قررت بعد تفكير طويل أن أرسل جسدي مفصولا عن رأسي بسبب إقتضاءات وإكراهات شتى .
أطلقت جسدي المفصول صباحا ليفاوض العالم بدلا مني ويصنع معجزاته بعرقه ويحتك بالأضداد.
عاتبني رأسي طويلا مدويا.
- لماذا تركته وحده يجابه العالم
الخارجي؟.
- أشفقت عليك من الطعنات المكرورة التي تلقيتها من نظرات المومياء...
يقيم ( ج ) في شقة جميلة مؤثثة بأروع ما ابتكر من أثاث ومرتبة ترتيبا جماليا رائعا. تقع في قلب العاصمة( ت) أشتهر بتجارة الأسلحة والتهريب وتبييض الأموال.فرت زوجته العصابية النحيلة مع تاجر مخدرات ماكر كان صديقا لبعلها الذي ما فتىء يعاملها معاملة الرقيق ويمعن في ممارسة طقوس جنسية غريبة حيالها معملا...
أهديك هذا النص المتواضع صديقي الغالي جدا مقابل هديتك الأبدية الشاهقة التي ترتاح غزالة الروح على أريكتها المليئة بفاكهة نادرة لا عين رأت ولا أذن سمعت. هدية انتظرتها طويلا .
إنها (الغرفة )المدهشة التي تسع جميع الأحبة المنقرين عن بكر السبيل وضوء المخيلة الساطع.
آمل أن تتقبل هذه الهدية المتواضعة من...
كان حفّارا مهووسا واستثنائيّا وكلفا بانجاز الحفر في كينونة الأشياء .. في جوهر الأشياء الصلبة وغيرها ما فتىء يحفرحفرا ضيّقة ذات أشكال هندسيّة متمايزة ..اختلس مطرقة أبيه البنّاء وابتاع عددا من المسامير الحادة وطفق يحفر خلسة حفرا في مقاعد الدراسة ويخبّىء في أغوارها كلمات تأخذ بمجامع قلبه وتروقه...
عند مدخل المقبرة
أصادف هدهدا أنيقا..
يحييني بضحكة عميقة..
أتبعه على طائرة جسد جريح..
نحو قبر أمي..
أجر ورائي جبلا عاليا من الذكريات
غيمة رمادية من النوستالجيا..
في حقيبتي كفن جديد
لعيد ميلاها العشرين
تحت الأرض..
شموع لإضاءة ضريحها..
أيام الشتاء الطويلة..
ميكروسكوب شخصي لمراقبة
أحوال العالم ...
نص فتحي مهذب
ترجمة الشاعر ابراهيم جانكير الى الكردية .
إلى الشاعر المرهف فتحي مهذب
استمتعت جدا بترجمة هذا النص الجميل
مع فائق احترامي (إبراهيم جانكير )
تمثال الأرمل
كلما تساقطت الثلوج سارع الارمل إلى جمع قوالب
ذات نتوءات وأشكال بدائية ثم يشرع في نحت
تمثال على...
تبا لك أيها الهدهد
لماذا حرفت بريدي الى الله..
لماذا لم تقل له ان نيازك غريبة
التهمت شجرة في حديقة رأسي..
أن الباب الذي طليته بماء الذهب
فر الى الغابة ..
تاركا خلفه طفلين ضريرين
وجسدا مكشوفا للمارة..
فراغا يحمحم بين أصابعي..
لماذا لم تحطه بهشاشة براهيني..
بجنوني اليومي الصاعد من أخمص قدمي الى...
جفت عينا المطر من الدموع .
إختفى الله في غابة الهواجس.
غار الأناسي في أصقاع الأسرة المتجمدة.
طفر شبح من شباك البيت المتداعي مثل نيزك .
خطا بضع خطوات برشاقة فهد . ثم تلاشى في هوة العتمة الكثيفة.
ألتقطت( ع) منديلا أحمر نظفت مهبلها الراجف. سالت قطرات من مني ذاك الفهد الهارب من السافانا.
لقد دهسها...
أنا مستاء جدا
من عبثية شقيقنا الضرير..
هذا المتدلي مثل خصية وعل قطبي..
هذا القمر الأبله..
هذا المتسول الأبدي..
أحيانا أشكر الشمس..
وأبدي لها محبتي مثل قس خجول..
وما تبذله من جهد كبير
لاضاءة هذه الكرة التي تدور مثل بهلوان..
رغم ذلك أنا لا أهتم كثيرا بالسماء..
انها قرية مليئة بجيران ميتين..
بصواعق...
لكسب المزيد من الأصوات في حملته الانتخابيّة ذهب الذئب الطاعن في المكر والدهاء إلى المقبرة مؤمنا إيمانا عميقا أنّ الأموات سيدلون بأصواتهم لصالحه ثمّ يرجعون بسرعة ما فوق الضوء إلى أجداثهم
سعداء بفوز المومياء التي تكره الموتى والأحياء. وطفق يزعق في أوساع المقبرة : أصواتكم أصواتكم ولا حاجة لي برميم...
يكفي أن ترمي صنارة في مرآة..
حتى تتخبط سمكة المخيلة
وتعض كاحلك موجة مهاجرة..
يكفي أن تبني علاقات مع أرواح شريرة..
حتى تتحول أصابعك إلى مخالب..
يكفي أن تسرد حرائق الغابة
حتى تندلع مفاصل الباب
بعواء موجع..
يكفي أن تشغل مصباحك الكلاسيكي..
حتى تفر خفافيش مجلجلة
من معطفك الشتوي..
يكفي أن تهبط إلى قاع...