مصطفى معروفي

كيف تقنت في نبرة الماء تشبع هاجسك المشتهى دنيويا وتنسى مهادنة الطرقات؟ صحوتَ فلم تلق غير البياض يواسيك مد إلى الكون أذرعه فملكت بذا الفرص الغاليات لتسقط مرحلة التيه من جانحيك وثَمَّ انكسرتَ بلا تؤدةْ لم أزل ولدا قابلا للنبوءات أعجن غيم الأساطير إذ نيتي أن أعري الجهات المليئات بالاحتمالات ثم...
ويهرم بين يديّ المدى ما فتئت على ثبج الماء أُجلسه أنتقي سعف النخل حين يحب الخريف الذي لا يدين له بمتانة أعضائه في الحقيقة ثَم امرأة طلعت تطلب النهر أوقدت الكف في الاحتمالات غادرَنا الوقت ثم استوى في ضفائرها وفتحنا الدوائر في كبد الكلس لكنها قد أضاءت بطعم المعاني الولاية أفعمْتُ أْفقي بحشد...
في الفندق ذي الشرُفات المرجانية حضر الليل تثاءب عند الباب وألقى بحمولته في الردهة ومصابيح الغرف على الجدرانِ لها هسهسة ساحرة وتميس لتهبط راكضة نحو البهو على جلالتها فهناك ستائر سائمة وعيون المدفأة تحاول رصد الزبناء وملّتهم ومآربهم وتنام بإحساس مهني إني اليوم تأثل فوق خطاي الشجر المسبت واحتطت...
خفيفا كجسم البداهة أبت إلى النهر أمتشق الكلمات الحديدات أبحث عن خضرة العتَبات التي اندلقت في الضفاف أهيئ من جسد الطين فاكهة الأنبياء أزوج هاجرة اليوم بالانتماء إلى حجر صائل في الظهيرة يمتح من شغب الطير عذقا وثيرا يسميه بحبوحة العصر إني أبارك رف اليمام على الطرق المستحيلة أفتح نافذة وأرسم في...
سوف أمكث في جسدي بعد ذاك آخذ داليتي وأغادر لن أكتفي بالسبيل الحديثة لن أتبع النخل حتى مساقطه... في السنين التي سبقت أبْجدياتنا قد فتحنا النوافذ للروح والطير كانت ترى في البيوت مفاخرها الدنيوية ثم إذا العيد لاحت بيارقه أقبل الغيم وهْو يسلسل تحت سرادقه نزوات المدى ويعيد إلى الأرض طين بكارتها...
سلمتُ عليك البارحة ويلزمك الآن الوقت لتحديد متاهك تنشأ في راحتك الواحات بفتنتها والغابات تثير مراجعك الأزلية وأنا لم ألبس قانون الفيضان كما ساد الظن ولم أعبر طرق التؤدةْ آنسني أني في أرقي أنحاز إلى الحجر البكْر أداعب فيه عراجين القارات الخمس وأعفي كل غدير دمث من أسئلتي حتى تحضرني كاملةً أتذكر...
أنت سليل الغاب تذكرني بالياقوت الأحمر وبجبهة مزلاج الباب أخبّئ شغب الريح بدولابي فتصير مراوح للْبيد إلى أن تخرج من رحم الماء ومن حدقات الأرض تجوز إلى حدقات الطرق المضفورة بأقاص مزبدة أو برخام في ملكية رجل للتو أعاد إلى أصبعه خاتمه الأبوي القح يذكرني الطين بسيرة من بسطوا العتبات إلى النهر...
خلف دوائره الكبرى صار البرقُ بلا سنَدٍ أطبق كفيه على الصدر وأسرج خاتمه في معصم زوبعة لم تتأكد بعد ريادتها لما عبر الأرض روى الأحلام بإطنابٍ ومضى يخلص للمدن المصبوبة في الساحل في يده نسي الدفتر والأقلام وألقى للحبر عبير صباه ببالغ حكمته من أخرج من الماء أصابعه حتى البرق رآه على عجل وانسحب مفتخرا...
