فتحي مهذب

أنا روبنسون كروزو أغسل غزالة تنام معي في كهف.. أشذب هواجسها بأصابعي.. أحيانا تدخل في مرآتي.. كما لو أنها كائن مسحور.. لذلك أسحبها بحبل مخيلتي.. أرشق ذئبا يحلق فوقها بالحجارة.. تحرك أذنيها وتبتسم.. وفي النهار تجلب لي فواكه لذيذة من أقصى الجزيرة.. أنا روبنسون كروزو تروقني لغة الطير.. أمشي مترنحا...
إحفر في كل مكان تجد عشبة الخلود . لقد سقطت من فم الأفعى المتغطرسة لما طاردها عفريت من الجن. إنها مدفونة في مكان ما من هذا العالم. قد تكون داخل حيطان حجرتك المعتمة أو في صحن البيت. أو في أحد شوارع المدينة المحاذية لطابور الموتى. لا تيأس كما يئس قلقامش . الموت على بعد أمتار من حديقة رأسك. لم يك...
خذ قوسك وسهمك يا جوكي.. خذ حصانك .. كيس الميتافزيق.. طوق جبهتك بريشة الهدهد.. قاتل مثل هندي أحمر لا تصغ إلى أوركسترا الوراء.. لا تصغ إلى طواطم القبيلة.. لا تنظر إلى أسفل الهاوية.. عربة الوقت المعطوبة في المنحدرات.. دببة متهورة في غابة الحواس.. أساقفة ميتون على حافة الروح.. حجر المعابد القديمة...
أسلمتني بريدك تلك الفراشة المصطفقة بكيت طويلا يا أمي لما اكتشفت إيقاع روحك في الكلمات.. صوتك العائم في مياه المخيلة.. قرأت رسالتك جيدا.. واكتشفت أنك في المساء تزورين بيتنا خلسة تشعلين المحبة في وردة المزهرية تضيئين كل الأمكنة المعتمة.. تطردين ذئاب الغياب.. وفي مطلع الفجر تعودين الى بيتك الأبدي...
الضفدع الأسود تحت لساني.. الضفدع الذي يغرد لتهدئة الأشباح.. أعدك أيها الساكن المتحرك .. لن أمدح خيول البابا لأظفر بمأدبة الخلاص.. بزهرة الغفران البلاستيكية.. بفضة الأبدية.. في عشي تلعب أفعى المامبا بحبل المتناقضات.. تمطر النسور .. ترقد الغيمة والنسيان مثل طفليين كفيفين .. أنا الأب الشرعي لذئاب...
(عندما أقرأ لك أخي فتحي تذكّرني بفتحي مهذّب.و أبحث عمّن يشبهه فلا أجد سواك..أسلوب متفرّد و عالم متفرّد ، عالم سرياليّ مكوّناته المتناقضات و لكنّك حين تتأمّله في مفرداته و معانيه و دلالاته يحيلك على واقعنا المعيش الّذي لا يقلّ سرياليّة و عبثيّة عن عالم اللامعقول. في نصّك صراع بين الحسّ و التّجريد...
الإهداء إلى ثوّار انتفاضة التحرير المجيد أشارة : أمام هذا النشاط الثر والمُثقل بالأطروحات الجديدة للناقد العراقي المبدع “علاء حمد” لابُدّ من تقديم التحية له على هذه السلسلة من الكتب والدراسات التي تحمل بصمة نقدية مُميّزة وسمة أسلوبية خاصة ، والأهم هو وفاؤها للابداع العراقي ورموزه التي تعاني...
فتحي مهذب مملكة القردة كان يتمتم في خلوته بنبرة تشي بفجائعية حادة تستولي على حواسه المستنفرة مثل أرانب مذعورة لقد فر الرب داخل قبو اللامعنى. نادما على هذه اللعبة القذرة والمستعصية التي تسمى وجودا.إنها رقعة الشطرنج العبثية التي كان أحد المنهزمين في ممارستها اليومية. إنتحر...
ناداني تمثال باسمي.. كان أبي يطعمه خلسة كلما زار المتحف.. يقلم أظافره.. يرشه بعطور نادرة جدا.. يسمعه مقاطع مذهلة جدا من قصائد صلاح فائق.. لشحذ خياله البرونزي.. أحيانا يمنحه تذكرة سفر ليكسر ايقاع الرتابة ويزور غابات في مادغشقر ويدردش مع قردة الغوريلا ثم يقبل جبهته البرونزية مثل ابن بار .. أحيانا...
- طلقة طلقتان الهواء رسول الى النهوند.. قمر ضحوك يجره الى حافة النهر.. حاملا نسيانه مثل جرة على كتفيه المتلعثمتين ممتشقا سيف السهو ت/ غ/ ا /ز/ل/ه/ /ز/ه/ر/ة/ ا/ل/ه/ا/و/ي/ا/ت/ /ي/ر/ت/م/ي/ /م/ا/ع/ز/ / ا/ل/م/ع/ن/ى/ ف/ي/ ش/ق/و/ق/ا/ل/ه/لا/م/ /و/ت / ط / ف/و/ /ا/ ل/ي/ر/ع/ ا/ت/ / ع/ل/ى/ /ب/ح/ة/...
الشمس مسدس عملاق بيد الرب. رائحة الرصاص تغزو العالم . الصيف في قريتنا مجنون يتعاطى الماريخوانا ويقذف المارة بالحجارة . بيت حقير مزعج يقع في أقصى المدينة أ كان جسد ب مليئا بفهود الشهوة. عيناه تتدحرجان مثل كرتي نار موقدة باتجاه عضوه الذكري متحسسا هذه الكتلة المنتصبة مثل أفعى المامبا التي إكتشفها...
رغم أني أحدثت ضجيجا هائلا في وادي الملوك.. أطلقت عقيرتي نافخا في بوق عنخ توت أمون.. أيقظت مومياوات لتهاجم زيزان هواجسي .. لتعتقل ثيران كوابيسي الجامحة.. سيارة إسعاف ضريرة تدوي في مرتفعات جمجمتي الهشة.. وتطارد محنطين جددا يجلسون على ربوة كتفي في انتظار جنازتي المهيبة.. محاطا بجوقة من السحرة...
إلى الشاعر المرهف فتحي مهذب استمتعت جدا بترجمة هذا النص الجميل مع فائق احترامي (إبراهيم جانكير ) تمثال الأرمل كلما تساقطت الثلوج سارع الارمل إلى جمع قوالب ذات نتوءات وأشكال بدائية ثم يشرع في نحت تمثال على هيأة زوجته الراحلة يتفنن في تشذيب ملامح وجهها كما لو أن روح...
قبل كتابة نص ما.. أوصي زلزالا صديقا بتأجيل زيارته لي.. افراغ حمولته في دير أو حانة تعج بالمنظرين والقساوسة.. قطع ذيل النادل بمقص حلاق ميت.. صنع أراجيح من خيوط المخيلة لعميان مجنحين.. قتل خفاش نهيلستي يحاصرني منذ الولادة.. شاهرا مسدسه الوراثي في وجهي الأعماقي.. قبل كتابة نص ما.. أتحول الى قارب...
ستون سنة وأنا أبحث عن الغابة المسحورة حيث يقيم الله مع قطيع اوز أبيض مدججا بأسلحة رشاشة لتبديد هواجس الأشرار مرفودا بملائكة تحرس ميزان الجاذبية. أبحث عن حاجبه الضرير لإيصال بريد الأرمل.. ستون سنة مضت قلت للنار الشقراء التي تثغو بلكنة ماتعة أنت ربي.. درت حول شعاليلها مثل هندي أحمر مأخوذا بايقاعها...

هذا الملف

نصوص
858
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى