مصطفى معروفي

رأيت النت بالشعــراء عــاجّا و في ردهاتــه قلّ القــريضُ به كثر الأطبَّــــةُ ليت شعري و لكن بينهم يشقى المريضُ ــــ السـرُّ إن أوْدعــتَــه غــربــالا في لحظة طاف البلادَ و جالا كم هالكٍ فمُه له جلـب الردى لم يُـلْقِ - ساعةَ أن تكلمَ - بالا ــــ يقضي الخلائق صيفهم في عطلة وقضاء صيفي بين أحضان...
أصــافحه مــن غير غـــلٍّ و أنثني و ما همني إن كان يحمــل لي غلا إذا أنت جاريتَ امــرءا في ملامةٍ فــلِمْ خلق الله التسامح و الفضلا؟ ــــ فــيكَ يــا نــتُّ طــال ذبحُ الشعرِ أتــرى تــــــدري ذاك أم لا تــدري؟ قــد خــلا الــجو لــلسماجة حــتى لــم يــعد فــرق بــين شعــر و نثْرِ ــــ...
ما الليل إلا حلة سوداء قد قام النهار بارتدائها و عند الصبح سوف يرتدي أخرى بيضاء و السوداء تمشي نحو دولاب تنام فيه حتى يأذن المساء بالمجيء. ــــ لم تعد الأطلال تثير دموعي فقد اعتدت عليها إذ كل صباح أستيقظ مكتشفا طللا آخر ما زال حديثا يجلس جانب إخوته. ــــ مخرج المسرحية كان عميلا لذاك تعالى صفير...
حرمْتُ عدوي من هجائي نكـــــايةً لكي في الورى يبقى الحياةَ بلا ذكْرِ ألم تر أن الدود فـــي الأرض خامل و يظهرُ لو قام امـــــرؤ عنه بالحفْرِ ـــ من جوف إذاعتنا سالت أغنية ما لبثت أن أخذت مجراها نحو قناة الصرف الصحي. ـــــ ترفَّعْ إذا ما اللئـــيم هجـــــاكا و إلا فما قال أنت كــــــــذاكا فما...
يـمر عـلى جـيبي الدريْهم يمتــطي قـطـارا سـريـعا لا يـبـالي الـفـراملا يـريـني بـأن الـمال يـعشق سـوقة و ليس إلى من يقرض الشعر مائلا ـــ لـــو كــان لـلـفأر الـمـهان مـخــــالبٌ لـغـدا يـهـاب لـقـاءه رهــطُ الـقـططْ إن الـطـبـيـعـة لا تــحـابـي كــائـنـا عـقد الـدفاع لـديه مـنه قـد انـفرطْ ـــ...
لم يعد يرغب في الشام اليمام ثَمَّ جوٌّ مكفهر... و زكامُ و رياحٌ تقصف الأرض عويلا و قرى...كانت قرى ما زال عن مأساتها يحكي الركامُ. .... لم يعد يرغب في الشام اليمام لا... غدا يرغب فيها إن بها حل السلام. ــــ الكوابيس قد تتجول في الطرقات نهارا و تنزع عنك رداء السعادة، حين تراها...
من يشبهنا ؟ نحن العرب لنا فن القول لنا الإيجاز لنا الإطناب لنا التورية لنا التشبيه لنا المدح بما يشبه ذما و الذم بما يشبه مدحا و مجاز عقلي ليس يجاريه مجاز و لنا أبواب أخرى لا تعرفها كل بلاغات الأرض، لذا صرنا ظاهرة في القول و صرنا في الفعل أحاديث لمن يرغب في تزجية الوقت.
يطل علي الصباح الجديد فيحمل لي قفة من هموم و يخبرني أنها لي جواز مرور لهذا النهار الجديد . ــــ أخونا يــــــــــومه إســــــلامويّ و في الغد يرتدي ثوب الشيوعي و بعد غــــد سيصبــــح فوضويا و يوما ما ينــــــــادى باليسوعي يغـــيــــر جلـــده في كل وقــت و ذلـــــك عنـــده أمـــــر طبيعي...
لا يخرج من منزله دون قناع أو سيعود إليه و لم ير في الشارع من تهفو يده لمصافحتهْ. ـــ إذا كان وجه غدي بملامح يومي فمعناه أني سألبث أحمل صخرة حلمي و أخطف من قبضة الريح خبزي. ـــ العالم قارورة عطر عالية الجودة تحتاج إلى أنف لم يزكمه تمذهب صاحبه.
السكة بين الدار البيضاء و مراكش ليس تنام و لا تأخذ نفسا طول اليوم كأن قطارات الدنيا تجري فوق ذراعيها و تحاول إمساك محطات وصول هاربة. ـــ في دروب الحياة يعْوجُّ خطوي و لقـــــــــد يستقـــيم لي أحيانا خطئي لا يعـــيبــــني إن أنا لم أوذِ عـــنـــــــد ارتكــابه إنسانـا ـــ ما ذا يخبئ في الجراب...
غـــــنِّ لــلـهـم إن أتــــى مــــوالا و ارم لــلــذاريـات قـيــلا و قـــالا و ارشف الشعر من كؤوس سقاها مـصـطفى مـعروفي سـلافا حـلالا ـــ حـسـن فـعـل الـفتى ألـذّ انـطــباعا فـي الـورى إن يـقرنْ بحسـن مقالِ اجـعـل الـقـول مـنـك لـلفعل عـونا فـي جـميل تـسعدْ بـأحســـن حـالِ ـــ آلـــيـــت...
إلــى الله لا غـير كـان افـتقاري لــه تـوبـتي و جـميل اعـتذاري إذا مــا رجــوت فــلا تــرج عـبدا يـشـيـنـك ذاك الــرجــاء حـــذار ** حـين أحسو مشروبَ غازٍٍ أراني لـكـأني أخـنـت عـلـيَّ الـبـلْوى مــا يـحـلُّ الـعدو جـوفيَ حـتى يــوقـدَ الــحـربَ الـعـالـمية تــوّا ** لا أواري وجــهـي بـــأي...
و أدخــل ســوقا و الــتسوق دافــعي و أخرج منها لا اشتريتُ و لا بعتُ و مــا ذاك أنــي لا نــقود بــحوزتي و لــكنَّ نفسي تشتهي ما الذي عفْتُ ــــ هـــل خــبا نــجم الــكتاب الــورقي أم لــديــنــا نــحــوه مــيــلٌ بــقــي؟ عــنــكبوت الــنــت قـــد زاحــمــه زحــمــة صــار بــها و هْــو شــقي...
في ظلك سيدتي تنبجس الراحة وجها آخر للأيام و يبتلع الغيبُ الحزن، سأعلن حبي لك سيدتي كي أفتح نافذتي لطيور الفجر و ألقي كل جراحي في فك النسيان. ــــ حين تعفنت الأيديولوجيات غدا حزب الشيطان يفوز بكل استحقاق و الشعب على أنقاض الديموقراطية يشرب نخب الخسران. ـــ قلب المرء يقود خطاه و يجعل في كفيه زمام...
لم يبق ما يقال من قريضنا الضوء هربْ حين اختفى من منتدى الشعر المعري و البحتري و احتله قوم لسانهم من الخشبْ. ـــ و علمت نفسي إذا دق أبوابها اللؤم يحمل مشموم ورد لها و يسوق تلال الغنى نحو خزْنتها أن تقوم إلى السيف تطرده و على نفسها تغلق الدار. ـــ في الشرق العربي يطل اليوم كسيفا حيث عويل الأسلحة...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى