فتحي مهذب

في النوم تئز فراشات العقل الباطن بين شقوق الأظافر.. تتفتح المخيلة مثل زهرة أوركيديا.. لا نحتاج إلى كوكب الشمس.. أو الصلاة في كنيسة النهار.. لا نحتاج إلى ثمار التكنولوجيا.. مثل طائرة تجسس لاكتشاف حركات غرائزنا الدموية.. أو قطار سريع لحمل بريدنا المتجمد إلى حارس السماء السابعة.. أو إلى لمجة...
لم أعد أثق في السماء التي زينت كتفي بالصواعق.. باخرة آخر النهار المكتظة بعظام الموتي.. الكلب الذي يطل من قاع المرآة.. المرأة التي أهدتني تابوتا فخما في آذار.. الطائر الذي يفكر في سرقة بيضة روحي.. القس الذي يتصفح ألبوم الآخرة.. وجهي الذي يتآكل مثل عجلات عربات الأسرى.. الحطاب الذي يقطع خشب ظهري...
كان يمكن أن تكون هدهدا يحاضر في مقبرة مريحة.. ضاربة في القدامة.. تفسر للموتي أحوال الطقس.. وأسرار الخيمياء.. سر زيارات مكرورة في النوم لشاعر المعرة الضرير.. تضع رسائل مسمارية فوق شواهد القبور.. تسرد قصصا عجيبة لهيكل عظمي لا ينام بسهولة.. يتنهد طويلا.. يحلم برحلة في مكوك.. نحو جزيرة حي بن...
ماتوا قبل قليل سقطوا جميعا في الهوة السوداء.. سقط الله من أعلى الجبل بالميكروباص.. لم تبق غير أسنانه الصدئة في جبة المتصوفة.. مات البهلوان في غابة السافانا.. ماتت عصافير الدوري في مفترق شراييني الهشة.. مات أخي مختنقا في مبولة الهامش.. ماتت الوردة في كتاب الأغاني.. مات نوح بحمى التيفويد في عرض...
سأعيش ألف مليون سنة.. سأطارد الموت في غواصة.. أقطعه إلى نصفين بسيف أخيل.. أرمي جثته لوحوش البحر.. ولتلعنه كل السمكات التي فرت من بحيرة صدري.. ثيراني المجنحة.. جيراني النائمون في اليقظة.. ستكون لحيتي مثل ذيل طاووس أتباهى بها أمام صحن طائر إختار أن يجاورني ويقاتل إلى جانبي بأسلحة خارقة.. حين...
بعت عظاما قديمة أقواسا وسهاما فيلة وخيولا لمشائين جدد.. مشنقة لاعدام صوفيين يجلبون الغيوم والكوابيس لسكان قلعة مهجورة .. حيث يتطوح شجر جائع ومضطهد حول بوابتها القديمة ... بعت عصا بيضاء لطائر لقلق .. خدعته منجمة في جزيرة يتناسل فيها ببغاوات وهنود حمر ... ***** بعت تمثالا يعوي في العتمات...
نص منتصف الليل شعر : فتحي مهذب ضوء الهاوية بعد انجاز العالم.. نسي مفاتيحه في رأسي.. نسي دراجته الأثيرة في كتب الخيمياء.. ينابيع ضحكته في المرتفعات.. وعولا غزيرة في العبارة .. جبالا تتحرك ببطء فاردا ملابسه على حبال قوس قزح.. قارعا نواقيس الدم في العتمات.. وكسا جلد العالم بحتميات بائسة.. بعد...
حزين كالكون جميل كالإنتحار. (إيزيدور دوكاس) يا طريدة الشوارع الرجيمة.. يا شرنقة العالم السفلي.. قاتلة الزنوج في الإصطبل.. جالبة الطاعون والقمل والبلهارسيا.. راعية الأرواح الشريرة .. السحلية التي إفترست مخلية الفارس في العتمة.. الراعفة بالسم مثل نهار مليء برماد اللاجدوى .. بضحكة...
أمي ماتت اليوم أو ليلة أمس .. لا أدري بالتحديد.. الطوفان يهشم مثانتي.. القحبة ( ماري )إختلست جسدي مثل أنية ملأى بأزهار الجنائز .. قصفت أصابعي بنهدين ينبحان طوال الليل.. نمت مثل جرو بائس فوق مؤخرتها.. أظافري مغروزة في جرحها الدافىء.. كتاب الموتى يتدلى من رف مخيلتي.. لا أدري هل ماتت أمي الليلة...
نادتني صخرة فابتسم حصاني.. واقتفت أثري شجرة تحاول الانتحار في مكان هادئ داخل صدري.. أسفا لم تتمكن من ذلك.. كان حصاني سريعا جدا.. يطارد حطابين كثرا في غابة هامشية .. نظرت ورائي.. هاهي تلاحقني على دراجة من قش . Nasser-Edine Boucheqif Cher poète. Je ne sais quoi dire chaque fois qu'on m'offre de...
شكرا أيتها الآلهة.. على ثعبان اللاوعي الذي رميته في قارب الجسد.. على هذه السمكة الخطيرة.. السمكة المسحورة.. ذات الغلاصم الهلامية.. التي تسمى روحا.. التي تنام تحت جناحك الفضي في الليل.. تنصت لايقاع مياهك الكريستالية.. تهبط مسرعة مثل نيزك عند الساعات الأولى من قيامة الجسد.. أيتها الآلهة.. على سكة...
يا سلحفاة الفرح اليومي أسرعي قليلا . لا تجربي الدخول الى حديقة رأسي.. سيقتلك رماد الذكريات .. لا تجربي عبور كنيسة قلبي. والاصغاء الى نواقيسي الحزينة.. ثمة موتى يرشقون العالم بالحجارة. إذهبي الى جيراني العميان.. إنهم يحصدون سنابل الحظ في العتمة بمناجل صدئة.. في انتظار المعجزة.. يا سلحفاة الفرح...
أنت مهاجر قديم.. صانع طواقم أسنان لهياكل عظمية.. تقيس الفراغ بريشة طائر الوقواق.. تربي دببة في مغارة رأسك.. لماذا اختلسوا مصباحك السحري في ميناء?.. لماذا أخفوا مفاتيحك في مركب مزدحما بالفلاسفة والمجانين?.. لماذا باعوا حقائبك المليئة بالخرائط الى فلكي ضرير?.. أنت سباح ماهر في أعماق الأبدية.. لم...
أعترف أيها الرب.. لك وحدك دون وساطة قس .. أو الفناء المطلق في أيقونة العذراء.. بأسرار دمويتي منذ خروجي من بيضة العدم.. مرفودا بزعيق قردة الغوريلا.. بعيون تاجر ممنوعات خطير.. وابتسامة ماكرة تشبه إبتسامة شجرة اللوز في آذار.. وجناحي نسر ملكي.. أعترف بقتلي الأرنب المذعور الذي فر من عمودي الفقري...
العتمة إمرأة ضريرة.. أشكر أسد اللاوعي على زئيره المنزلي .. أشكر أزيز فراشة النوستالجيا .. في نصوصك المذعورة.. سردك الفلسفي الذي يشبه عيون أفعى المامبا.. أشكر المصابيح التي تذرف الدموع والبركات.. أشكر نهديك الساهرين تحت أغصان يدي.. أشكر قطار العاشرة مساء إذ يتسلق شجرة عمودي الفقري مثل قرد...

هذا الملف

نصوص
814
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى