لي لغة طاعنة في العشق
وكي أشملها بطفولة رؤيايَ
عليّ البدء بسنبلة ترفع أصبعها
ضد الحقلِ
سأرحل
آمنت بأن دمي وجه آخرُ
لخطاي المشبوبة
شيَّأَ فوق يدي الشجنُ موانئه
وقرنفلة نهضت تجري بالأمسِ
بأقاصٍ طازجةٍ داخل هدبي
لما وقفتْ ثَمَّةَ كنت أرى الوقت
يشيّد بين أصابعها وطنا ممتلئا
بالنايات العليا
أيضا...
الزحاف في العروض لا يخلو إما من أن يكون مفردا أو من أن يكون مركبا(مزدوجا)،وفي هذا المقال سنتعرف على هذا الأخير من حيث ما هو وما هي أنواعه.
لقد سبق لنا أن عرفنا بأن الزحاف يحدث في حشو البيت غالبا،وهو يختص بالأسباب فقط،ولأنه سبق وأن تحدثنا عن الزحاف المفرد،فالزحاف المركب الآن هو كل ما...
مثل صنوبرةٍ مسدلةٍ دلَّ عليَّ النهرُ
لواعجه مثنى مثنى
وتذكّر نشوته حتى ودّ
لو النجمة تلك الميمونة تمكث في باب الله
تنير ولا تهدأُ
وافْتَتَنَ
وسمَّى رعشته بِيداً
والخيلَ مفاتيحَ الزمن المورق
في جسد الغارةِ
من أين سأبدأ سفري؟
لي حجر في دمه تفترش الطير
حصير صداح عسليٍّ
لست أملُّ قراءة أورادي فيه...
في هذا الموضوع سنتكلم عن الزحاف باعتباره مقسما إلى قسمين،أحدهما هو الزحاف المفرد ،وثانيهما هو الزحاف المركب أو الزحاف المزدوج.
ونكتفي هنا بالحديث فقط عن الزحاف المفرد ماهو،وما هي التفاعيل التي يدخلها ،أما الزحاف المركب فسنفرد له مقالا آخر بإذن الله تعالى إذا سمح لنا الوقت بذلك.
لقد عرف العروضيون...
ما الذي سوّغ الصمت للشرُفات
حتى العصافير صارت تخيط لها
أجمل الوقت من أرق يستقر على
حجر مفرد؟
كل ريح تهب عليها تصير
غزالا شجيّاً
أصابعها في المزاليج
تدرك أقفال سنبلةٍ
ثم من بعد تفتحها
كي أوانَ تكاشف غيمتها
في معاني الدوائر
أو تغلق الكفّ لما تصيح
ستشرح أقواسها باليسير
من الرغبة اللامعةْ،
سأسمي...
ما زلنا نؤكد على أن الشاعر لكي يكون شاعرا بحق عليه أن يتحكم في أدواته ويتقنها، ومن هذه الأدوات ـ عدا اللغة طبعا ـ نجد العروض وهو مسألة تقنية بحتة في الشعر ،لأن الشعر ليس لغة وحسب كما يحلو للنثريين أن يتشدقوا بذلك وهم واهمون في تصورهم هذا حسب رأيي،فالشعر هو لغة وزيادة،وهذه الزيادة هي القادرة على...
ثَم سماء تحضن مشروع مدار
فيه تنمو الرغبة للنوم
وإذ يجري نحن نراه يسمي
طائفة الأفلاك بزهوٍ
أو
يطعن في معجزة النوء علانية
ساعةَ تعبره شمس سائمة في
حجر الله
سأوقظ في الكفين رقوما
لسلالات العصر الأول
أقسم أني أحجو الطين وفيّاً للّهب الجالس
بين أصابعنا
وهتفنا لما أزف الوقت
وقلنا:
"ها وفد...
في بعض الأحيان ولأمر ما سنتحدث عن بعضه في ما بعد لا يميل الشاعر إلى كتابة أوقرض قصيدة تامة الأركان واضحة المعالم بحيث يمكننا أن نشير إليها مطمئنين بأنها قصيدة حقيقية ولا غبار عليها في ذلك.فربما اكتفى الشاعر إياه بالبيت الواحد و بالبيتين وربما بالثلاثة أبيات إلى السبعة وربما إلى العشرةلكن لا...
صدّقوا الطير إن هي مدت مراوحها
في دم الأفْق
ثم استقلت جناح النوى
ومضت ترتقي سلّما فاره الطول
نحو البروق
ونحو البروج التي احتدمت تحت آباطها
ومَضات الأبدْ،
أيها الزمن الواقف اليوم بين أصابعنا
كيف تمتص ضرع الحضارة
تزعم أنك والماء صنوان
تخفي الهشاشة في زمن مغلق
تستحلّ الدماء إذا رتَعتْ
في قميص...
لقد دأب النقاد على تقسيم الشعر إلى ثلاثة فنون ،كل فن منها له مميزاته الخاصة وسماته التي تجعله يقف وحده لا يتبلس به غيره أو يخالطه مخالطة قل مقدارها أو كثر.ولذا هنا في رأيي الشخصي يتميز الناقد الملم بأدواته وبأمور النقد وشؤونه من كليات وجزئيات وتفريعات تهم ميدانه النقدي ،فتنير السبيل أمام القارئ...
طفق النهر يؤثث ناظره
ببهاء الغيمةِ
والضفة كانت مرآةً تسكب
في راحتها سحر وسامته
أعرف أن الريح امرأة عالية القيمة
تسرج في شفتيه القول
وتنهض فيه قرى
من خلف معسكرها يجثو أفق
كالكمثرى في متسع طلقٍ
أو
خارج حائط مقبرة باردةٍ...
في شبه مساء دسِمٍ
صار النوم يرافقني
حتى أورق في جفني غيمٌ
بيديْن مرِنتين...
في الشعر يحق لنا أن نقول بأنأي نص فيه لا بد له أن يكون متوفرا ولو على قدر يسير من الجمال ،فكلنا يتصور الشعر بأنه منبع الجمال الثرّ بل وموطنه الأصيل،ويكفي أن ندلل على هذا بأن الشعر في بعض الأحيان يبدي لنا حتى القبيح جميلا من خلال آلية التصوير وكشف التفاصيل التي يمتاز بها،والتي تكاد تكون سمة...
في الصباح الذي كبر اليوم
كان الغدير على أهبةٍ يستعدّ
لكي يستقل بمقبرة
ذات شيخوخة صامتةْ
نبضتْ في يميني الجهاتُ
وبالطين ما زلت أزهو
سأنقش في وجنة العشب ما يتبقى
من النسغ،
حين مضى الأقحوان يداهمني
في صبيحة سبتٍ
تأكدت أنيَ طفلٌ تمادى الرخام
بأهدابه
ثم طارت عصافيره كلها
طيلةَ الجمعةْ
سوف أبقى...
عندما نتحدث عن الشعر بوصفه جنسا أدبيا ذا مواصفات خاصة نكون في الحقيقة نتحدث عن لوحة جمالية تمثل إحدى مناحي الحياة أو تمثل حالة من الحالات النفسية لدى الشاعر ،والشاعر المتمكن الحاذق هو الذي يتأثر بمحيطه وبما يختلج في نفسه ثم يعمد إلى تصوير ذلك كله مما يجعلنا نشعر بمتعة فنية داخلية تماما مثل...
واشتعل النقعُ
رأينا الرايات على صهوات الخيل اختلطتْ
مال الليل بنا
ثم مضى لتضاريس الأرض
يعلق فيها الأجراس
لذا سوف نؤجل في الأعتاب وقوف
وفود مراثينا الرحبةِ...
كان بياض السحب على الطلع يؤثث
سمت رؤى النخل
ولكن نحن عبرنا النهر إلى حيث العشب
تألق مفتتنا بمدائحه
حتى أقنعَنا بالمشي صباحا كي
نشهد قافلة...