فتحي مهذب

يكفي أن ترمي صنارة في مرآة.. حتى تتخبط سمكة المخيلة وتعض كاحلك موجة مهاجرة.. يكفي أن تبني علاقات مع أرواح شريرة.. حتى تتحول أصابعك إلى مخالب.. يكفي أن تسرد حرائق الغابة حتى تندلع مفاصل الباب بعواء موجع.. يكفي أن تشغل مصباحك الكلاسيكي.. حتى تفر خفافيش مجلجلة من معطفك الشتوي.. يكفي أن تهبط إلى قاع...
**بعت أثاث ذكرياتي إلى غاسل أموات أعزب في جنازة وحيد القرن . ا###### بعت هراوة لشيخ هشموا قفصه الصدري في مركب هلامي مليئ بأسلحة مفككة . ا####### بعت كل دببتي بثمن بخس في باخرة يسحبها قرش محدب إلى بهو محكمة في قاع الماء . ا######## بعت يدي المقطوعة لحفار قبور شاب ليزرعها في حديقة مستقبله...
نثرية راقصة تحيا داخل الموت بطلها هدهد هو رمز الخلود والتخليد والحكمة. إنفتاح على الدعاء يتحرك في المعقول واللامعقول ليبني جدلية جديدة في علاقته بالإله من خلال إشارات لكل خوارقه المتجلية في الكون والمصطبغة بعبثية تتضاد مع الكائن أو الموجود الذي يهدم الكيان والذاكرة ويقتل كل روح تحاول البقاء...
النص لصاحب الدهشة فتحي المهذب الترجمة للكردية ابراهيم جانكير سارق شواهد القبور كل ليلة أملأ بيتي بشواهد القبور اختلسها من مقبرة مجاورة.. لأبيعها إلى نحات مهووس ينحت تماثيل مدهشة لأموات شرفاء.. لاحقا أشتري بثمنها سجائر وخمورا جيدة.. أعتلي تلة صغيرة.. أشرب أنا وحصاني الذي مزقته الحروب...
حقا أنا شقي جدا هذا اليوم.. لأن ممرضتي مشبعة بالغيوم.. لأن نهديها الثرثارين أصيبا بالعمى. وحلمتيها مغرورقتان بالدموع.. اختلست فاكهة جيدة من فمها السكران- قبل أن تدهس عيناها خطافا صغيرا انبثق من تلة صوتي.. حقا أنا حزين جدا هذا اليوم.. لأن طريقي ممتلئة بالعميان.. والشمس مصفرة أمام المستشفى تنتظر...
أنا أكتب في كهف مليء بالوحوش.. أنا ذئب ماكر ألهو بحمام الأبجدية.. تسعدني رقصة السحليات المريبة وتمتمة العناكب في خلوتها.. لا تطيب لي الكتابة الا على ضوء يراعات تزورني من حين الى آخر.. تبحث عن يراعة روحي المختبئة.. في أدغال الجسد.. كل وحش أخ هارب من غيمة .. كل وحش يباغتني بهدية فاخرة.. كتف غزالة...
* هذا نصّ عمره عشرون سنة ونيف نشر في مجلّة الحياة الثقافية التونسية مؤسّسها الأديب العالمي محمود المسعدي. وقد أوردها الأستاذ الناقد والشاعر والروائي مهدي عثمان ضمن مقاربة نقدية في كتاب ضخم يحمل عنوان قصيدة النثر التونسية. * أهدي هذا النص الشعري الى ألأستاذ والأديب العربي الكبير Mahmoud...
أبحث عن امرأة تطير مثل حمامة حين أقول لها : أحبك.. تذوب في الهواء.. بينما يتساقط ريشها النادر جدا في حديقة رأسي .. أبحث عن امرأة هاربة من غواصة تغرد في قاع جسد عميق.. حين تبصرها أشجار موهوبة تقرر اللحاق بها مثل ملائكة من ذهب.. أبحث عن امرأة تضيئ من تلقاء ذاتها في مرتفعات الليل.. مثل يراعة.. تنظر...
أنت مهاجر قديم.. صانع طواقم أسنان لهياكل عظمية تقيس الفراغ بريشة طائر الوقواق.. تربي دببة في مغارة رأسك.. لماذا إختلسوا مصباحك السحري في ميناء?.. لماذا أخفوا مفاتيحك في مركب مزدحما بالفلاسفة والمجانين?.. لماذا باعوا حقائبك المليئة بالخرائط الى فلكي ضرير?.. أنت سباح ماهر في أعماق الأبدية.. لم...
لم أعثر على مفتاح في جيب (يونغ) لأفتح قلعة رأسي المليئة بالفهود والمهرجين . *** ثمة طرق متزايد على شباك رأسي أظن ذاك الملعون سيزيف هشم مصابيح الحانة جاء ليسترد صخرته النائمة على حدبة ظهري منذ زفرتين ونيف . *** لم أجد شيئا في خزانة (أنكيدو) لم أجد عشبة الخلود.. لم أجد ألبومه الشخصي.. صورته...
حين تسقط الشمس مثل دلو في بئر الأفق.. ويصاب العالم بالعمى.. أعقد جلسة طارئة مع جواسيس اللاوعي.. أهدي كتاب تفسير الأحلام إلى متصوف يجوب ما وراء الطبيعة.. على دراجة هوائية.. تلاحقه شجرات بسيقان طويلة.. حين يختفي النهار .. مثل سفينة التايتنيك.. في قاع العتمة.. ويذهب الناس إلى مدن غائمة في مقاطعات...
خرج من ( البنك) بفم جاف وشفتين ملتصقتين بأحكام كما لو أنهما فرج مومس بعد انقطاع العادة الشهرية. رأسه فقمة متجمدة تعلو كتفيه المتهدلتين. عيناه فارغتان من الايمان بكل قيم العالم. حسابه البنكي تعوي في غابته المعدنية ذئاب الإفلاس . الميت ممدود على سجاد يعج بالثقوب. ينتظر ثوبه الجديد . الكفن الذي...
أنا روبنسون كروزو أغسل غزالة تنام معي في كهف.. أشذب هواجسها بأصابعي.. أحيانا تدخل في مرآتي.. كما لو أنها كائن مسحور.. لذلك أسحبها بحبل مخيلتي.. أرشق ذئبا يحلق فوقها بالحجارة.. تحرك أذنيها وتبتسم.. وفي النهار تجلب لي فواكه لذيذة من أقصى الجزيرة.. أنا روبنسون كروزو تروقني لغة الطير.. أمشي مترنحا...
لم يبق أحد في البيت المجاور لمقبرة المدينة. الله وملائكته جميعا رحلوا.. لم تبق غير روائح الشياطين المتعطنة. والخفافيش التي تملأ المكان بوطوطات مخيفة. لم يبق أحد غير كائنات شريرة عمياء تتقاتل في الليل وتصدر أصواتا بشعة مقرفة. القطة الأم بلكنة مرتعشة : - أيها الملعون الفصامي - ألم تخمش فرو أطفالي...
الثالثة مساء ندف الثلج تتدافع.. شهر يناير ذئب قطبي ما فتئ يعوي منذ أيام قلائل فوق أسطح البيوت القرميدية. كان حاجز بلوري يفصل بينهما. كل يضع سماعة الهاتف في أذنه المستنفرة. الكلمات تتساقط مثل أوراق الخريف من شفتي إبنه السجين. الإبن متلعثما عيناه تحلقان مثل عصفورين مذعورن. - لست أنا الذي رشق...

هذا الملف

نصوص
814
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى