إنني أكتب اليوم ظنِّي
أزكّي به النهر حين قبْلَ اليديْنِ
يوازي مرافقهُ بغصون الصنوْبر
بين الحذاء وبين الطريقِ
ندى القبُلاتِ
لديَّ نصيبٌ من الشوقِ
سوف أذرّيه فوق قباب القبيلةِ
أدحو الخريف بهِ
فإذا أبْصَرَتْني الأيائلُ
ظنَّتْ كأنَّ الظهيرة مائلةٌ
نحو أبراجها لا محالةَ
والشجرَ المانحَ الظلَّ
سوف...
واتكأْنا على الوقتِ
كانتْ حدائقنا الغلْبُ منضودةً
ترتقي سلمها الغضَّ حتى تأجَّلَ
فينا النهوض إلى الخيلِ
واختلط الدم بالدمِ
فاختارنا الماء كيْما نبايعهُ
وافترقنا
رفيفُ الفراشات نُوكِلهُ للبحيْراتِ
ثم الولاية نعهد للداليات بها
سوف يغنمُ كل رخامٍ عواطفنا
إن يصرْ حارسا للمدينة
بل دهشة الماء سوف...
كانَ أتى ليوازنَ بين مداهُ
وبينَ النهْرِ
ويأخذ نحو أقاصي الأرض
كبيرَ مشاغلهِ
فقريبا سيميلُ
لينظر كيف يدلُّ الطيرَ
على النبْعِ
يمدُّ إلى الليل يديهِ
يطلب إيواء طفولتهِ
في لؤلؤة الوقتِ
ويشرب نخْب الرغَباتِ الأولى
ليس له علمٌ بالغيبِ
ولكنْ
ها هوَ قد فسّرَ غايتَهُ بالأقمارِ
وفي معطفهِ خبَّأَ
عاصفةً...
سأعلّقُ فرحي هذا اليومَ
وأنتظر الريح إلى أن تعبر كفي
راكضةً نحو البرجِ
سأَلقَى الطينَ
وسوف أحدّثُهُ عن نزوات البحرِ
وكيف احتال على
شرفات الفندقِ في ساحله
حتى أوْرق فيها الولَعُ
أنا أحيانا أتفحّصُ ذاتي
بعدئذٍ أنظر هل يسعني أن
أبْرِق بالحجر إلى الماءِ
لأعرف ما كانَ جرى
ساعة أن فاتحَنا الوقتُ
بسر...
ما زلتُ على العهدِ
أمارس طقسَ التلْميحِ بحبٍّ جمٍّ
أتفرّسُ في الطلْعِ
أفكر في غبطتهِ حينَ
أكونُ وحيداً
أغزل من مدفأتي دائرةً
للأوقات العذبةِ
لكنْ
ماذا لو أنَّ الطلعَ تسابقَ والريحَ؟
وماذا يحْصلُ لو أني حدّثْتُ خطايَ
بمنعرجات الأسماءِ
وصرت الظلَّ لنافذة البيتِ الهابطِ
في حضن الشارعِ؟
أنا لا موعدَ...
يطلع الشغَفُ الارتوازيّ
من الروحِ
يصعدُ للشرفاتِ
ويعطي الطريق مواعيدَهُ
صعُداً صعداً من نباهته
لاحظ الكرْمَ ينهضُ
والطيرَ تقرأ ما تيسَّر من
شجَن النبعِ
عند تخوم القبيلةِ...
أنبأني الرجل المستنيرُ
بأن الصعود إلى القلبِ
مفتَتَحٌ ثقَةٌ قابلٌ للمديحِ
وأن دوائرَه في غدٍ
سوف تصبحُ سالكةً...
ما الذي...
يا هذا
إنك أَنْ تقفَ اليومَ على
حجر الريحِ
وتصهلَ
ثم تلملم أعضاءك
أو
تجعلها كوكبة من
زبَدٍ بحريٍّ
ملقى في عتبات الشاطئِ
فإذنْ أنتَ الرجل الحرُّ
نواياك سَليماتٌ.
ـــــ
من رصَدَ الخضرةَ
في كبد الطينِ
وأصبحَ بَعْدَ لَأْيٍ
يعرف كيف يشير إلى الفاكهةِ
بدون مناصَرةٍ من أحَدٍ
كي يشهر في الأرض سعادتهُ؟...
رقصت في كفي
شجراتٌ عشرٌ
فطفقتُ أرشّ مناديلي برمادي
وأحاول أن يظهر عرْيي
كصليبٍ يخرج من رئة البحرِ
ويتَّجه إلى مدن اللهِ
إلى حيث الطين يسيرً
ويتّئِدُ
إلى كلّ ظلامٍ
قام بمدح سراج البيتِ
وأعفى الأبراجَ
من الأوقاتِ الحرجةْ...
جئت إلى جسدي
أوقدتُ المجْدَ على هامِشهِ
أطفأتُ نزيف الحلْمِ
فأصبحتُ أرى...
جسدي للأفْقِ جناحٌ
وإقامته يحدث أن تنشأَ
تحت رياحِ سنين مِائةْ...
في السابقِ كنت أدحرجُ مزولةَ الغيثِ
على الأمداءِ
ولي سلَّمُها
وبريدُ القريةِ
والياقوتُ المشغوفُ
بخاصرة الأرضِ
أنا ميقاتٌ للقصبِ
مددتُ إليهِ رهَصَ الغرَفِ الموضونةِ
فانشقَّ كصومعةٍ للريحِ
تكون أمامَ هزارٍ تاقَ إلى ألقٍ
بسماء...
آية النهرِ
أن يخرج الطينُ من فمهِ
ثم يومضُ
كي يتداركَ أمر القطا المستوي
فوق ضفتهِ...
آية الطينِ
أن يلبس الماء بحبوحة العشبِ
عند المساءِ
ويهرق بين أصابعهِ
سربَ تَمٍّ عليه المواسم تثني
فيزهو بأشكاله الملكيةِ...
ما استودع الأفْقُ عندي
رنين الكواكبِ حين أرقتُ،
هدتْني البروقُ
لفصيل المياه الذي...
وأنا ناظرٌ للمياه التي لمعت
في محيا الغديرِ
جزمتُ بأن لدى الريح
عاصفتين مبهرتين
وعيداً من الاستحالاتِ
نازعني الغيمُ كيما أصارحه
بذهولي الشفيفِ
أنا ناهض في المدى
أنفخ النايَ طبْق القوانينِ
كي تستريح الجبالُ
فتلقي متاعبَها
وتسير الذميلَ إلى الخضرة الآخرةْ...
كل نوءٍ له تحت ناظرهِ
شبه مرحمَةٍ
كل...
في الليل تهبُّ الأسحارُ
إلى القمر المولع بالأرضِ
لكي تتملى بطلعتهِ
وتقاسمه رائحة المطْلَقِ
تترك بين يديه
ذكرى الإغواءِ
ولو هي كانت في ذاك الوقتِ
مجازاً ملتبسا بالليلكِ
والشجر الغضِّ ببستانِ
أمير القومِ
أحاولُ في هذي المرةِ
أن أشرح هدفي
هي ذي الأنهار لها الودُّ
أنا واحدها
وأنا الرجل المستقصي...
رازَ أنجمَه ببداهتهِ
حينَ أجَّل مدْح المنافي
إلى زمنٍ لاحقٍ...
كان يحرص في نومهِ
أن يعزز بعض النوايا لديه بمَرآهُ
كي في الأخيرِ
يُغِير على حجلٍ صافنٍ
قرب حيِّ المنابعِ
أو
كي يؤوِّلَ كلَّ رؤىً
لم تزل نابضةْ...
كان أسعدني أنني أنتقي الحدَآتِ
وأقرأ خاماتها
حيث أميل إلى البحرِ منتبهاً
للعباب وللسفن...