جفت عينا المطر من الدموع .
إختفى الله في غابة الهواجس.
غار الأناسي في أصقاع الأسرة المتجمدة.
طفر شبح من شباك البيت المتداعي مثل نيزك .
خطا بضع خطوات برشاقة فهد . ثم تلاشى في هوة العتمة الكثيفة.
ألتقطت( ع) منديلا أحمر نظفت مهبلها الراجف. سالت قطرات من مني ذاك الفهد الهارب من السافانا.
لقد دهسها...
أنا مستاء جدا
من عبثية شقيقنا الضرير..
هذا المتدلي مثل خصية وعل قطبي..
هذا القمر الأبله..
هذا المتسول الأبدي..
أحيانا أشكر الشمس..
وأبدي لها محبتي مثل قس خجول..
وما تبذله من جهد كبير
لاضاءة هذه الكرة التي تدور مثل بهلوان..
رغم ذلك أنا لا أهتم كثيرا بالسماء..
انها قرية مليئة بجيران ميتين..
بصواعق...
لكسب المزيد من الأصوات في حملته الانتخابيّة ذهب الذئب الطاعن في المكر والدهاء إلى المقبرة مؤمنا إيمانا عميقا أنّ الأموات سيدلون بأصواتهم لصالحه ثمّ يرجعون بسرعة ما فوق الضوء إلى أجداثهم
سعداء بفوز المومياء التي تكره الموتى والأحياء. وطفق يزعق في أوساع المقبرة : أصواتكم أصواتكم ولا حاجة لي برميم...
يكفي أن ترمي صنارة في مرآة..
حتى تتخبط سمكة المخيلة
وتعض كاحلك موجة مهاجرة..
يكفي أن تبني علاقات مع أرواح شريرة..
حتى تتحول أصابعك إلى مخالب..
يكفي أن تسرد حرائق الغابة
حتى تندلع مفاصل الباب
بعواء موجع..
يكفي أن تشغل مصباحك الكلاسيكي..
حتى تفر خفافيش مجلجلة
من معطفك الشتوي..
يكفي أن تهبط إلى قاع...
**بعت أثاث ذكرياتي
إلى غاسل أموات أعزب
في جنازة وحيد القرن .
ا######
بعت هراوة لشيخ هشموا قفصه الصدري في مركب هلامي مليئ بأسلحة مفككة .
ا#######
بعت كل دببتي
بثمن بخس في باخرة
يسحبها قرش محدب
إلى بهو محكمة
في قاع الماء .
ا########
بعت يدي المقطوعة
لحفار قبور شاب
ليزرعها في حديقة
مستقبله...
نثرية راقصة تحيا داخل الموت بطلها هدهد هو رمز الخلود والتخليد والحكمة.
إنفتاح على الدعاء يتحرك في المعقول واللامعقول ليبني جدلية جديدة في علاقته بالإله من خلال إشارات لكل خوارقه المتجلية في الكون والمصطبغة بعبثية تتضاد مع الكائن أو الموجود الذي يهدم الكيان والذاكرة ويقتل كل روح تحاول البقاء...
حقا أنا شقي جدا هذا اليوم..
لأن ممرضتي مشبعة بالغيوم..
لأن نهديها الثرثارين أصيبا بالعمى.
وحلمتيها مغرورقتان بالدموع..
اختلست فاكهة جيدة من فمها السكران-
قبل أن تدهس عيناها خطافا صغيرا انبثق
من تلة صوتي..
حقا أنا حزين جدا هذا اليوم..
لأن طريقي ممتلئة بالعميان..
والشمس مصفرة أمام المستشفى
تنتظر...
أنا أكتب في كهف مليء بالوحوش..
أنا ذئب ماكر ألهو بحمام الأبجدية..
تسعدني رقصة السحليات المريبة
وتمتمة العناكب في خلوتها..
لا تطيب لي الكتابة الا على ضوء
يراعات تزورني من حين الى آخر..
تبحث عن يراعة روحي المختبئة..
في أدغال الجسد..
كل وحش أخ هارب من غيمة ..
كل وحش يباغتني بهدية فاخرة..
كتف غزالة...
* هذا نصّ عمره عشرون سنة ونيف نشر في مجلّة الحياة الثقافية التونسية مؤسّسها الأديب العالمي محمود المسعدي.
وقد أوردها الأستاذ الناقد والشاعر والروائي مهدي عثمان ضمن مقاربة نقدية في كتاب ضخم يحمل عنوان قصيدة النثر التونسية.
* أهدي هذا النص الشعري الى ألأستاذ والأديب العربي الكبير
Mahmoud...
أبحث عن امرأة
تطير مثل حمامة
حين أقول لها : أحبك..
تذوب في الهواء..
بينما يتساقط ريشها النادر جدا
في حديقة رأسي ..
أبحث عن امرأة هاربة من غواصة
تغرد في قاع جسد عميق..
حين تبصرها أشجار موهوبة
تقرر اللحاق بها
مثل ملائكة من ذهب..
أبحث عن امرأة
تضيئ من تلقاء ذاتها
في مرتفعات الليل..
مثل يراعة..
تنظر...
لم أعثر على مفتاح
في جيب (يونغ)
لأفتح قلعة رأسي
المليئة بالفهود
والمهرجين .
***
ثمة طرق متزايد
على شباك رأسي
أظن ذاك الملعون سيزيف
هشم مصابيح الحانة
جاء ليسترد صخرته
النائمة على حدبة ظهري
منذ زفرتين ونيف .
***
لم أجد شيئا في خزانة (أنكيدو)
لم أجد عشبة الخلود..
لم أجد ألبومه الشخصي..
صورته...
حين تسقط الشمس
مثل دلو في بئر الأفق..
ويصاب العالم بالعمى..
أعقد جلسة طارئة مع جواسيس اللاوعي..
أهدي كتاب تفسير الأحلام
إلى متصوف يجوب ما وراء الطبيعة..
على دراجة هوائية..
تلاحقه شجرات بسيقان طويلة..
حين يختفي النهار ..
مثل سفينة التايتنيك..
في قاع العتمة..
ويذهب الناس إلى مدن غائمة
في مقاطعات...