مصطفى معروفي

مبتلا برذاذ الوحدةِ كان نهارا يمشي في الأسواقِ ويعشق من أيام الأسبوع الأحدَ و في الليلِ يقوم بقطف عناقيد الذكرى و ينام على همهمة المستيقظ منها. ـــ أمامكم اليوم أعلنُ أن لدي هوايةْ، أمارس طقس الجنون و تركض بي في الكتابة خيْلُ الغوايةْ. ـــ كل هـــدمٍ على المــعـاول سهلٌ غير هــــدمٍ يروم صرحَ...
خذوا عنا فتاويكم...خذوها و ارفعوا عنا وصايتكم دعونا نستريح فنحن ـ ليس كما ظننتم ـ راشدون كلوا فتاويكم كلوها وحدكم و دعوا تكلسكم لأنفسكم فإن زماننا لله حاشا أن يكون زمانكم . ... للْكلْمةِ أجنحة قد تذهب أدراج الريح و قد يستقبلها قلب أبيض ترسم صورتها فيه و تغادره جذلى.. طوبى للكلْمةِ تحملها...
كم مِن فتىً جثمــتْ عليه همـــومُه لولا التعقّل لَاحْتسى كــــأسَ الردى كـلُّ ابـن أنثى سوف يــــأتي سعده صـبـرا أخـي فـاليوم يـأتي أو غـدا ... مَـنْ لـي بـخلٍٍّ فـيه أبـصــر نفسي و يـكون لـي عـند الـغوائل تُرْسي أغـدو و أمـسي في ظلال و فائه و أراه في حلك النوائب شمسي ... ولــــي أمــل مــحـيـاه...
أنكى الشماتةِ أن تجيءَ من الذي قــد كـنـتَ تـحـسبه صديقا ينفعُ و أخفُّـها تـلـك الـتـي لــم يُـخْفها عـــنــك الـــعــدوُّ لأنهــا تُـتَوَقَّـعُ ... على سريري تتمدد الظلال و الكوابيس، أراني من سراب الوقت أقطف خساراتي و أحتسي كؤوس المهزلةْ. أبحِرُ في الشجونِ لا زادَ معي و مجدافي رمتْ به لفكَّيِ...
وطني: لي وطن عسلي العينين بهي الطلعة تمطر كفاه ذهبا و جلالٌ نادرةٌ طينتُه ما انفك يرافقه في حلٍّ أو في مرتحلٍ، و طني جوهرة تحرسه عين الله إليه تحج طيور المجد و فوق محياه اختار النور إقامته. رصاصة: تلك الرصاصة لم تمس بكفها قلب القصيدة حين ألفتْها و قد ملئتْ بحب العالم. الغبن: الغبن إزميل بكف...
ضننتُ بنطقي أن يميل إلى الخنا و ذاك كـما ضـنَّ الـشحيح بدرهمِ و لي خلّةٌ لو أفحشتْ في مقالها لأصـبـحتُ عـنها مـائلا فـي تـبرّمِ ... يمر السحاب بأرضٍ فتغرس فيها يداه شتائل للخصبِ ثم يمر بأخرى فيوسعها قبلات بطعم الجحيم. ... طـمـوحي طاول الـجـوزاء قــدْراً و لـيس يـبيت ضـيمٌ في فراشي و لــي سـفـن...
إن تشْكُ كن في المشتكى كيِّـــــسا مـــا كـــلُّ مــصـغٍ صـــدرُه رحـــبُ ربَّ أخ تــشـكـو لـــه و هْـــو مـــن هــمــومــه ذاب لــــــه الــقــلــبُ .... الــعــمْـر ُ يــبــدو لــحـظـة تــبــرقُ و الــدهـر يــومـاً مَــا لـهـا يـسـرقُ مــن رازَ صـرْفَ الـدهر مـستكشفا صـــار يـــرى الــمـوتَ...
