محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز)

صديقي لنا الملح ، ولك الماء المُغربل أتخيل أن كل يد افلتت فقيد ، تهمس بكل ما للاصابع من نداء سري تقول لنا الملح ، " ولك الماء المنقح من الرمل ، والعطش البربري للكؤوس " اتخيل أن امام كل خيمة عداء ، تسيل رغوة الملح ، غير مرئية لكنك تشعر بلسعتها في وجوه الاصدقاء النعش ثقيل " ربما مات وفي يده جبل...
في قديمِ الجراح قبل ال " ما قبل " ببضع لوحات ، وألواح امتطاء الريح وبضع أصداف تصطك من برد الشتاء كنت أحشو مفاتن الضفة بالعشاق الثمالة حتى تمتلىء و يسيل عشاقها على حافةِ السفن كنت أمحو الروج عن شفاه العصافير قبل أن يمحو نعاسهم ويغتسلوا لصلاة الترحال كنت أحصد ثمار التين ، من نعوش الأصدقاء ثم...
كانوا يحفظون عناوين القبور يخشون من غُرف الايجار التوابيت المُزلة ، لرحلة الصاعد الى ملكوته في يديه اسماء البلاد تسعة وتسعون في وجهه صلت حشود الذكريات فوضى العراك حول الرصاصة عبدالعظيم ، قد افرغ الجند الهناك من بطشهم ورصاصهم عباس كان على الطريقِ يجمع الازهار ليصنع للبنيات الصغار بعض الاساور كشة...
وكأنه وحيُ يُناديه ارتجل يا فارس الشهوات والاحلام والارض الخلاص ارتجل حُلماً يناسب اتكاءك في المنام اصعد حصانك ، انتعل قفازة الكلمات لتلتقط القصيدةِ دافئة احمل طريقك فوق كتفك كي لا يهشمه الجنود العاطلون عن الشرف اجمع طيورك في قناني الليل ، وغن احتراقك بالدمِ الازرق ومُت مُبتسم الوقوف مثل نبيِ...
نبح كلب وركض خلف قصيدة سرقت عطر فتاة ما واختبأت في زقاق على ورق لين الثرثرة زقاق سيء الاتساع يتوسط سطرين خجولين ونام شاعر على ظله حتى انكسرت اضلاع الظل الهشة و سيئة الإتكاءة ونامت قرية على نهر يابس الظهر فقذفها بلعاب مُتصنع اللهجة وخدشت فراشة نهد المساء حتى تدفق الربيع في كأس الزهرة وبكت حديقة...
الى صديق له مذاق الصمت المُربك منتصف الضجيج ، له جرح الابجدية حين نتحرش بها لتكتب فاذا بها تنزف دماً ازرق نسكبه على عانة الاوراق احتمالا لقصيدة ما كتب صديقي الشاعر زروقا في مقطع ما " ايها الراكبون قصائدنا لارضاء حبيباتكم " وانا اُضيف لارضاء انفسكم لارضاء اصدقائكم لارضاء شوارع اشتكت...
فلنتفق على شيء في وضح المساء نُطفئ العتمة ، لنرى بعضنا فلنتفق كل ما كان بيننا احلام فائته علقت في التأخر عن النوم فلنتفق على شيء الازرق لم يكن لوننا علق مُصادفة حين قبلنا بعضنا ، في باحة سماء عطش خريفها فلنتفق أن لا شيء كان ان حقيقتنا الوحيدة اننا عندما نحلم ، نكون ودون ذلك نحن...
لنا جرح الوردة في الربيع المنزوي خلف موسم او موسمين لنا الساعات الطويلة من الوقوف امام درج البيت ، نتحسس خُطانا اين ارجلنا لنذهب نحو أين ؟ لنا المشانق امام مكاتب التعيين ، في اختبارات النبوة ربما لم نبلغ الجرح المُناسب للرسالة ربما كان العدم يكمن في حوجتنا المُلحة في أن نجد شيئاً...
غريبُ انا عني وجهي تضاريس لذاكرة اُنثى الضباب ويداي ارض ارهقتها صعوية التشبث بأيادي الاخرين لي خمس اظافر لا تزال تحمل بقايا لحمي حينما جوعت ذات ليلة أكلت مني يداً وكِليةً وبعض الذكريات لي فم لا يزال يلعق اللون البنفسج في الهواء يُغربل الاشعار لعله يجد بقايا اِمرأة منحتني منها حلمةً...
لماذا لم تُحاورني الحقيقة بكل ما تملك من الحيوات بالامسِ شاغلني الحنين اليكِ ثم تلا قصائده المبللة بالندى وبقايا انفاسٍ شحيحة وحضرتي من جبن الاحاسيس الخسيسة و المبعثرة في المدى المطلوق كما شاءت حواف الغيب ارهقني الظلام المُستند على خلوة الذات الجريحة الم يكن لي والدُ ليُعيد انجابي...
تقف وحدها تتكئ على ظلها تنفث سجائرها فيتصاعد مطر وشيء من الحُلم البعيد تحمل كتابها وكأنها تحمل جنيناً غض البشرة والحُلم البنفسجي والوعي الناقص في اوج جماله تنفث سجائرها كأنها تغربل الرئة ، من امواس خدشت ذاكرة تلك الليالي الدافئة كأنها قاب قيامة من الحساب قاب خطوة من السقوط في هاوية...
الشعراء اه الشعراء عظمة تُزعج العشاء الليلي عتبة اضخم من الباب قُفل ابتلع مفتاحه للابد. اه الشعراء مزاح الالهة فيما بينهم من سيخلق ، الطُرفة الاكثر ابكاء حقائب انهكها انتظار القطار ، واليد المُرتبكة التي تطرق عليها باصابع ما زالت لزوجة الانفلات الاخير تسيلُ مخاوف صفراء الشعراء الذين لم...
ما عُدنا قادرين على كنس الاحاديث اكثر رب استعارة مسمومة تُصيبنا بالنص فنتقيّ جراحنا علناً رب اُغنيةٍ تُصيبنا بالحب فننموا مرةُ اخُرى كاحلام الصغار بالغد رب شارع يقودنا خلف المرايا ، لنُجالس انفسنا كأصدقاء ونكتشف كم نحن نشبه بعضنا ، خلف المرايا كم نحن " نحن " رغم شبح الاختلاف لن يغفر...
نختلق من رماد الحديقة التي احرقتها الفراشات للتدفئة حفلة الانتهاء او قُفلا للنعش وسافترض في الوجوه أنها لم تكن ترتدي اي وجه وأنها خالية وباردة مثل حظ المُبتدئ ومثلما اعتدت أن اقرأ الاحتمالات في سقوطِ عن الليل لا في قطع النرد ساقرأ في خشونةِ الليل ، وفي صرير انفتاح العدم نحو زخم...
يُريدونني أن اقول ان شيء ما قد استحق الندم لكنني لا افعل بل اواصل احتفائي الطويل بالسراب يُريدونني أن اقف في صفوف الحياة ، اتبادل النكات الحامضة وان اعلق على شال فتاتي الجديد واقراص الاُذن و آلام دورتها الشهرية لكنني لا افعل اعانقها ، واتخيلها حجراً من رخام يطلي اللحظات بالصمت...

هذا الملف

نصوص
641
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى