نغدو و نمسي على الثوْرات في وطنٍ
زادتــه "ثــوْراتــ"ــه جرحا إلى جرحِ
إن راح قيصره جاءت بــقـــــيصرها
تــزفه للورى بالـــسيف و الــــرمـــحِ
ـــ
تلك الفرحةُ كانت تحضنني يوم السبت
و كانت تخبرني عن أمسية للشعرِ
يقام له فيها عرسٌ
و لكنْ للأسفِ العالِي النبرةِ
دُعِيَ الشعراءُ و لم يُدْعَ الشعرُ...
أطل على البحر من كوة
نقشت وجهها بالخريف
فلم أر إلا عبابا
يرتل آي النشيج
و آخرَ باخِرةٍ
تدب إلى مرفإ و هْي حبلى
بمن لفظتهم بطون المنافي.
ـــ
تلك الرصاصة لم تمس بكفها
قلبَ القصيدة حينما
قد أدركت أن المحبة ملؤه.
ـــ
مسك الختام:
للشعرِ بابٌ كمــــــا للشعــــر نافـذةٌ
و ذي إلى الشعر منها يدخل...
و يـــســـألـنـــي بـــتـــواضـــعــه
فــأخــبــره صـــادقــا ما لـــدَيَّــا
و إن بـــتــعــالٍ أتـــى ســـائـــلا
لــقـلـتُ لـه:لـسـتُ أعــلـم شــيّـا
ـــ
ما انفك ليلي يذبُّ النومَ عن مُقَلي
و يرسل الشوك لي طي الكوابيسِ
إنـي و إن أشـتكي مـا زلـت أعذره
لأنــه عــاش مـسلوب الأحـاسيسِ
ـــ
و...
سيارة:
و سيارة تـــمــشي الهوينـى كأنــها
عليل به تمشي على البيض رجلاهُ
إذا سار يوما كامــلا كـــان شـــأوه
مسافة أشبار،فرحمـــــــاك يا اللــهُ
رثاء:
ما زلتٌ أرثي لحال الشعر كيف غدا
مُستسهَلا من لدنّ الســوقة النوْكى
حتى بـــــــدا شاحبا تنــتابـه علـلٌ
و لم يذدْ أهلُــــه عنـــه و ذا أنْكى...
أفرجت عن هواجسي
لم يبق في معتقلي منها
سجين واحد...
والآن صرت أطرح السؤالَ:
كي لا يشتكي معتقلي بطالةً
هل سيودُّ مني
جلبَ ضيوفٍ جددٍ له
أو يستعدَّ للرحيل؟
ـــ
يا ناصحا بالقــــول شكــرا ،حبذا
لو كان منــــك النصـح بالأفـــعالِ
أجدى النصيحة أن أراك و أقتدي
بكَ حيث لي تغدو و أنـت مِثالِي
ـــ
لـــو...
حين سألت الشعرَ:
من الشاعر فينا؟
رد بزهوٍ:
غسّانُ.
فقلت:
هناك غساسنةٌ كثْرٌ،
أيُّهمو؟
فأجابَ:
هو الفذُّ الماجدُ زقطان.
مسك الختام:
للشعر باب فدقَّ البــــــاب ثم ادخلْ
أو دعه عنك إذا لم تستطعْ و ارحلْ
فمن يلجْهُ بلـــيلٍ من نـــــــــوافذه
فذاك من لا يعي ما قـــــاله جرولْ*
ـــــــــ
*جرول:هو...
الأرض تجرحها الخيانة...
كان دجلة ناسجا حلل الحقول
و حوله كان الفرات قصيدة
تلقي السلام على الفصول
فكيف صار الان دجلة
لا يواصل نسجه؟
و لم الفرات غدا و لم تعد القصيدة لبَّه؟
ما زلت مقتنعا
بأن الأرض تجرحها الخيانة.
ـــ
الـحـرب فــي الـشـرق لـيـت شـعــــري
لا دخـــــــــل لـــلأنــبــيــاء...
ويح الأزد
أتطرد من خيمتها شاعرها الفذَّ
و لا تطرد غاصبها؟
قال العارف:
الأزد قبيلة عري
لم تشهر سيفا في وجه مغير
لم تركب خيلا
تحسو الضيم طوال اليوم
و في الليل
تحب معاقرة الخمر
ولا ترغب في من يفضح غاصبها.
مسك الختام:
لا تأسَ إن خذل الزمانُ فإنــما
من طبعه ـ إمَّا جرى ـ الخذلانُ
إن الكــرامَ...
كان يرتب أشياء العالم
لما عاد
رأى أن له ذاتا
لم يبق بها غير صدى ذكرى
و رأى حول الذات
قصيدة شوق نامت فوق المكتب
بعد فرار خيال الشاعر عنها.
ـــ
الـدرهـم الـسحْت يـغرينـي و أردعـه
آليت أني به ـ ما عشت ـ لن أُغـــرى
عـيشي عـفاف عليـه الله أحمده
يـطيب حـتى و لـو أطـعِمْتُـه مُـرّا
ـــ
جسيمي...
سموت إلى شعري لأصـغي لنـــبـــضه
فألــفــيــتُهُ ضاجّا و قـــدّمَ لــي عذرا
و قال:إلى الشعرِ اجْمَعِ المالَ يا أخـي
فقلتُ:متى كان الغِنَى جاوَر الشِّعْـرا؟
ـــ
حينما دخلتْ للحديقة تلك الفراشةُ
ما كان هاجسها هو مص الرحيق
و لا النوم في العطر
بل كان هاجسها
أن تدير كؤوسا من القبلات
على وجنات...
و لــي قـلم يـعبر عـن ضـميــري
بــه تـحـدو الـصـراحة لا الـنفاقُ
يـسير على خطى شعراءَ كانوا
و عـنـدهـم الـتـزلـف لا يــطـاقُ
ـــ
ما زال البحر يحدثني
عن سفن ألقت بقلوب لفم الغربة
و انطلقت تقتل
كل مراسي العودة.
ـــ
أعـطاه خـالقه في النـــاس ذاكرة
تـلـقَّنَ الـعـلـــــمَ مـنها كـلُّ غـربالِ
لا شيء...