ســيـئـة الــعـالِـمِ حــتــى لـــو صــغــرت مــــا تـفـتـأُ مــذكـورةْ و الـجـاهـل مـهـمـا مــنـه قـــد عــظــمـتْ ســيـئـة مــطـمـورةْ .... يغلب المالُ الحقَّ في أرض قوم مــن حـشـاها تـبـخَّـــر الإنـسـانُ لـيت شـعري لا تستـــقيم طريق فــي ذويـهـا لـلـحق عــزّ مـكانُ .... لـلعدل سـيف لـم...
لــك حـبي و مـهجتي و خـيـالي و مــكــانٌ أعــــزّ فـــي مَــوَّالـي فـأجابت:شكرا عـلى القول لكن حـبـذا لــو أضـفتَ بـعض الـمالِ ــــ المسرحية لم تقل كل الحقيقة فالرقابة كبلت قلم المؤلف و انثنت تغري الذباب به على اليوتْيوبِ بل و تغري المخبرين... و مزمني العاهات حتى صار ينهش صدره التضييق لم يفهم...
تَـغْـمِـطـه حــقــه و تــنـهـــره لـن تـفلح الـيوم أو غـداً أبـدا كـيـف يـريـد الـنـجاة ذو غِلَظٍ لــم يـتقمَّصْ سـلوكُه رَشــدا ــــ قــالـت: صـدَّقْـتُـك يـــا هـــذا أحـبـبْتَ جـمــالي و سـلـــوكي قــــال لــــهـا:كــلّا ،فــكـلامـي فـي الـحب كـلامٌ فيْسْبــوكي ــــ آخُذُ الدَّرْسَ من...
مغص البطن يصيب البحر فيبقى يتلوى بالموج إلى أن يأتي النورس و يقدم أقراص النوم له آنئذ تشرب عيناه النوم و ينسحب المغص العالي منه و ينعم بهدوء تعشقه السفن المضناة و من أرسلهم حر الشمس إلى الشاطئ. ــــ أخرج من جعبته بضعَ قصائدَ كي يرعب شبح الظلمِ و يغرس في شفة الوطن البسمةْ، يتفاجأ أن قصائده فتحت...
آذاك ذاك الـــفـــاشــل الـــفــاجــرُ لا تــكــتـرث يــا أيـــهــا الــصـابـرُ الــحـمـدُ مـــا زلـــتَ لـــه كـاسـبـا و هْـــوَ لـــه بــيـن الــورى خـاسـرُ ** لـيـت الأحـبــةَ مـا نـأوا ، إنـي عـلى أن يـبرحوا مـني الـعيون لفي سقـرْ كــم لـلـزمان مــن الـذنـوب و إنـمـا نــــأي الأحــبــة...
أضع القصيدة فوق مائدة الفطور فقهوتي بجوارها تتعطرُ و مذاق جبني يرتقي طعما و خبزي من أصالة نبضها يتأثرُ أضع القصيدة فوق مائدتي فيصبح كل مأكول و مشروب عوالمَ بالمعاني تزخرُ . ** ذبُل النــــــوم على أجفانه من فراقٍ طالما خاف لِقاهُ عاش لا يشرب همّا عُمْرَهٌ لكِنِ الدهرَ به اليومَ سقاهُ ** ينام...
لي في أزمنة الأزمات حدوس تخبرني أن البحر يغادر شرفته عند قدوم برابرة العصر بداخله ما زال يعسكر جند هواجسه فلديه ذاكرة لو مال بها شيئاً مَا لاندلقت تحكي التاريخ السري لكل هزائمنا لا الشمس بها شمس لا القمر الواقف في الشرفة و الدكنة تعلوه قمر، كان صديقا و الأشياء تحب صداقته حتى السيجارة في شفتيه...
في بغدادَ تنام الأرض على وجع تنسدل الغيمة فوق متاريس العزلة كي تنسج للتربة سبعة أقمصة آخرها للمطر الآتي. بغداد سلاما إن يدا تمتد إلى النفط لفي خسر ليس يصالحها السيف، و أن الحرب في صفين إلى حد الآن تسير و ترفض أن تترجل، نامي هادئة كوني موقنة أن الزمن الضالع في البطء له قلنا: أبدا لن يطلع فجر...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى