تامر الهلالي

زينتها كانت بسيطة للغاية صوت من اللافندر و عقد من لؤلؤ من حنان معتق ترتدي كنزة تحتضن الحنين الذي يشردك و تنورة من شبق شفيف يتظاهر باللاحضور فيتكثف الحضور على مرايا الروح كندىً كان تائهاً يئتلف و ينسكب برفق في نبيذ من رغبة في البوح بكل شيء إليها زينتها كانت بسيطة تحت العينين إجهاد من السهر...
انسى اين تركني الملح أين هجرني الأحباب و اين بائع الطعام المفضل لدي و من اين كنت استقل الحافلة لفرح عابر كعادتي أفقد الاتجاهات بسهولة كل شيء يعول على تلك المهارة البسيطة : تذكر الاتجاهات و انا ولدت بعقل سائل فوضوي ينتشر قلبي في الحزن و في الحب كماء تتغير وجهات الصخور التي تقوده كل لحظة ربما...
كأنني اقود دراجة نارية على طرق سريعة اقتنيت خوذة معدنية من الخارج ناعمة و جاهزة لامتصاص الصدمات من الداخل أسير مرتدياً اياها منذ ستة اعوام تقريباً لا يهمني علامات التعجب و نفور المارة او ضحكهم على المشهد الغريب ولا يهمني ثقل رأسي كل ما أعرفه أني منذ بضعة أعوام دائماً على وشك السقوط أنا لا اخاف...
امام مرآتي التي لم تعرفني يوماً أسمح لها ان تراني فيضاناً من الجوع والوحدة و الغضب بينما أضرب موعداً في دفتري مع قصيدة عن أشياء بسيطة تجعلني راضياً عن اية ليلة قحبة مثل تلك الليلة : سجائري غير الغالية و غير الرخيصة كأسين من الفودكا المحلية ممزوجين ب" بيبسي دايت" زيتون اسود و خبز و جبن و كميات...
ماذا نفعل ايها الشعر في هذا المسخ ذلك الكائن النفسي الذي يجعلك تفقد الرغبة في كل شيء حاول معي تذكر اول قبلة تذكر اول نجاح تذكر سفراً إلى مكان جميل او صديقاً كان يستطيع أن يرسم بسمة على روحك في احلك حروبك أو حروبه لو تذكرت شيئاً يبعث على البهجة ارسل لي بعض الكلمات ليس بالضرورة أن تكون جديدة او...
أخفي في فمك ذات قبلة جفاف غيمات الذاكرة و أخرج كيوم ولدني المطر و ذلك الماضي المتكهف اذيبه حين ينصهر نهداك و تنسكب حممه من راحتي يدي في حضنك تعلنني محاكمات الكون بريئاً و اسير في شوارعك قفزاً و طيراناً كمن عاش قبل الحضن في كل زنازين البلاد بين يديك يبتكر نوري لغته يفك الشعر ضفائر حروفي و تصير...
لا حيلة متبقية فعل الماكيير كل ما يستطيع في وجهي لكن المشهد مهما تكرر مهما اتسعت الابتسامة يظهر فيه لي وحدي كدمة بحجم الم استقر في الروح منذ بدأ النور خياناته لي كان الالم بطبيعة الحال يريد ان يحيى كل شيء يريد ألا يموت كنت انا اتظاهر انه اختفى لكن في هذا المشهد : البطل في الثامنة والثلاثين عليه...
لأنك لا تستطيع احتضان نفسك عليك ان تذهب إلى الغابة و تصرخ قدر ما يحتمل صدرك و صوتك لأنك لا نحتمل وحدتك ولا تحتمل البشر أيضاً عليك أن تكون صديقاً للورقة البيضاء لأن شياطينك لا تحرج بالصلاة و لا بالخمر ولا بممارسة الحب عليك ان تدعوهم لعشاء فاخر و نبيذ كلما تسنى ذلك في هذه الاثناء عليك محاولة...
لي العديد من الرؤوس تحت وجهي الذي يتظاهر بالهدوء احياناً و بالفرح العارم دون سبب أحياناً وبكآبة التأمل أغلب الوقت لي رأس طفل لا يريد ان يكبر ولا أن يخطف العالم الكرة من تحت قدميه و لي رأس صحفي قديم كان يريد ان يعرف العالم لي كذلك راس كاهن قديم و مغن قديم و مورخ قديم لكني ولسبب لا اعرفه أترك كل...
الشعراء بائسون اذكياء لغوياً كل ما يفعلونه هو طرح نفس الأسئلة التي يطرحها التعساء على مراياهم طوال الوقت لكن بطرق مختلفة لغوياً بمجاز لطيف مبتكر ربما انا مثلاً احياناً أحاور البحر ولا اذهب إليه إلا فيما ندر ألعن المدينة بشتائم جميلة لكني لا استطيع الابتعاد عنها اذكر تفاصيل لعنة الحرب بشكل حساس...
لم يبق من العمر قدر ما مضى يمكنني القول أني رسمياً بدأت خريفي ربما منذ عامين او عشرة لا تدع الصور الذهنية الملتصقة بالخريف تلتصق بروحك: الطريق المكتظ بالاوراق الذابلة والاشجار الحزينة حمض نووي لرجل لا يستطيع اختراق بويضة نساء لا يكترثن لوحدتك لا وظيفة لا وطن اغتراب مر دون إضافة سكر الحمية مفاصل...
أحياناً اشطب المدينة من الخريطة او اخبيء موقعها بطبق كبير من الفراولة ادلك صدر الغيمات الجافات ببعض الموسيقى لتدر مطراً يشبه حناناً معتقاً في صدر امراة عاد اليها ابنها الضال ازرع شجرة او ارسم واحدة لطير مهاجر قاربت اجنحته على الكفر بالمسافات و ان الأمل الذي يلوح من بعيد في وجبة و عش دافيء مجرد...
أليس هذا الخيار متاحاً: أن يتركني كل شيء وحدي قليلاً ليوفر الجميع جهده المصير الذي يريدونه سيتحقق خلال أقل من ليلة الموت او الجنون او الحب و المهدئات الأخرى حتى الرحيل تعبت من الأفلام التي يشغلها مشغل ال" دي، في، دي" في عقلي و تعبت من كتابة ما يمليه علي الحب والأمل و الألم اريد فقط أن ألتقط...
........ ………… ……………… لكن في نهاية الأمر بعد أن تظن ان كل الغيم صار رمادياً و انحاز لطقوس احتضان الأرض والموت تجد سرباً من الغيم المارق أتى من كهف في قلبك يختار أن يتلون بنور ناصع ساطع كلحظة الميلاد يغادر الأسراب الرمادية و يرتفع محلقاً يجناحيه و جناحيك ليسكن فوق شجرة جميلة صغيرة و غير ملحوظة...
لدي تابوت كبير ليس من الخشب يمكنك القول أنه تابوت معنوي أضع فيه الأفكار والأحلام التي لم تعد حية او لنقل ان نسبة الموت فيها صارت أكبر ليس من الجدير بالذكر أن أقول أن الكثير من الأفكار عن الحب والوطن والقديسين هناك منذ فترة طويلة لذا أحاول رش جثثهم بالعطر أحياناً و بالملح أحياناً أخرى الكثير من...
أعلى