مصطفى معروفي

السؤال الذي خطر ببالي و أحببت أن أطرحه هنا هو: ـ ما معنى أن تكون شاعرا في عالم يتضاءل فيه دور الشعر يوما عن يوم؟ أعتقد أن الشاعر الذي ما زال يحلم بأنه يستطيع أن يغير الواقع و أنه يوما ما سيستقيظ على واقع سعيد يختفي منه القبح و الألم هو شاعر واهم بحق,بل إنني أكاد أزعم أنه يفتقر إلى الشاعرية التي...
تأفل الأقمــار في أفلاكها فيســود الليـل و الأشباحُ لا يخــــاف الليل إلا قمرا إن بدا صار الدجى ينزاحُ ~~ قد أنسى أني لمعت حذائي و كويت ثيابي قد أنسى كل مواعيدي مع ميكانيكي السيارة أو مع مصلح أعطاب الثلاجة و طبيب الأسنان و مركز فحص الدم.... قد أنسى أني أنسى... لكن لا أنسى أنك كنت الخائنَ لي...
مـــا فـعـلت الـخـيــر إلا سـرنـي رمْــيُـه فــي غـيـــهب الـنـسيانِ فـهْو في جل الورى من خبرتي صــار عـندي مـن ذوي الأكـفانِ ~~ أكـــرمِ الـشـعـرَ و صـنْـه دائـمـا وارفـــع الــقـدرَ لــه يــا شـاعـرُ لـــن تــرى الـلـؤلؤَ يـسـمو قـيـمةً لــو بــه كــان اسـتـهان الـتـاجرُ ~~ واصل السير في...
و لست لمن يــرثي لحالي بمشْــــتكٍ فربّ امرئ راثٍ يــزيـــــــد بـه الألمْ فدع ما تعاني في خفـاءٍ لــــــــربـما شـكاتك تغري في الأخير بك النـدَمْ ~~ ما دام القبح يعسكر في كل مكان فالشاعر لن يعقد صلحا مع هذا العالم. ~~ القلق يزاحمني في الأوتوبيس و يعلك أعصابي في المعمل، و خلال الليل و فوق فراشي...
من رأى وجهَكِ المنوّرَ حُسْنا~~في التقاسيم لا محالةَ تاها لو دنا منــكِ ملحدٌ تاب حالا~~و تخلى عن قـــوله "لا إلهَ" ** الماء يحب معاكستي لكن آلى شعري ألا يأخذ من صفة الماء سوى طهر سريرته و مساعدة الأرض على الخصب و شهوته للإرواء. ** اكتُبْ عسى ما أنت كاتبه غداً~~تلقاه للأجيال أصبح ينفــعُ كم كاتب...
ليس من شـــيــــمتي و لو لُمْتُ يوماً كـنت أشبعتُ ســـمْــــعَ حظي مـلاما كـيف فـي الـنـاس إن أضـــاء سـراجٌ أطـفـأتْـه ريـــحٌ تــحـــبُّ الـظـــلامـا ـــ ليت شعري ماذا أصاب السحــــابا؟ سـحَّ حـتى خـلنــاه يـبــكي مُـصابا مُــرْعِــدٌ مُــبـــــرِقٌ أيــاديـه بِــيـضٌ يــوســع الأرضَ...
قال زعيم نقابتنا العمالية (لا فض له فوهٌ) : "المصنع يمتص دم العمال و ما انفكَّ يساهم في تأبيد هشاشتهم". ... عند نهاية خطبته صافح رب المصنع و حسا معه الشاي على موسيقى الطرب الأندلسيِّ. ... نقابتنا ذات الحس الرومانسيِّ لقد ألقت ببرقعها الآن و صارت سافرة حتى إشعار آخر.
في دماغي تكبر الأسئلة العطشى و إن لاح جواب في الأفْقِ عليها قام حالاً قلقي يضرمُ فيها عطشا آخر... ـــ لم نسكب الشعر في أرواحنــا أبدا و لا لـــــنا كان في أبوابه طَـــــرْقُ نَحْرُ الأسيرِ غدا عـنوانَ مــذهـبنا كما غدا صنوَهُ في المذهب الحرْقُ ـــ فاصلة صغيرة: في وطننا العربيّ الشعرُ طريقٌ...
نادِ في قـــومك إن هم سمعوا قل لهم فالناس فيكم طمــعوا قـد هـجعتم و أطـلتم نومَـكم بـينما هـم لـكمـــو قـد جـمعوا فأفيقوا آن أن تـسـتـيـقـظـوا لـم يخبْ إلا الأُلى قد هجعوا ـــ شـلتْ يـمينُ نـاهب الأمـوال مــن ســادةٍ يـكـونُ أو مَـوَالِ في ذاك لا تمييزَ في الأفعال بـيـن وضـيـعٍ شـأنُـه وَ...
نالتْ من الحـســن النصيبَ الأوفرا لـــو نــاظِــــرٌ مـــرَّتْ عـلـيـه كـبَّـرا لا عـيـبَ فـيـها غـيـرَ أنَّ لـِحاظــها في قلب من قصدته تغدو خِنجرا ـــ أبــدا لــن يـجرَّني حـب نـفــــسي لــلــجـاجٍ يـصـيـبـني بــالـصـداعِ أنـــا لا أقـــرب الـلـجاجَ لـِعـلْـــمي ســلـفـــــاً أنـــه ســـلاح...
كـم و كـم صـحتُ بقومي استيقظوا فـاسـتحبُّوا الـنـومَ قَـالِـينَ صـيـاحي ويْـــــحَ قــومــي كــلـمـا نـاديـتُـهـم صــيـحـتـي تــذهــبُ أدراجَ الــريــاحِ ـــ شـكوتُ لـه دهـري و مـا منـــه رابني و قـلــتُ عـسـاهُ لــي يـكـون مُـعاوِنا فـأخـبرَ دهـــري أيــنَ ضـعفيَ كـامِنٌ و لي صارَ يبني في...
نـهنهتُ عـن قـلــمي رقـادَ مـــدادِه فـصـحا و لـبـى لـلـقريــض نـدائي فانساب في درب القصيدة راكضا يـزجـي إلــى سـمعي ألـذّ غـنـــاءِ و مـضى إلى وطني الكبير يزوره فـرآه(يـرفـل) فــي ثـيـاب دمــاءِ آوى إلــي و فــي حـشاه حـرقـــةٌ و تـــنِــدّ عـــنــــه نــوبــةٌ لــبـكـاءِ قـد ســـاءه وطـنٌ...
آلـيتُ لـو قـلمي أغـار عـلى قلــمْ لـنـحـرته نـحـر الـبـعير بــلا نــدمْ مـــا الــنـص إلا روحُ كـاتـبه فــإنْ هي منه قد سُرِقتْ لَأنهكه الألـــمْ ـــ في نظر السيجارة ليس هنالك أشرس في الفتك من الولاعةِ لكن في نظر الشاربِ للسيجارةِ ليس هنالك أشرس من همٍّ يختار إقامته في القلب. ـــ داعـبتُ أوراقي...
القطار الذي كان بالأمس يربط أوصال أوطاننا نسيَ اليوم سكتَهُ بعدما قد رأى أنه لم يعد في المحطاتِ من يشتهي رؤيةَ الأصدقاءِ/ لقاءَ الأحبةِ/ غرْسَ رياحين التمتع في العينِ... نام القطارُ و ها نحن ننتظر الآن من يوقظهْ. ـــ مسك الختام: عدمتُ طعامي إن يبتْ جارُ مسكـني و قد غـردتْ جوعا عصافــيـــر بطنهِ...
و لـي قـلم إن سـار فـوق دفـــاتري أعَــــدَّ بــهــا لـلـقـارئـين مــوائـدا فـما الـشعر تعرو الأُذْنَ منه ملالةٌ و ليس لـنا ترمي يداه الـفوائـدا ـــ أبدا لن يأخذ مني ثقتي بعد اليوم الليلُ فقد أوصى أنجمَه أن لا تبرم عقد الود معي أن تبخل بمسامرتي و توَغَّل ضدي في العنف فأوصى ربة شعري أن ترحل...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى