قبل ظهور جِبِلَّته
هل عرف الحجر متاه الأرض
فصار يعد له مقصلةً؟
هو كان يميني لما أزمعت
على أن أحدجه
بصري حينئذ كان حديدا
وعريضا مثل سماء تتمطى في الزرقةِ
طازجة السمتِ
شرعتُ أحايث لوعة ما يتبقى
من أصداف البحر
بها تأخذني الرأفة ساعة تعفي ألقي
من شعث الوقت
وتصنع لي من فذلكة النايات مدارا ممتلئا...
التجربة الشعورية هي تجربة فردية لا يمكن الاطلاع عليها وإبرازها بشكل علني إلا من خلال الصورة التعبيرية،فالصياغة التعبيرية هي وحدها الكفيلة بإبلاغها إلى المتلقي وليس شيء آخر يقوم مقامها من هذه هذه الناحية.بحيث نجد أن التجربة الشعورية ذات قيمة معينة ،وهذه القيمة منوطة بمقدار ما يستطيع اللفظ نقله...
هو يوم ينشر رٌوزْنامته
داخل مقبرةٍ
يعرج في صخب الأمداء بلا
أدنى وجلٍ
يملك شطأً يرتفق الماءَ
ولو نام قليلا
لانطفأ على مرأى منه زمنٌ
غير الزمنِ
ولانثال حواليه حجر
لا يتميّعً،
يا سيد أحلى النظرات أدرْ
عينك نحوي
دلَّ خطاي على أين يكون النخل
يطل من الشرفات على الواحات
بعيون وامقةٍ
لأخيط له وطنا...
حينما نتحدث عن الشعر بوصفه جنسيا أدبيا راقيا يسمو بالإنسان ككيان وجودي ويسمو بحسه الجمالي إزاء الأشياء في الكون وإزاء ذاته قارئا وقارضا ،فإن هذا لا يعفينا من الالتفات إلى ناحية أخرى تتعلق به من حيث تلقيه ومن حيث تداوله في المجتمع ،وخاصة بين الفئات المتعلمة.
إن المتتبع لحركة الشعر على المستوى...
أعتاد على زمنٍ ممتلئ
ببراري الصمت
يبادهني بطفولته مثل ذهول منفلت
من سنبلةٍ تتحين ما تسفر
عنه القيلولةُ
أسأله عن كيف تفرد بحالته
حتى أصبح يصبو لرخام الليل
ويترك عمدا ناظره يرقص
نصب الشارعِ
منه تقتبس الحانات نعوت الحتف
لتظهر صابئةً
ولكي ينطلق الغيم يردُّ إلى فيه
تجشؤه القارصَ،
من وحَل الأرض...
ازدهار الأدب الحديث لم يأت هكذا عفوا بل كانت هناك أسباب ثاوية من وراء تطوره وتقدمه،ولعل الحس الوطني والقومي كانا دافعين أساسيين إلى هذا الازدهار على مستوى كافة الأجناس الأدبية من شعر وقصة ورواية ومقالة إلخ.
لقد كان الحس الوطني المحلي بدأ يعم وينتشر تقريبا منذ بدأ الغزو الاستعماري للبلدان العربية...
أجر إلى الظل قوسَ يديّ
وأشرع في البحث عن رغباتي
لأُشْرف منها على حجر هادئ
قد تأبّد بين غديرين ينحنيان
ويرتكسان إلى ضفة ناشزةْ
كان وجهي هناك تلفع بالاشتهاءات
منبهرا بالسماء العريضة
حادّاً كمثْلِ قرنفلةٍ عندها تنتهي فجأةً
فترة الحيضِ
وهْي تمر بشهر النقاهةِ،
في رغبتي أنا مؤتلفٌ
والسلالات تحمي...
آثرت أن أكتب في هذا الموضوع لأسباب ذاتية و أخرى موضوعية، فالذاتية تتجلى في الحنين إلى ذلك الماضي الجميل أيام التحصيل والدرس، والموضوعية تتجلى في كون الموضوع لم يعد يعنى به كما كان الشأن في وقت سابق، ولا أدري عما إذا كان طغيان المناهج الحديثة في النقد الأدبي للشعر أزاحته وأبعدته عن تناول النص...
عندما نذهب إلى أن النص الشعري ليس بالضرورة هو يعبر عن وجدان الشاعر بل قد يتعالى عليه أحيانا حتى لكأن النص إياه أبدعه شخص آخر غير صاحبه فإن هذا ليس معناه ينبغي أن تقتصر القراءة على الكون الشعري داخل القصيدة فقط وتتجنب كل ما يبدو أن يمس حياة الشاعر الشخصية ويلامسها من قريب أو من بعيد وحسب درجتي...
بداية نقول بأن أي قراءة لنص ما لا تتمكن من الحصول على فاعليتها إلا بتفاعل القارئ، فالتفاعل الذي يكون من هذا الأخير حيال النص هو الأساس الذي يبنى عليه وجود النص إياه ويبين مدى تحققه، فعملية القراءة إذن حاسمة في إعادة خلق النص وجعله يتمتع بحياة ملموسة، وإذا لم يتوفر القارئ على قراءة فاعلة...
كم من مرة حدثتني نفسي بالكتابة في هذا الموضوع, ودائما ما كنت ـ لسبب ما ـ أرجئ ذلك إلى وقت آخر قادم.
يرى البعض بأن الشعر لا بد أن يكون له معنى، وأن الشاعر لا يكتب القصيدة إلا لغرض من الأغراض ،وهذا الأمر في نظري معقول إلى حد كبير، لكن المشكل كما يبدو لي ليس ها هنا، وإنما في إمكانية البحث عن هذا...
ذاك هو البحر المحفوف على أبسط تقديرٍ
بمراياه الكثةِ
يترجاني أن أحمل رايته الوُثقى
وكثيرا ما يسهرُ
أصبح يختار لمعصمه أسورة من ملحٍ
بل زادَ فأمسى يرقد منحازا للمدّ على مرأى
من نجمته الموثوقة في
طعم غوايتها
أسدلتُ عليَّ تضاريس الطين
ملأت بعشقي خفقتهُ
فانزاح قليلا وتمثل لي
كالأسطورةِ تخرج من رحم...
لغتي أتفقدها بين العشب
وبين الطرقاتِ
إذا ما أفزع للماء
أمدُّ إليها منه بياضا
يشبه الشغَف القدسيَّ
أشيّد فيها مدنا ملأى بالكمّثرى
والطير بها صافّات
يرقصن الدبْكة
ويؤدين على الملإِ طقوس الخصب
يقاربن خطاهن لدى النبعِ
هناك يبابٌ فوق محيا الوقتِ
أعاين في جهتيه طيور الحدَإِ
فأعرف ماهية الضبحِ...
رتبت مواعيدي فوق الدولابِ
تمشّى الدفء بأوردتي
وحدي من أنشأ في رغبته منزلةً
لكسور العتْمة
وتأثل في كفيه اسم النهر الضارب
في الجري
ففي أحد الايام حلمت كأني
أختصر الدرب إلى الماء
وأمشي هرولةً كي أتخلص من لهبٍ
سمّى في الصدر إقامته
ثم انساب ينام على راحته
كانت معجزتي اندلقت في الأرض
بحيث اخضرّت في...
شجر أغفى قرب التلةِ
نبهتٌ إليه الماء
وأرشدتُ إليه فوجا من ريح شاردة
حتى هبّ
وأمطر حاشية من ناياتٍ ومواويلَ
أنا أبدا لم أنكرْ
حيث فتحت له نافذة
يستشرف منها الغيبَ
يبادل جسد الأرض هواء متسعا
كفؤاد امرأة دأبت توقظ
في دملجها الشرفات الغنَّاءَ
تبوح لجارتها بخفايا طالعها الأول
منذ أحلت على ظلي هسهسة...