سنعود من خلف الميادين
نمتطي شجر الشوارع
والغبار
نعلو على الفوضى
لتنضبط المدينة خلفنا
نجمع رفات الاصدقاء
لنبني ذاكرة الهتافات ، النضالات البسالات
سنهبك من دمنا طريقاً
نحو
حُلم الاصدقاء في قبورهم
سنحمل النعش المعلق في المدافع
لنفقئ
عين من رسم القبور على وجوه الصبية
واحلام الكراريس
بالكتابات...
من سلب الدمع ملحه
فشوه طاولة القصيدة ؟
من شق رئة الناي لينزف هكذا ، ويلفظ ألحانه الختامية
على كتف المُغني ؟
من طرز من الماء
كأساً لصلاة الغياب او صلاة النسيان
الجرح
خائر اللغة
والقصيدة تُحاول أن تلج الحقيقة
عبر فوهة الانتظار
والمساء اصابع اُنثى نسيت كيف تصنع ليلها
وكيف تجمع نهودها
في الصباح
من...
كامناً بكاملي على شرفة ورقية
رسمها نبي ما
احشو غليوني بالانتظار
احشر اصابعي
في تجويف الذاكرة
الهو مع الوقت بشظايا الاخرين المبعثرة
هنا وهناك
الف خيوط الذاكرة على اصابعي
اسحبها
اشكلها
اُعيدها
وهكذا حتى تتحطم الوجوه
وتسقط في هاوية التذمر
في الانتظار
ارسم سماء ، ثم احطم خصيتها
لكي لا تنجب
مزيداً من...
اُلقي تعويذتي للبحر
لكي اُكبل
طفولته
شغب اصدافه البحرية
جلبابه الصيفي
خريفه ، وهيجان القمر منتصف الرغبة
اُلقي التعويذة
لكي
اصيبه بالنسيان
وببعض الزبد بريء النوايا والسيلان
اثقب المساء في " حبيبتي "
لكي لا يتكئ في ظلها الاخضر
حين تعبرني إليها
وحين تفك زر صباحها وتستحم في الندى الطلق
وحين تخلع...
جماهير قلبيّ الأبي
او سلطة قلبيّ الأبي
او لكِ مُتسع من الاسماء / من الفضاءآت / من الاحرف التي لم تجد دلالة تشبع نهمها للمعنى
فاكتفت
بمساحة من الاحرف الفارغة
١/
حين كنت اجلس على الضباب ، مُشرد
عاري
اُنقب عن حليب الامهات في القُمامة
اقتل الفراشات ، اسرق اجنحتها ، لأحيك قميصاً وسروالاً
يستر اعضائي...
سأبقى هنا
عند منعطف الزهرة اللولبية
في شارعٍ
يطلُ على محكمةِ الريح وزنزانةٍ للصدى
اضع رجلي على راحةِ العُزلة
اُدخن اصابع من الشمعِ
لاحترق
واُضيء المجهول
لعلي ارى اثراً خفيفا
لفراش مضى في الهواء
ونسيّ
بضع احذية ، او مناديل ، او عطراً مُشبعاً بالحنين القديم
اعض الفراغ
لاملأ
قنينات الحُلم بالنسيان...
ما عدت اجلس في المساء
إيمم الوقت
بالصلواتِ واللغة الخراب
وما عدت اجلس في النوافذ
اصطاد الهواء
انزع البحر عن الاصيص وازرعه
خارج المنزل
لارى ظله يبتل برائحة الفصول العابرة
والاغنيات
تقتال السجائر
ثم تطحن ما نسميه مزاج
وانا وحدي
مستلقياً
بين الخُرافة والحقيقة
واسألني
امازلت احلمُ بان...
تقول حمامة
تٌحلق فوق ارصفة المدينة
لا تلعق حذاء العابرين عبرك
توقف
عن حلب نهديّ المساء
وقف
مثل رآيات المُحاربين القُدامى
بارز الريح
بالشتاء المستفذ
ابني جدارك
ثم حطمه
ليجد ابناء العجوز الكنز " معطف من بخار "
انزع سرابك
من صحاري الموت
واعتصر
الغياب
واشرب جراحك يا " أنا "
واثمل فيني
ثم عد نحوي...
ساُخبر البحر ، بكل شيء
بصمت اغنيات الحب ، في ليلة الميلاد
بعاصفةٍ قديمة
دهست صفحة التاريخ فانفعل الغبار
واختلق الطوفان
ساُحدثه عن رياح تبللت اجنحتها
حتى تهاوت
مثل اوراق يابسة
تسابق في ظلال البرد والفصل الخراب
ساُحدثه عن نوارس تتلقف من الشمس شرائح صغيرة من الضوء
لعلها تصبو اسماكاً
او قمحاً
او...
من سيكتب
بالإنابة عنا
حين تتسخ الأيادي ، بضيق المفردات ، بوحل الغياب
بلعاب الاحلام الشريرة
بألسِنة الكلمات المحرمة
بشرائح صغيرة من الشتاء الجاف ، بأعشاش للافاعي ، بكل الأشياء التي تُرهق ذاكرة الليل والأوراق
من سيمدنا بمٌخيمات مُضادة للوقت
حين ننزح بعيداً عن أنفسنا
و حين نحفر بأظافرنا سراديب...
ساُغلق الدفتر
وأرتشف اخر زجاجة
وأنام
فربما لا يأتي غد
وربما
في النوم اصطدم ، بسحابة مُفرطة في البكاءِ
واغرق
في احتمالات المطر
وربما
ساجدني في ركنٍ ما ، في لاوعي الذاكرة
ساجدني
جميلاً
نقياً
صافياً
مثل الصلاة
اجدني وحيداً ، خاوياً مني
اُعلم الاطفال اناشيد العصافير
اقايض جواربي
بخطوات لم تكتمل...
لست مُطالباً
أن تحفر باُظفرك الصغير ثقباً
لتدخل
في الحقيقة
فما الحقيقة ، في حقيقتها ؟
دعك منهم
ماذا هناك خلف الجدار
لتحاول أن تلج المدينة بكل ما تملك
ايها المصلوب
في موعد طال حد الموت
وحد " اللا حدود "
ايها الجالس لوحدك عارياً
تُغازلك الطبيعة بالعصافير
ايها المحنط مثل ألهة الاغريق
تسخر من...
نحن المشاة
ونحن الحصى الذي يصدر نداء استغاثة
نحن الرمال التي تلتصق بارجل النساء الخارجات من النهر لتوهن
مبللات الشعر
والعانة
والمُضاجعات المحتملة
كشعب المايا
نرى انفسنا في الآخر
نرى الآخر نحن
هكذا ضعنا بين الوجوه الكثيرة ، المفضوحة النوايا
وذات الاقنعة
كمرض جلدي
نزحف على بشرتنا
يختلط الداخل...
حين عبرت بالبقالة
لأشتري " اباً " ، كنت ابحث عن رجل ذو شارب
ويد قوية
تسحبني لأقطع الطريق السريع
يد تحملني
حين انام ، على الكنبة
حالماً بكوكب " زمردة "
وعالم هزيم الرعد
لكنني حين كبرت عرفت انني كنت بحاجة
لابي الذي يحتمل
رائحة الثمالة في فمي ، و فوضى غُرفتي ، وعشقي لارداف النساء
وحين ساومت سمسارا...
حين ركض الشتاء
عارياً في وجه الليل
إنتعلت
الزهور النامية فوق نهديها
استيقظ الربيع الاول وخلع حمالة زهوره
و حين حاصرتني النجوم الشريرة من كل جانب
جلست على الليل
لتبعد
فتياته من الركض منتصف الذاكرة والحنين اللزج
جلست تُدثرني
بقصائد لرامبو واودنيس
كأن الحروف
حين تعبر بشفتيها تستوي معطفاً او...