شيخ يقترف المشي إلى الكهف ويحمل مشكاة اليومِ يحاصر رغبته القعساء ويدعَم في البركة حجرا تاريخيا فاجأه الأحد الماضي عند العقَبةْ ها الشيخ إليه في الكهف تجيء الأشياء وتتسع تنام على شرفات يديه ثم الدوريّ التاع وقد أبصر قبرة تقفز بغموض تام وهْي تحاول أن تقرأ سفْر الراحة في أذن النبع هل الشيخ يكون...
حينَ تمايلَ بي السهْبُ عرفتُ بأن طريقي أصبحَ شوفينيّا يحملُ في رئتيه بذور الريح الصعبةِ والمفتونةِ بمديح الفلَواتِ يسير بساقين ميولاتهما كنوافذَ لبيوتٍ مرهفَةٍ وأنا في اليوم الأول للماء علمتُ بأنّ الكونَ له اسمٌ آخرُ ما الأرض أمام نواظرهِ غير حصانٍ يصْفَنُ حينَ يرى فارسهُ الثاقبَ ذاك النازلَ...
هذا اليوم رأيت الشارعَ يتدفّقُ صوب الميناء يصافح غيمته الأولى من معطفه الأنباء تسيلُ وآخر غبَشٍ يرقصُ تحت رعايتهِ قلت لآنِيَة الماءِ: "صباح الخيرِ تعاليْ لأدلَّ الحبَقَ عليكِ دعيه الآن ينامُ ستمرق من كمَّيْهِ عاصفةٌ مثل غزالٍ لم يفتأْ يحمل في راحته كأس الإغواءِ ومقتنعا بالظلِّ الأمثَلِ" ليسَ...
حجري المستنير ربيع المرايا هو الأقحوانُ على ساعدِ الأرضِ يسرَحُ والنايُ حين يصير جديرا بهِ ينبري مانحاً للمباهجِ ملتحما بالسطوحِ ويالأبْجدياتِ ذات الأصول العريقةِ أسكب نافذة في ثياب البداهةِ أدركُ أني إذا جئتُ بابَ الغيومِ سيصحبني النخلُ بضع ثوانٍ لكي أحتسي معه الأبديَّةَ والنهر يلقي المواعظَ...
هيأةٌ للأيائل في الغابِ تشعل أعضاءها بالمنابعِ تهطل عن كثَبٍ من معاقلها تستعير المدى والغيومَ المُحبَّةَ للنوم فوق سريرِ الجدار الذي كان إِلْفَ الطريق الخدومِ لقد شِمْتُ وجهَ السحابِ فكان ودوداً سعيدا بنبض الأقاصي جميلا كعرْفِ حصانٍ تبللَ منتشيا بالندى ليتني عندما هبّتِ الريحُ كنتُ قريبا من...
وتحاصرني الأسماءُ أجدّد فتحَ مراياها أسحب نحو جذور الأرضِ مدايَ الواحدَ وأدحرِجُ سنبلةً مغناجاً في برزخه الواقفِ قيدَ جدارٍ متّجهٍ نحو العزلةِ إني النهرُ وخِدْنُ الآفاقِ ودستور القمْصان الأبديةِ وكذلك كنْهُ العدَدِ الأكثرَ ترجيحا للْأوقاتِ وما زلتُ على صفَتي فأنا اليوم أناصرُ منزلةَ الغيمِ ولست...
من حاشية السندسِ كان البدءُ: خريفٌ يعبرُ ريشَ قطاةٍ يتمادى في قُطْريْهِ يزدحم الغيْهبُ فيحب النومَ قريبا من مقبرةٍ قبل الفجر انتحلتْ وجْهَ الماءِ... رفيفٌ يسكن رئة البيدِ يمالئُ هاجرةً وهزارٌ ممتدٌّ في العزلةِ يأخذ في الضحِكِ المطلقِ يتخذ النقع مباءَته الحبيّةَ ليجيز بذاك أصابعَ لامرأةٍ تحكي...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى