مصطفى معروفي

نغدو و نمسي على الثوْرات في وطنٍ زادتــه "ثــوْراتــ"ــه جرحا إلى جرحِ إن راح قيصره جاءت بــقـــــيصرها تــزفه للورى بالـــسيف و الــــرمـــحِ ـــ تلك الفرحةُ كانت تحضنني يوم السبت و كانت تخبرني عن أمسية للشعرِ يقام له فيها عرسٌ و لكنْ للأسفِ العالِي النبرةِ دُعِيَ الشعراءُ و لم يُدْعَ الشعرُ...
وددْتُـكَ تُـطفِي الـنـارَ شبَّتْ بجبتـي فـــزاد لــهـا بـالـنفـخ مـنـك تـضـرُّمُ لقد صحَّ:"من بالفأس يربطْ صداقةً إلـى مـا بـناه جاء يســــعى التهدمُ" ـــ أيـعـيش فــي ضـنـكٍ كـريمُ قـبيلةٍ و يعيش في حضن النعيم لئيمها؟ كـانـت كــذاك و لــم تـزل مـعْوجَّةً دنـيـا عـسيرٌ فـي الـورى تـقويمُــها...
أطل على البحر من كوة نقشت وجهها بالخريف فلم أر إلا عبابا يرتل آي النشيج و آخرَ باخِرةٍ تدب إلى مرفإ و هْي حبلى بمن لفظتهم بطون المنافي. ـــ تلك الرصاصة لم تمس بكفها قلبَ القصيدة حينما قد أدركت أن المحبة ملؤه. ـــ مسك الختام: للشعرِ بابٌ كمــــــا للشعــــر نافـذةٌ و ذي إلى الشعر منها يدخل...
و يـــســـألـنـــي بـــتـــواضـــعــه فــأخــبــره صـــادقــا ما لـــدَيَّــا و إن بـــتــعــالٍ أتـــى ســـائـــلا لــقـلـتُ لـه:لـسـتُ أعــلـم شــيّـا ـــ ما انفك ليلي يذبُّ النومَ عن مُقَلي و يرسل الشوك لي طي الكوابيسِ إنـي و إن أشـتكي مـا زلـت أعذره لأنــه عــاش مـسلوب الأحـاسيسِ ـــ و...
سيارة: و سيارة تـــمــشي الهوينـى كأنــها عليل به تمشي على البيض رجلاهُ إذا سار يوما كامــلا كـــان شـــأوه مسافة أشبار،فرحمـــــــاك يا اللــهُ رثاء: ما زلتٌ أرثي لحال الشعر كيف غدا مُستسهَلا من لدنّ الســوقة النوْكى حتى بـــــــدا شاحبا تنــتابـه علـلٌ و لم يذدْ أهلُــــه عنـــه و ذا أنْكى...
أفرجت عن هواجسي لم يبق في معتقلي منها سجين واحد... والآن صرت أطرح السؤالَ: كي لا يشتكي معتقلي بطالةً هل سيودُّ مني جلبَ ضيوفٍ جددٍ له أو يستعدَّ للرحيل؟ ـــ يا ناصحا بالقــــول شكــرا ،حبذا لو كان منــــك النصـح بالأفـــعالِ أجدى النصيحة أن أراك و أقتدي بكَ حيث لي تغدو و أنـت مِثالِي ـــ لـــو...
و لـــولا الـذكـريـات لــمــا تـرامـى إلـــى قـلـبـي الـتـنـهد باللهـــيــبِ يـغـادرني الأحـبـة لـيـت شـعري فـيـأكـلني الـتـأوه في الــدروبِ ـــ أرانـــي و الأحـبـــةُ حـيـن ســاروا لـقـلـبـــــي مـــن فـراقـهمُ انـكـسار يـقول الـناصح اصـبرْ، مـن يـريني شـبـيها لــي لــه كـان اصـطبــــارُ؟...
حين سألت الشعرَ: من الشاعر فينا؟ رد بزهوٍ: غسّانُ. فقلت: هناك غساسنةٌ كثْرٌ، أيُّهمو؟ فأجابَ: هو الفذُّ الماجدُ زقطان. مسك الختام: للشعر باب فدقَّ البــــــاب ثم ادخلْ أو دعه عنك إذا لم تستطعْ و ارحلْ فمن يلجْهُ بلـــيلٍ من نـــــــــوافذه فذاك من لا يعي ما قـــــاله جرولْ* ـــــــــ *جرول:هو...
الأرض تجرحها الخيانة... كان دجلة ناسجا حلل الحقول و حوله كان الفرات قصيدة تلقي السلام على الفصول فكيف صار الان دجلة لا يواصل نسجه؟ و لم الفرات غدا و لم تعد القصيدة لبَّه؟ ما زلت مقتنعا بأن الأرض تجرحها الخيانة. ـــ الـحـرب فــي الـشـرق لـيـت شـعــــري لا دخـــــــــل لـــلأنــبــيــاء...
ويح الأزد أتطرد من خيمتها شاعرها الفذَّ و لا تطرد غاصبها؟ قال العارف: الأزد قبيلة عري لم تشهر سيفا في وجه مغير لم تركب خيلا تحسو الضيم طوال اليوم و في الليل تحب معاقرة الخمر ولا ترغب في من يفضح غاصبها. مسك الختام: لا تأسَ إن خذل الزمانُ فإنــما من طبعه ـ إمَّا جرى ـ الخذلانُ إن الكــرامَ...
كان يرتب أشياء العالم لما عاد رأى أن له ذاتا لم يبق بها غير صدى ذكرى و رأى حول الذات قصيدة شوق نامت فوق المكتب بعد فرار خيال الشاعر عنها. ـــ الـدرهـم الـسحْت يـغرينـي و أردعـه آليت أني به ـ ما عشت ـ لن أُغـــرى عـيشي عـفاف عليـه الله أحمده يـطيب حـتى و لـو أطـعِمْتُـه مُـرّا ـــ جسيمي...
سموت إلى شعري لأصـغي لنـــبـــضه فألــفــيــتُهُ ضاجّا و قـــدّمَ لــي عذرا و قال:إلى الشعرِ اجْمَعِ المالَ يا أخـي فقلتُ:متى كان الغِنَى جاوَر الشِّعْـرا؟ ـــ حينما دخلتْ للحديقة تلك الفراشةُ ما كان هاجسها هو مص الرحيق و لا النوم في العطر بل كان هاجسها أن تدير كؤوسا من القبلات على وجنات...
ظمأ الحضور نما بأوراقي لذا رممت مملكتي بفرشاة الغيوم فصرت صنوا للفصولْ، أتلو صلاتي أقرأ الأشجان في نزق الخيولْ، أنا واقف في حمأة الأمداء بين يديَّ أتربة الذهولْ.
و لــي قـلم يـعبر عـن ضـميــري بــه تـحـدو الـصـراحة لا الـنفاقُ يـسير على خطى شعراءَ كانوا و عـنـدهـم الـتـزلـف لا يــطـاقُ ـــ ما زال البحر يحدثني عن سفن ألقت بقلوب لفم الغربة و انطلقت تقتل كل مراسي العودة. ـــ أعـطاه خـالقه في النـــاس ذاكرة تـلـقَّنَ الـعـلـــــمَ مـنها كـلُّ غـربالِ لا شيء...
لا يـروم الـصـــــبُّ الـذي ذاق نـارا مــن صـدود الـحبيب يـأخذ ثـارا إن لـلـعـاشقـــيــن أحــلـى قـلـوبٍ مــن قـديـم لـلـصـفـح كـانت داراً ـــ نـهـض الـشـــوكُ قـاصـداً قـدميْهِ كـلـمـا ســارَ خـطـوةً لـطـمـــوحِه لـقد اعـتاد حـظــــه السيْرَِ عكْساً كـحصان مـا اعـتاد غـيرَ جموحه ـــ ليت شعري...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى