في داخله ما زال يعسكر جند هواجسه
فلديه ذاكرة
لو مال بها شيئا ما
لاندلقت تحكي التاريخ السري
لكل هزائمنا
لا الشمس بها شمس
لا القمر الواقف في الشرفة
و الدكنة تعلوه قمر،
كان صديقا و الأشياء تحب صداقته
حتى السيجارة في شفتيه أقامت خيمتها
و الولاعة صارت مولعة بأنامله
أما المنديل فلا يرتاح سوى فوق...
كان يتمناها أن تكون رفيقة عمره،
كانت هي تظهر له ميلا كله ورود و زهور،
كانا يمشيان في الشارع ،قال لها :لنجلس في الحديقة قليلا...
أومأت برأسها أن نعم.
و هما جالسان خطرت له أن يجري مكالمة ، نسي الهاتف فطلب منها مده بهاتفها.
كان يحدق في الهاتف و يداه شغالتان على الواجهة،يبدو أنه نسي إجراء المكالمة...
الإمساك
على رأي فقيه السلطة
هو أن تمتطيَ الصوم
و لا تستنكف
أن تسرق رائحة الوردة
و تؤم موائد للكازينو
ثم و أنت تصوم
يجوز على مذهبه لك أن ترفث
و تأكل مال يتيم الأبوين
و أن تتمسح بالأعتاب،
و لا بأس
تغض الطرف
إذا قصدت بيتك جرافات الحاكم
أو ألسنة اللهب الغاشم.
............
رحم الله فقيه السلطة ...
ما زال الجرح على الصدر
و ما زال البعد يشرد خطوي
لن أرجع للخيبة بعد الآن
و لن آكل من حبات العنب المر
إلى أن يسفر صبحي
عن وطن مغسول بالأمل الأخضر
يحرسه السوسن
و الطرقات به
تنسج للأقدام مواويل العشق
و تغمس احذية المارة
في ولَهِ الزنبق عند صعود الأرق الناعم
أو عند مكابدة الغيم لمرأى المطر الساحب
ذيل...
أرى الأيــــــام يظــهــــــرُ كـــل يــــوم ۞ لنا من أمــرها عــــجــــــــــــب عجابُ
فهذا باقــــــــل أمـــسى خطـــيبــــا ۞ و خان لسان سحبان الخطــاب
و كًمِّـم بلـــــبــــــــــل كـــــي لا يغني ۞ و أُعْطِي رخــــــــصةً عنه الغراب
إلى أن مــات مــــــــن كـــمـــد لبيب ۞ و ميزان...
أحلم
أن تستيقظ في الحقل
شجيرات اللوز
و ينمو فوق نوافذنا المرجان
و يأتي النورس مشتعلا بالشوق
يعانق رمل الشاطئ
يقرأ تحت ظلال الموج زبور الغربة
يرسم خيلا تركبها الأشجانْ
أحلم
أن يرجع وجع الغيم
إلى البحر
لتبقى الأرض على نضرتها
ما عاد بوسع التربة أن تبتل دما
ما عاد بوسع الفارس أن يمعن في الطعن
فقد آن...
كفاني كفــــــــاني أن تـــكون من العدى ۞ لأدرك أني نلـــــــــــت أو ســـــــمة الفـخر
فليس يعادي الضوء إلا الدجى و لا ۞ يمج مذاق الشهد غــــير الفم المــــر
******
لأحــــبتي عســــــل التحايا ۞ هم لي من المولى هدايا
أسكنتهم مــــني الحـشا ۞ فاحتل حـــــبـهم الحنــــايا
******
صديقك في الحقيقة...
يلبس كورونا طاقية الإخفاء
و يمشي في الطرقات
على أقدام القطِّ
يحاول كالثعلب أن يتسلل
ليس ليحتل الرئتين فقط
بل ليحتل جماجمنا،
ها هو ذا في العالم
يشرب نخب الزهو
على أنغام الدبكة
رفقة صاحبه صندوق النقد الدولي،
و الفارس ذو السيف الذهبي
لحد الآن ينام
بأروقة المختبرات
و حتى يستيقظ لينازل كورونا
ها هو...
كأني جئت من زمـــــــــــــن بعيد ۞ وجــــوه الناس تـــــــبـــدو لي غريبةْ
أسائلهم عن الإنسان فيهم ۞ و هل ما زال منــــتــــــــــظرا غروبهْ
فيأتي الـرد يســـــــــــبح في رماد ۞ إلـــــــــــــــيّ تســــوقــــه لجــــج مريبةْ
طرحت تساؤلي فنـــكأت جرحا ۞ و عدت و في الفؤاد أوار خيبةْ
طريقي شبّ...
على شجري
تحط العصافير
تخبرني
أن طعم الفصول قريبا يعود
إلى نبعه
و ستغزو محيا السماء
فيالقُ مزن شهي العيون
و أن ثرى الأرض
سوف يهب لكي يحتفي بالمروج
و شدو الطيور
و ينفض عنه غبار السباتْ،
هناك إذاً
سوف ينطفئ الليل
و الكون
ترقص في وجهه البسماتْ.
قف
ليس هناك سوى كورونا
و سوى ظلك
فالسور المتهالك
تحت عباءته نامت قطط
أنهكها عسر الهضم
و شرب الماء الآسن،
قف
لا تخبرهم أنك تقرأ تاريخ هزيمتنا كل مساء
أنك تذهب للسوق و جيبك
تركض فيه الريح
و أنك ما زلت على العهد
يعيش بداخلك الإنسان.
قف
لا تخبرهم
كي لا تفترش الشوك لديهم
بزنازين القسوة و النسيان/
مضى ذلك العــــــــــــــــــــــــهد الجميل ولم يزل=صـــداه عـلـيـه نـغـتـــــــدي ونـــروحُ
ملــــــــــكـــــــنـا زمـــــــــــــــــام الأرض عــدلا و قــوة=و ســـــــــوَّدنا عــــــزم لنا و طـمـوحُ
فمــــــــــــــــــدت لنا الدنــــــيا زمـــــــــام أمــــــــــورها=نحرّم...
و قـــد تنسى الشماتة من عدو ** و لا تنسى إذا شمتَ الصديقُ
توقُّعُ تـــــلك كان و ليـــس هذي ** فهــذي في الصــــداقة لا تليقُ
فكم من واحــــــد قــد قلتَ عنـــه ** أخي أنْ مــــــنه أبهــــــركَ البريقُ
إلى أن قـــالــــــــت الأيــــــــام عــــــنه ** و ملء مــقـــالـها الخبر الدقيقُ
"صديـقك...
ماء الحياة بشــعري ثَمَّ منــــبعه = ما الشـــعــــــر لم يَتَمثَّــــلْ كائــــــنا حيا؟
على محياه يــبدو وجْهُ صاحـــــــبه = إن اخــتفى وجــه ذا فالشـعر لا شـــيَّا
كن شاعرا يتمرأى في قصــــيدته = يراه قـــارئــــــــه يمـــــــــشي بـها مــشيا
يجني القوافي من الإلـهام يانعة = خيل القريـض...
نـأت بــــــي الــدار لكـــــــنـي قـريـب=بوجداني و إحـــــــساسي و فـكري
أرانـي ساكـنـا فــي كـــــــــــل أرض=بهـا عـربٌ دِماهُـــــــــمْ فِـــيّ تـجـري
بهـم كـان التباهـي كنـهَ طبْعـي=كما بالنطق كان الضــادُ فخـري
فإن هم حاليا نكــــــــــصوا فإني=أراهم رغم هـــــــــــــذا أهــــــــــلَ...