الوردة أولها بيروت
و آخرها بيروت
و تاج جميع مرافئنا بيروت
لذا لا نعجب
إن أحرقها التترالجدد
و حشد زناة الأرض و لاطتها
لكن فلينتبهوا
بيروت هي التاريخ
هي العنقاء
و سوف تعود لتقتل قاتلها
بيروت سلاما
ما غدروك
بأنفسهم بل غدروا
أنت على النار عصيةْ،
حسبوك طعاما سهل الهضم
و لم يدروا
أنك سد
لن يسمح منه...
قراءة الشعر عمل عسير، والكاتب يتهيبها، فقراءة الشعر لا يوازيها صعوبة إلا قوله أو كتابته، الشاعر نفسه لا يستطيع أن يقرأ شعره قراءة مقنعة، قراءة جامعة مانعة، فما بالك إذا كان هذا القاريء هو شخص آخر، فكما يستعصي الشعر على الشاعر قرضا كذلك تكون قراءته مستعصية، فالفرزدق مثلا كان يقول: "يمر علي وقت...
الأرض لمن يمشي بمناكبها يتأبّطُ وحدته
يلقم فمها الخصب
و يرسم فوق محياها بستانا
داخلَ كفيه يثوي شجر
هوَ كل لغات العالم،
الأرض لمن يجلس في الظلِّّ
يخمّن أن النخلة تتحلى برداء نبيٍّ،
و لمن يخرج فجرا
يبحث عن نجمٍ فرَّ مساء الأمس
من غسقٍ كان أساء إليه دون مبالاةٍ،
الأرض نشيدٌ
ليس يفيض عصافيرا إلا...
ابتلَّتْ كف المسؤول عفافا
فتحجرت الرشوة في كف الراشي
أشرق صبح آخر
بمواطَنة أخرى
يرقى الورد إليها.
ـــــــــــــــ
لن أرثي للشجر المائل
كان يؤاخي الريح
و حين غفا
تلقى صفعتها في الخدينْ.
لن أومن بخطيب القرية
كان يحض الفقراء على الفقر
فكل فقير يرث الجنة
لكن هو يملك قصرا
و (فيراري ) ساحرة العينينْ...
ما زال في الغســق الشفيف تامّـلي
ينمو و يستــــوحي بــريقَ نَخيلي
ًينتــــابــني مــا إن أروحُ إلى مدى
شغـفُ الرؤى بجميل ما يوحي لي
أنا حــائط حــــــول الحديقة ساهر
أرَقِـــــــي له نســب إلى التـــأويلِ
لا البـلـــبل الصــداح أشعلَ لوعتي
لا النهـر أوْرقَ ســــاعـة التشكيل
يكفي بأني من...
في الرف غبار
من كتب رحلت قبل سنين
و ثَمَّ فوانيسُ تدلت أرجلها من شفة السقف
تحملِقُ في جسمٍ لمجرّد ذكرى
ملقىً في كرسي أكل الموتَ لحد التخمةِ
أهراء هذا أم لوثة يوم ما زال له طمعٌ في الغد؟
أم هل هذا اليومُ غدا ينكر ما كان يقول به،
إن الضفة لا تعرف إلا ما تخفيه
ذاكرةُ النهر المثقوبة،
ذاك حصان خانته...
ما ذا يمكن للمرء أن يقوله حول شعر الشباب من حيث القضايا التي يطرحها ومن حيث الواقع الذي يعيشه والآفاق التي يستشرفها؟
يبدو أن الحديث عن هذا كله يحتاج قبل الخوض فيه إلى شيء من التأمل والتفكير، ولا بد في البداية من أن نرصد بعض الظواهر التي تشكل ملامح قصيدة الشباب بالشكل الذي تكتب به حاليا.
نلاحظ...
أوصيكَ
لا تكتبْ سيرتَكَ في ورقٍ
لا تؤمنُ ببياض سريرتهِ
ثم اخلعْ نعليْكَ
و أنتَ على الشاطئِ ترسم قدميْكَ
لكي يتهجّاك المَدُّ إذا مرَّ على الرمْلِ يقبِّلُهُ
و الْقِ على الموجِ تحيتك المثلى
كي يخبرَ أسرابَ نوارسه
أنكَ ترضع من ثَدْيِ القدسيَّةِ
أنك توغل في الندرة
أنك من نسْل العسْجدِ
تأبى أن تسكن...
أنا لا أدمن قتل الوقت
بمقهى الحي
و لا أحسن دبلجة الإحساس
و ليس مصاحبة الفنجان ممارستي
لكني
أسبِكُ من وقتي نصا
تقف الشمس كما هي فوق محياه
و من مقهاي أشيد جامعة
و الفنجان أخاصمه
إذا لم يفتح عينيّ على أفُقٍ
ترقص واضحة بين يديه
معاني الأشياء.
****
شكتِ الضفة للنهر
غياب العشب
فأوقد فيها بلل الخصب...
مال:
مالك في البنك يعاني السمنة
صار حسيرا
و كسيحا
يتساءل:
هل أنا لك
أم أنك لي؟
هل جئت لإسعافك
أم أنا منذور للورثةْ؟
**********
قوارير:
فوق شجيرات الصفصاف
تحط عصافير الدوريُّ
لتحكي عن زمنٍ
فيه كان الشدو قواريرَ غناء
تُسكبُ فوق رؤوس الأعشاب
وعند ضفاف الأنهار
على ناصية الحقل الجذاب العينينِ
و حين...
آيات العشق ثلاث:
حين يصب ندى الصبح
لذيذ الهمس بأذن الوردة
حين يجيء النورس
كي يمطر خد الشاطئ بالقبلات
وحين يمد القلم الساطع يده للشعر
و يهديه كعك العيد،
فذي آيات العشق
و ليس ينبِّئك بها
إلا من رضع العشق
من الغيمات الراقصة على ضحك البرق
و عزف الرعد
تسوق إلى الأرض
مواعيد البلل الناعم
عند هطول...
ها أنت الآن تسير
طريقك تسرق منك خطاك
خطاك تهاب المنعطفات
تسير يمينا
لا تلقى غير هواء عطِنٍ
و ضفادع
من عهد الطوفان تنقُّ
و ما زالت تسبح في البرَكِ الأثريةِ
ثُمَّ تسير يسارا
لا تلقى إلا حب السلطة
أو جرح الذات المفلولة
و المبدأ خلف زجاج الذات
على الهامش صار يتيما
لا تلقى غير جماجم
بيعت بمزاد علنيٍّ...