجمة العمْر
في الطرقات
له تحت إمرته تسطع الشجرات
ويحيا عزيزا
يبايعه الطين
والكمأ المجتبى
كل هذا على أن يحب انكسار الغيوم
ليشرب من قدَح الآلهةْ،
واتكاْتُ على كاهل الماء
فاحدودب الوقت مثل صهيل الغضا
في ناظري
لم ازل أتلمس جمر البداية
خمنت أن البداهة من خدمي
ولذا صرت...
وانطلق الطفل يجدد لون الغرفة
أجرى الدم بشرايين الفرن
وخلف المنزل كان العصفورُ
يشاكس غصنا
حيث تراخى هذا عن
فتح ذراعيه
لرفيف صباحٍ تحمله للأرض
يد قرنفلة،
أوشك ظل يشبه بلدا يشهق سرا
أن ينحاز إلى النهر
تَخَفّى حين رأى الحيرة وقد احتلت
وجه الضفة
خلع المعطف أثناء دنوّ الليل
وجرَّ إلى الغابة بضع أيائل...
وحدك من سرق النار وغالى
بعواصفه المرئية
أعطى العالم فاكهة البدء
وألقى الزمن المبهم في
دائرة الشك
أنا أبصرتك تقدح دالية الروح
لقد كنتَ تفتش عن حجر نبويّ
وتهيل بياضك فوق جدار يحمل
أسماء ناعمة
وجررتَ إلى المنأى عربات الريح
وتوأمَ زوبعةٍ
كان الوقت سيتّسع لوِ الحدآت
تماهت بالأبراج
وسارت إلى النبع...
وضعت على جبهتي عالما
قلت:
سر المرايا أنا
لغتي اليوم تورق في الماء
تعبر أفخاخها العائلية
لا رقمَ أملكه في الفصول الصغيرة
أصبح فصلي شبيها بمائدة من
بديه الرخام ،
توالوا على النبع
باعوا الخيول
وكان التهافت بين شيوخ القبيلة مندلعا
والرجال حصى
والنساء لبسن البحيرات مثل القطا
حين يعبر وجه الخريف على...
يتهيأ لي أن الهوس بأشجار الطرق
سيصبح منذ الآن شعارا آخر
أحرى بالعربات
وبالطير اللائي يرقصن على
لألأة الخضرة للنهر المتعهد
بالبجع الأربد ،
لي في المرآة صليب يبرق
وبه أهمس لقميصي العذب
لكي يغمس ياقته الأخوية في
أبهة طازجة
أنْ أدخل بابا للأزمنة الأولى
لا أحسبه ترفا
أنْ أورق عند مساء تتخثر
فيه...
شجر يقف اليوم على شفة الغاب
ويختار نبوءته
ترعاه كفي
كي ينعم بغيوم سائمة
في الأفق
يراني أقرب منه إليه
تغويه الطير
لذا أخذ السلّم كي يصعد
لأماسيه الأخرى
ويقوم بقدح الريح علانيةً،
بين يديه فراغات كان قديما يحصيها
في جنح الليل
ويغضي إن نامت أثناء العد أصابعه
أو جال بخاطره قمر
لا يقبل بصهيل
غير...
لا أريد لها أن تبدّد في جسد الماء
نارَ حماستها
إنها وردة للرماد الجميل
وللأرق المتبقي وقد صار يعبر
ناشئة الليل
تحت عباءته نزل النوم قبل
هطول الظلام
تمادى على الطرقات صهيل الدجى
بينما في الملاءات سرب من الصخَبِ انثالَ
واتسع الخرق في الأسرّةِ
تلك المتاريس عند جدار المدينة
صار الذباب يرابط فيها...
لو بمَقيلي حلت هاجرة
صرت لها منطلقا ليس يضاهى
يتغيى عزتها
ومن الظل المنشور على الأرض
نسجت عباءتها
حتى تأنس في الطرقات ببهاء الليلك
دون مواربة
وتؤسس بين أصابعها مدنا للّيل
وحانات تقضي الساعات
على الشاطئ
وهْي تديم النظر إلى الموج
وتلقط أحيانا من جسد الميناء
غوايته البحرية
ذاك القرصان المتحفز...
وحتى أباري الرياح
علىّ اجتناب المعابر وقت الظهيرة
أختلس الخطو حتى النهاية
ثمّ طين يخالط سائم العشب
يسعى حثيثا ليبقى جديرا
بحب المنابع
والطيرِ حين تحط على كتف السهل
ما ذا لو النجم غيّر من جلده
ثم أصبحَ مقتدرا
في يديه يموج الفراغ
ويحسب أن الكواكب تحظى
بعطف المدار
ومستقبلا
قد تؤول إليها الولاية...
بجَع هادئ
ينفش الريش متجها للغدير
وثَم هزار يقوم على التل
ما زال يحصي مزاياه
من تحت نافذة العشب يعلن
عن حبه للمروج
ويأخذ في الابتعاد عن القبراتِ لمدّة
دائرتين ناضجتين
تجيء النساء الرئيسات للبحر
يطرحن شبه سؤال
ويفهمْنه للنوارس
ثم يقسن مدار النخيل
بدائرة الملح في كبد الماء
أو ينتبذن البداهة...
مقتنعا بالأقمار الصغرى والكبرى
رتبت مواعيدي في الكفّيْن
وأْشْرعت يديَّ لكل ظلال زاهية
حضنتْها الشجراتُ
وتأوي الغزلان إليها ساعةً تهرقها
في القيظ الفلوات
أعاين نيران الثلج
وقد أحتاط إذا الليل رنا لأصابعه
ومضى يحرس في الأرض الأسماء الأولى
لسهوب مرحاتٍ
كانت بالأمس تحب الرقص
ومصالحة الماء
سأشهد...