محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - أتمني لو أنني أصعد الهواء

اتمني لو أنني
اصعد الهواء
لا على طائرة، لا على بساط المُخيلة الساخرة
لا على جناحي طائر
استأجره للتنزه
لا على كأس منفلت الاخلاق
لا على جسد امرأة بلغت ذروتها فامست فضاء
امد رجلي فحسب
هكذا
مثل العصيان
اتمنى لو أنني افهم
كيف تدير الحياة الحياة
اقلها
كنت استوطنت ضفة جانبية لليل
او كنت
عرفت
كيف أكل النزف
والخوف
والجثث الطيبة
ليتني
لا انفضح لانعكاسي
حينما ابكي جواري مساءً
ليتني لا ارتدي شيئاً
سوى جسدي فحسب
وكل هذه المُدن، كل هذا الندم غير المالح، كل هذه الخطايا الفخورة
وكل هؤلاء النساء
اللواتي سلبنني الفراش
وتركن لي
الملاءآت غير المرتبة للاحلام الخفيفة
كل هذا العبث
ابصقه، ككلمات تلفت
من سوء تخزينها في الفم
ليتني كنت
اسئلة
تنتهي حين يصفق المدرس
على سوء الاجابة
ليتني كنت
شوقاً خفيا
في صدر اُنثى تُراقب شهوتها من وراء الزجاج الذي يفصلها عنها
وكأنها
تخشى
أن تنفضح فيها
السخونة اللاسعة في فضاء النافذة
ليتني
كنت شبحاً
لاُسافر دون تذكرة او تأشيرة
عدم
ليتني
كنتُ ناضجا بما يكفي
لكي لا اندهش، من حفيف المطر، من الحناء في اصابع الجارة
من بركة الموت في اكمام الجنود
من القبور التي تزحف كما يزحف الطفح الشتوي على مرضى الحنين
وليتني لا احقد
على كل ليل، ياتي نظيفاً ويلطخني بالغياب
ويمضي نظيفاً
الى فجره
ليتني لا ابيع الكناية
لسوء ظن الحضور
ولا اعتصر الحزن كأساً لعطشى الكلمات المهترئة
ليتني
وطنا، لاعرف اي لذة في مضغ لحم صغار البيوت الثانوية الابواب
ليتني
لكنني لست الا هذا الجسد
ذو الايدي الاثنتين
ذو الارجل الاثنتين
وذو الاحذية غير المنتهية في الوجه والذاكرة
لكنني لست الا ورطة المتحدث بلسان النافذة المشرعة نحو عانة الحرب
لكنني لستُ سوى خيانة الزهرة
للنضوج
وانتصارها للطفولة الابدية للذبول
لكنني لست الا انسداد فوهة
الضحك
على المصاب بالنكته
لكنني لست الا فستانها الزهري
بازراره العنيدة
كتلعثم الغرقى
لكنني لست الا الكتاب المخفي في حقيبتها
كحزام ناسف
يحدث أن يطيح، بثبات من يجاورها الطاولة
في مقهى
هادئ
الاطباق، والمقاعد
وفتيات الذاكرة الثانوية للكأس
لكنني لست الا الوداع الاخير
لنعش
الربيع
محمولاً على كتف وردة احنت رأسها للشتاء
لكنني لست الا شظايا غُربات، تحضر مواساتها الدافئة
في المساء
سكيناً من غصن زيتون
او صدر اُنثى فارغة الشهوات
لكنني لست الا الخيال الاباحي للمخدات ليلاً
واعتذار الصباح
على
النزف المهذب، من عورة الطُرق الطافحة في سطوح النعاس

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى