مصطفى معروفي

إنه رجل قد تعود أن يصعد الهاويات إلى حيث صرخته إنها صرخة قفزت من يديه شماريخُها العِينُ فانهصر الماء واندلعت أربعٌ فوق جبهته من شموس الخريف ، هبطنا إلى ضفة النهر كنا فرادى على جانبينا نمت شجرات السنين وخِلْنا ذرى الريح تفتح أبوابها للبروق المُفاضة يالَلحظوظ الغريبة! فاجأنا النوء عند هزيع الطريق...
سرب من بجع منتجع في ردهات النهر وبئر هادئة تقترب من الجهة اليمنى للخضرة في المرج وكنت أنا الواقفَ والشاهدَ يشملني ظل الحدأةْ في وقت ما كان السرو حديث النعمة وتوحّشَ حتى نزلت من عينيه قرنفلتان ودالية مفردة للريح المضفورة بنبيذ يتمادى فوق لجين من زمن آخرَ ، كانت عارية أعضاء الدرب وهاجرة ببراح...
أيا صيحة أزهرت في الحناجر والأرض كانت لها لغة والمرايا على كاهل الوقت صارت تراها هوادج من حمإٍ للاحتمال الذي عبرَ الحجر الدائريّ إذن فخذيه من اليد ثم اصنعي من رماد المدينة دغلا له إنه يستحق مشاكسة امرأة تستحيل طريقا للبهاء إذا الظل قد مالَأ القيظ بين أصابعها قست حجم الفراغ بمهر الرياح أعرت...
ونهادن موجا تنامى كثيرا على جبهات أصابعنا في قرارة نفسي أنا دمث ليس يفجؤني أن تخيط المياه قميصا أثيلا لقبرة تحتفي عادة برفيف مراوحها وتضم إليها الأقاصي لكيما أخيرا على وجنة النبع تطبع قبلتها الوارفةْ أنفخ الناي ساعة أدنو من التل أرسل عيني إلى حيث يلمع طيف الأيائل أعرف غيمي وعند النهاية لست...
هي سنبلة تغسل في ناصية الحقل محياها العسلي وتقضي الليل تهادن جهة تملكها امرأة نشزت من رجل باع بداهته لستُ أراني بك أحرى أيتها الشرفاتُ فأقواسك سكرى وانا الولد الأعلى أخرج من كهف مدايَ إلى ظل الكينونة لا سيّدّ قاد خطاي وكان يحذرني من ثرثرة البرق ولا سلّمَ أسعفني عند أصيل اليوم لأصعد دالية الروح...
إني إن رزت الأرض إليها أُلْقِ مقاليد الماء وأعقد معها صلحا منسجما ساعة تعلك ألجمها الخيلُ لتصعد صوب معاركها اِتكأ النهر على العشب بمضمونٍ آخرَ ومضى يفرح لما خبّأ بين ذراعيه قائلة ليرابيع خرجت للتو من الميتم منذ قديم أعلنت ولائي للأجَمات اللائي يحضنَّ الحدآتِ ويكشفن جذور مواويل على شرف النهر...
بلد مورق وعميق له الوجه فيه أقاصٍ توالي التهجد سرا يحب اليمام تضاريسها يرتدي الغيمَ أمسى يراني أنا مترفا بعقيق السكينة قلت: "ألا ليتني في حشا الأرض أسكب جسمي وأقرأ كل فراغ يمر ويترك بين يديّ مراعيَ من سمة الوقتِ"، يحتمل النهر غَوْل الكواكب بل هو يجري يحيل على القصب الارتياب الذي يستقر الكلام...
سوف أسكت من قبل أن تتوضب عندي المواعيد أفتقر اليوم للحجر الإلفِ يأخذني خارج الطرقات يؤثث كَفيَّ بالأقحوان صعودا إلى الماء وحدي الذي حين نادى على نجمه كان أكثر مكرمةً كان يبحث عن بجع سيد يلقط الجمر ساعةَ يدهمه الليل في الغاب حيث يلبس أبهة من رفيف عليٍّ، أتيت إلى وجعي العذب أحمل طي الحشا الاحتمالَ...
إذا حزت سنبلة سوف تصبح منطلقا للأيائل في الغاب أو هي تمنح مجرى أخيرا لحشد المياه إلى البحر سرحتُ للطين كفي فصرت كأني مدار له سند في عصافيرَ قد ورثت شرْعةً من علاماتها الماء ثم التباس اللهبْ وأنا اندثرت غيمتي في السماوات مادت بأسمائها الدالياتُ وإني لأدعو المدى لاحتضان رخام الخليقة أو لتبني...
حجري ضالع في الغواية صار على عجل سيدا ونما دون أن يعتلي صهوة البرج ذي الردَهات الأنيقة ثم هو اختار وقتا ليجلس بين هواءين ثانيهما لا يخامره الشك في أبْجدية أقداره قد بسطت يدي للفراغ البهيِّ فكان المدى لي هو النبع تحرسه شلة الطير والغيم ذو الأريحية ذات السمات الطرية أعزف نايي وبعض هذا النهار...
ما الذي قد طفا بين كفيك حتى اختمرْتَ وصرت ربيب الدوالي السعيدات تظمأ قرب جداريك تخفي القرابين ـ وهْي لظلك ـ في معطف السنبلةْ؟ سوف ألقى إلى ساحل البحر نايي وأثأر من حجر لم يزل ضالعا في النوى كي لدى الماء أبدو معافى أجاري العنادل في الاحتفالات يدفئني وجع الأمكنةْ أتسلح بالحمحمات إذا خرجت من هلام...
منشغلا برخامي ذي الصيت الأبديّ أخوض سباق الدهشة أعثر في جذر الماء على مقصلة أصنع من حجرٍ مزٍّ كوكبة تشمل عدد الآفاق لها جهة لا يطرقها ريبٌ أوجهها للأرض مرايا فيها النوء يقود خطاه إلى البحر وإذ يرجع يتلو آيته العظمى ... أيتها الدكنة في الغسق الواضح في بداهته ها أنا أخرج من برجك مختصرا لمدايَ...
أنا كاهن الداليات وطفل يقيس السماء وحيدا بعود ثقاب وفي وسْعه أن يقدم للريح نبْض الضحى في يدي اندلعت مدن وقرى والبياض السميك مضى لي يمدّ وثير جناحيه يولِم للأرض لحم الرؤى نافخا في عراجين نخلته زخَم الذارياتِ مدحتُ الأثافي قليلا على حينَ أغلقتُ دائرة الليل كي لا أجرّ صدى الفلوات إلى الغاب أو...
أعلق معجزتي في صنوبرةٍ وأهبّ إلى نجمتي فأهيل على كتفيها من الزمن الحيّ يوما رشيقا بلا خاصرةْ... للأيائل وهْي كم تشتهي الركض مرايا تكلمها وجهات تمد لها في العشيات شوقَ الزنابق أربكني أنها لو جرت ساعةً لغدا الظل يخدمها ولصار الطريق إلى النبع طفلا بريئا من الانشطار الذي للغيوم لهذا دأبتُ أناشد...
ليس لي أرَب في المدى: إنه هكذا الليل آخى العواصم واحتال كي يقطف الدمَ منها ليعطي البروق ملاذا ويدعو البحيرات ذات البهاء لحفلته الراقصةْ كنت أمشي وكان استوى هو يلهو بمنعرج واضح في الطريق المداريّ ويُدني إلى رأسه نجمتين ويأخذ في يده الحجر الصرفَ ثم على الذاريات يقوم سليما معافى ليتلوَ أورادَه...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى