إنه وجعٌ لائكيٌّ صميمٌ
يقيس بحالاته دمَنا
للدوائر ينظُرُ
ثم يصير أنَاهُ
يصير اليقينَ الذي يرتقي الرأسَ
يصحب سنبلة الزمن المهترِي
تصطفيه الجهاتُ
تؤازره بالبداهةِ
ماذا يكون الفراغ سوى حجلٍ
تاهَ في الغابِ
ثم ارتأى أن يجيء المَتاهَ
من الهدْبِ
ماذا تكون الأعاصير غير قميصٍ
يحب الوضاءةَ بين
يديّ...
يتدلى الغدير ويبسط
كفّيه للعشبِ
ممتلئا بيقين البحيْراتِ
والزمن المتّكي عندَ ضفّتهِ...
رافلا في قميص المدى
صرت عمداً أحرض سرب اليمام
على الشك في السهبِ
إذْ كان مقتنعاً بالرياح التي خرجتْ
من إِصبَعِ الأرضِ
لكن أبى منْحَ ناياته للخريف الذي
جاء ملتحفا بابتهاجاته النمطيةِ...
(قد يزعم البحر أن العباب...
مسك الاستهلال:
قضيْتُ سنين العمْرِ للشعر قارِضاً
وما زلـــــتُ ـ والله العليم ـ أهابُهُ
فيا داخــــــلاً للشعر من غيرِ بابهِ
تمهَّلْ ـ هَداكَ اللهُ ـ للشعــــرِ بابُهُ
ـــــــــــــــــ
كنتُ أظن الوقت صباحاً
حتى اشتعل الماء يمينا وشمالاً
وإلى أن أعطتني الريح
مفاتيح الأبراج الخلفيّةِ
آنئذٍ...
حينما لاح كان فقط يستديرُ
ويستأنف الركضَ
بين ثنايا الأقاصي
رأيتُ له صرصَراً يقَقاً
فائضاً في القبيلةِ
والأقحوان الذي كان يدْفئُ
هدْب النعامةِ
تلك النخيْلةُ في طرَف النهرِ
سوف أرشّحها لمزيدٍ من العطفِ
سوف تصير غدا توأم النارِ
ثم على الداليات تدلُّ عراجينها
أوَّلا وأخيراً...
مدايَ هو الماءُ...
هذا اليوم مشيت إلى النخلِ
وقلتُ لهُ:
شكرا
وغدا حين تغيب الشمسُ
وتسْهبُ في الضحِكِ
أقول له:
شكرا
إن النخل يصادقني
ولقد دسَّ بكَفَّيَّ
عراجينَ مِائةْ...
أُشْرِع باب الله استقصاءً
للغزلان الميسورة في السهْبِ
أفيض على حجَري
بغناء اللؤلؤِ
لا تعوزني عند الطير مآلات الوحشةِ
أعرف كيف ترنُّ مراوحها...
هذه القرية المستمدة من مائها
ترقد الآن في مقلتي
والغبار الذي كان آنسها خفيةً
لم تفتْه الغيومُ
لقد كان ألطف من قبراتٍ
لهنّ المدى متّكأْ...
صيحة النهر أُخرى الفكاهاتِ
والوقت أيضا إذا هوَ يُزهرُ
والزوبعةْ...
أنا منشطر حول نفسي
أحب الظلال السليمةَ
متّزنٌ
لستُ أقبلُ للمدن المطريةِ
أيَّ ضررْ...
هكذا...
قال يحيى بن خالد البرمكي:
الأيام أربعة:
يوم الريح للنوم ويوم الغيم للصيد ويوم المطر للشرب ويوم الشمس للحوائج.
ـــــــــــــــــــــــــــ
ـ يوم الريح:
تأتلق الطيرُ فتشْعلُ أهداب النبعِ
بقافلة الصخَبِ
وفي القريةِ بنتٌ ترمي للريح
ضفائرها المعلنةَ
وتشرب من كأس الشمس
نبيذ الشجرات العليا
لتنامَ...
قربَ بئر العشيرةِ
والطير عاكفةٌ تحتفي بالظلالِ
شرعْتُ أسَمّي البروج التي أحدقتْ
بالقرى
وغلوْتُ
إلى أن رجعتُ بشوق المرايا
لقد كنت أوْفَرَ حظا
فهيأتُ من قلقي للأيائل
نبْعاً ركيناً
وقوقعةً ذاتَ أفياءَ مونِقةٍ...
راكضٌ أنا في طرقات المدى
أقرأ الطين من جهةٍ
ثم أحزُرُ نيّةَ أعضائهِ من جهةْ....
بعدَ...
كل طريقٍ يعرف هاجرةً
هو في الغالب يعرف
هاجرةً أخرى
لا ليلَ له جهةٌ تحت تصرّفهِ
لو هو مال إلى الخلفِ لقاسمها
قمراً
ولَمَنََّ عليها بِبهاءِ تمائمهِ
ثم مضى يشرح علتهُ
ولماذا ائتلق الغيمُ على كتفيْهِ
كانت منّي القدوةُ للرعدِ
فقدّرني حتى مدَّ إليّ نبيذ مشيئتهِ
لكن لما استيقظْتُ
بسطْتُ حديثي عن حجرٍ...
عندما استيقظ الرجل المتعدّدُ
في لونه
قال ما اعتاد تخمينهُ
وانتشى بالغيوم التي قد رأتْهُ
وما دحرج الكف في الماء إلا
لأن المرايا أصابتْه بالصحوِ
فامتهن الحرثَ
ثم له كان حق الطفولةِ
ثم التبتلِ
والالتباسِ بساقية النخلِ
لم أتحمَّلْهُ ساعةَ دَسَّ معاطفه
تحت صدر الرخام الذي
صاحَبَ الريحَ في...
حينما يرتقي الطين
خاصرة الماء يسألُ
عن حجَلٍ ناسكٍ كان قاسمه الوقتَ
ذات نهار
وناصرَهُ
حينما العشبُ أبدى
قرابتهُ للخريفِ الذي جاءَ
والريح تعلك أمعاءهُ
بالبروق السديدةِ...
بين المنارة والشطِّ كان استوى اثنانِ:
نخل حنيذٌ تأخّرَ عن
صلبه ساعةً
وغبارٌ له نظر ثاقبٌ...
ها هنا قد تسلّح من إرثه الغيمُ...
1
كم و كم مـما نابنا قد أسِفْنا
فـــســـررنا بــذلك الشامتينا
و إلى أن صـــار الــتأسف منا
آســـفا ضمن جوقة الآسفينا
2
أعجبُ من وطن مغصـــــوب
حــــريــــــــته تشتعــل دما
كم يتمنى أن يستـــــــيقظ
يوما و يرى الغاصـبَ عـدما/
والوقت لديّ سما مثل يَمامٍ
يعبُرُ هاجرةً
صرْتُ الأخَ غير التوأمِ
للطرقات المتصالبةِ
وكان عليَّ فقط أن أصهلَ
صوب فجاج الأرضِ
لأستحضر ما الذئب نواه
قبيْل دخولِ الغابِ
مرايايَ بلا أبّهةٍ
تأخذني تلقائيا لمآدِبِ هذا العالمِ
ثم تقوم هناكَ
لتعلنني شيخاً منتخَباً
للفيضان الأخويِّ الصادقِ
من تلك المرأةُ...
1
أطل على البحر من كوة
نقشت وجهها بالخريف
فلم أر إلا عبابا
يرتل آي النشيج
و آخر باخرة
تدب إلى مرفإ و هْي حبلى
بمن لفظتهم بطون المنافي.
2
تلك الرصاصة لم تمس بكفها
قلب القصيدة حينما
قد أدركت أن المحبة ملؤها.