يسقط الإنسان ابن أرض الشام
تحت أقدام الروس و العم سام
بينما الكــــون عــــــن إغاثته لا
يتخــــــطى حواجـــز الإحجام
**
تتـــقي اللـــــه و تبــــــدي للــورى
مظهرا غيـر الذي يخــــفي جنانكْ
لم يـــزل جيــبك صيـــــدا للـــربا
لم يـــزل يقـــصف أعراضا لسانُكْ
**
ألفتُ حضـــورا لافـــتا...
على قريتي
يهب نسيم أرومته من عجين النعيم
إذا داعب الوجه ألقى
عليه انتعاشا و ألبس
وجدان صاحبه حلة
نسجت من حبور مقيم.
**
لا عليك
إذا استيقظ الغبن ضدك
و اعوج وجه الطريق أمامك
لا تستكنْ
سر أماما أماما
فيوما سيعتذر الغبن عن ما جرى لك
و الاعوجاج يغادر وجه طريقك.
**
أوجّهُ أنّى شئتُ ركْـــــبَ عواطفي...
في المقهى
يتكئ الفنجان
على ساقين أمامي
و يعب من الصمت
عذوبة قدري الثاني
فيذكّرني
أنَّ الملعقة المستثناة من البنّ
ترتق ذاكرتي
لتطير مواقيت الغابة منها،
أفهم أغنية
حين تعيش بلا نهدين
و تمضي
كي تسكب حمأتَها
فوق سهوب العسجد
حتى لا تخسر يدنا اليسرى
ومْض بداهتها
و مرايا لا تظمأ أبدا
حيث هنالك
كانت...
و تأتين
يشهقُ صبح وليد
على وتر الحلْم
تستيقظ الكلمات
و أنتِ عمود السعادة
كنتِ حضورا
تشتتَ تحت سفوح الغيابْ،
متى الغد يأوي
إلى يدنا ...ثم يفشي
لحشد الجداول كيف
ضفائره فوّتت عرسها للترابْ،
و ضعْتُ كلامي بكفي
و قلت لباقي الطيور
خذوا قمرا قد تألق
تحت نوافذنا
ثم ألقى بدملجه جهة الماء
حين و عدناه داخل...
تقول الحبيبة لي:
غدا يطلع الفجر
في مقلتينا
و تأتي الطيور
لتسكب أحلى الأناشيد
في مسمعينا
و من شرفة البحر تقفز أغنية
حيث تهدي رحيق الحياة إلينا.
**
الوردة لم تخش خريفا
أو غضبا من نهر
أو قبلة شمس في يوم ملتهب
ما تخشاه الوردة
هو أن تُوءَدَ من فيل
لا تعرف قدماه أدبا
أو من أنفٍ
يكبو فيه حصان الشم...
في الليل تجيء كوابيسي
كي تسرق أحلامي
فيقول فراشي يخبرها
أني حين أنام
أكون بواد
و الأحلام بواد آخر.
**
تلك العيون المستجيرة بالخمار
صحا الفؤاد لها
و قال مخاطبا لي:
سيدي
لا نوم بعد اليوم.
**
في تلك الأمسية الشعرية
ألقى شعرا لا يلبس ثوب مجاز
فيه سمى الثعلب بالثعلب
لكن في الغد
وجدوه مخيط الفم
و إلى...
في شعرك كن أنت
فشعرك مرآتك
لا ترتد معطف غيرك
كي في الشعر يراك بكل وضوح
قارئك المفترض.
**
لي لغة تشرب من نبع اليومي
و لي أمل
عجزت أن تذروه رياح الحرب ،
أُنْحتُ لحني من ذاتي
و أغني خارج سربي.
**
اتكائي على صديــق مُداجٍ
كاتكائي على عمــود هواءِ
رُبَّ خلَّ إسعافه عنك ينأى
هو خــيــــــرٌ منه عدوٌّ...
وامتطينا الشوق حيناً
تمازجْنا
تركْنا للأهازيج
فصول الشوق
لم نفتأ
نحبُّ القبرات
ثم نغضي
إن رأينا للأساطير جناحا
خفية يمقت سهو الياسمين.
لم أزل أعلن
أن الخندق الثالث
لا ثأر لديه
وكأني لم أضع قفلا
على ما فاض من أجزائنا،
كان جدي
يرتدي عالم الحكمة
مما قاله لي :
"إنما الشوق غدير
تعتريه رعشة الأشياء...
ما زال المجداف على حدته
و بحار اللؤلؤ
ما زال يرود شواطئها
حتى زورقه آلى
أن لا يبلغ سن تقاعده.
**
في ذهني
تتناسل أسئلة ليس لها أجوبة
أسئلة
تحمل لي الأرق الناعم في الليل
و تنثره فوق جفوني.
**
أجمل يوم
هو يوم يشرق بقصيدة حب
تخبرنا
أن الدنيا ما زال بها
ما يعطيها معنى.
عطر الزهر مباح للكل
مباح للراكب و النازل
للمتخم و المسغب
للعبد و للسيد
للملك و للسوقة
للعالم و الجاهل
للمؤمن و الملحد
للعامل و لرب العمل
لهذا حب الزهر تقاسمه الكل.
**
لا باس إن شرد شعب كله
وبقي الكرسي في مكانه،
لا بأس إن عربد علج أو زنا
أو هرب النعام من مطارنا
و لا بأس إذا دبابة الغرب و...
كرة القدم
تشد إليها الجمهور بحبل سحري
و على مسمعه
تلقي التهويدة تلو الأخرى
كي يخلد للنوم،
و للتذكير فقط
هذا يحدث في جزر الواقواق
و حاشا يحدث في الوطن العربي.
**
ولأن هوى السلطة يجري في دمه
فهْو يقوم برسم محيا الواقع
في كراسته الخاصة
ساعة يضع المنظار الورديَّ على عينيه.
**
تلك الجريدة
حينما صارت...
قام بإشعال السيجارة
فانتفضت غاضبة
تحرق رئتيه
و تلقي للريح بدراهمه.
ــــ
أجبرت المطرقة المسمار
على خرق حدود الخشبة
فاعتذر...ولكن
رفض العودة من حيث أتى.
ــــ
ما زال يعب السيجارة
حتى ألقت رئتاه به
فوق سرير المستشفى.
و تآكل إسفلت الشارع
فاحتج الشارع
أن السيارات تمر
و تنهش منه اللحم
و أن مقاوله لص
منه سرق الدم.
**
حين توفى
لم يترك إلا ديوانا
أثنى النقاد عليه
و هم من سكبوا جام بنادقهم
فوق قصائده قبل اليوم،
لقد مات و في دمه حنق مر
لا تمسحه كل مراثيهم.
**
في شعرك
ما أروع أن تمسك بالمألوف
لتستقطر منه اللامألوف!
و...
في ذروة الريح الكفيفة
لم أغيِّرْ موقفي
لم أنسحب
و قصيدتي لم يُغْرِها زيف الهتافات الكذوبة
أو شعارات القطيع
أنا بقيت كما أنا
و قصيدتي بقيت كما هيَ
لا تميل إلى ارتداء الجبة الصوفية.
**
أردأ شعر
هو شعر لا ينطق إلا إن كان السكَّرُ
في فمهِ،
و أحط الشعراء
هو الحربائيُّ ،
و من يذبح من أجل عيون الدرهم...
تطل الغيوم على الأرض
تمسح عنها ليالي الظمأْ
فيشهق نهر الحياة
و ينهض من نومه الأقحوان
على رقصات الكلأْ
و في كل شبر من الحقل
ينبجس النور
نحو العيون يسوق مواكب حسن
يذوب لها من قلوب ذويها
جنون الصدأ.
**
العالم يغضي عن مذبحة
إن وقعت
ببلاد العربِ،
و يهب كإعصار
إن وقعت ببلاد أخرى
و يبرر ذاك
بكم سببِ...