لم اكن اُحاول
فهم الطريقة الصحيحة
لغربلة الضوء
من ظلال الظهيرة
لم اكن اطفو ، او اغرق
او انساب كاُغنية لطيفة في اُذن فتاة
خارجة من جسد الحبيب لتوها
لم اكن مُنشغلاً
بفتح صنبور الشهوة ، لتتدفق على ارضية اللحظة
وتبلل
وسادتي بالذاكرة
بل كُنت فحسب ، اُجرد نفسي منها ببطء
او اُحاول حقن الجسد...
ليس شيئا ذو معنى
أن تكون انساناً ، او قرداً
او خُنفساء
في النهاية
مثل كل الدود على الارض ستلتهم ما استطعت من الوقت
ثم تنفق
لتأكلك دودات اُخرى لتكسب منك بعض الوقت
ليس مهماً
إن كبرت بما يكفي لتشتهي
لتنتصب رجلاً
لتنحني ، مُصاباً بالحرب
او مُصاباً بالركل
او مُصاباً بنفاد العظام
ليس...
هل تؤمن بالالهات؟ تقول النافذة المتفلسفة
هل تؤمن بالالهات القديمة
بألهة البِشرة
تلك التي تخضب يديها بالقهوة
فتصبح صلاة
الجائعين للامسيات الشهية
بالهة الزرع
تلك التي حين تحيض
تُعاني مُدن الحنطة من زحام مروري كثيف
ألهة الشهوة
تلك التي تجعل للسرير
اصابع ، ووسادة متكلمة
ونافذة بها ارجل...
هل مُشرد " انا "
هل انا اعني شيئاً ولو شيئا صغيراً
أكثر من انا
غير هذا المُشرد في سفوح المنافي المتفسخة
لا بيت لي " وُلدت من النافذة "
وامتهنت الفضاء
مبعثر في حدائق الكون من زهرة النرجس حتى الليمونةٍ البائسة
في منزلٍ بدوي
منزوي عن مضض في ما اسميتها
البلاد اللئيمة
ومسافرُ دائماً
غُرفي...
الى الداعرة " كورثا "
ربما العابرون بمنحدرات رائحتك المُشبعة بالزنوجة
اكثر من العابرين
بذاكرة الحرب
لكنكِ الناجية الاكثر عفافاً ربما
لأنك
لا تزالين تملكين الجرح والقصيدة
واللغة الجسد
كم انتِ متعبة
من اسفار المسيح وحجه الموسمي
ايتها المجدلية
المزدانة بالاحلام السعيدة
تدخرين كل تلك...
ادركوا انهم خاويين
وادركوا الركعة الاولى لجنازة السيدة
الشجرة
تلك التي فتحت ساعديها واوراقها للشتاء
وخانها في نهاية الصيف
ادركوا كل شيء
حين اشار الليل باصبعه نحو البحر
فعطشت
غابة الكلمات
في جوف شاعرٍ مُنتحر
هل يموت الشاعر ؟
مثله مثل كل الاماني الصغيرة ، الغُرف الهلعة من اصطدام النوافذ بالجدران ،...
النجمة التي طلقت استواء السماء
وجلست
تُرتب زينتها
ككل النساء الشهيات
كانت على موعدٍ ساذج
قُرب شاطئ من رخام ، وبحر من انين اُنثى
ايقظتها النوافذ
المزدحمة بالوافد الوحيد
الواحد اللانهائي العدد
اطلقوا صراح الصباحات من الاحذية
دعوا الاشجار
ترتب ظلالها كما يليق باُنثى قادمة من عناق
اطلقوا...
لن اُعبد
ولكني سأقتل
جمهرة الانبياء
هكذا
صرخ فيلسوفُ عابر
لن اُعبد
ولكني ساقنعُ ذلك الكاهن
بان فراشة تتنزه
امام الشرفة اعظم
ما اختلقه الرب
وسوف يمضي خفيفاً مثل كل العاشقين الحالمين
هكذا خدع شاعر
كاهنُ
لن اُُعبد
ولكني سانزل
كل من قد علقته الوردة في صدر الحبيبة على الصليب
كي
يكون سفر البدايات...
في التعريف البسيط للموت عندي : إن تكف عن الحديث والصمت في آن واحد
هكذا ورطتني الاجوبة في لغة محايدة / مُجالدة للمعقولية
وهكذا سحبتني
ألسنة الاحاديث التي لا تتنطق لا تصمت ولكنها تُزلزلني
تحاور السكينة القلقة
وتسقطني في سوء فهم مع الحنين الجائع
ارتبك
اختبئ في تجويف الذاكرة
في الجانب المظلم...
لم يكتبوا الكثير
لأنهم ، كانوا يؤجلون احزانهم الى الغد
وهكذا عاشوا مئة عام
مئة عام ، واوراقهم فارغة
مئة عام
يراكمون الاحزان ، مئة عام لم يكتبوا سوى الوصية الاخيرة
" لا تأجلوا البكاء ، فالاملاح تُسبب مرض الانتظار "
لم يغنوا كثيراً
ذلك أن عرس الملك ظل يؤجل دائماً
احياناً لأن الخياط ، بالغ...
لا شيء ذو معنى
فدق عنق الكمان الممتد مثل الحقيقة
ومثل غناء الرب
للبطون الخاوية سوى من الحُلم بالنوم
لا شيء ذو معنى
فقايض جسدك المتزمت ، بقطعة عنب
او زجاجة نبيذ رديئة
او حَكايا مستقيمة الخاتمة
لا شيء ذو معنى
انهض منك ، ودور حول نفسك
وخاطب ظلال الظهيرة
اسألها إن تفقد احدهم،
موسم الجرح الجماعي...
ما زلت تراني يا ابي صغيراً
صبياً تغرق اصابعه في باطن كفك ، لتُقاطع به حوار الطريق
تهمس في اُذنه
هُسسس
سأشتري لك فماً ضاحكاً إن صمت
ابي لقد بلغت
ابي لقد رأيت عضوي يخرج عن ارادتي نحو إرادة اجساد لا املكها
ابي لقد رأيت الليل
يعبث باظافري
بنافذة النعاس
بفوط الحنين الطرفية
بمكنسة الوقت في المنبه
ابي...
لماذا انا ؟
هكذا صرخت
حين عُلقت في مجزرة المساء
معروضاً
لشتى الزبائن
للفصول التي تأتي ببدلها المُختلفة
بعضها ناعمة كمساءآت الحب
وبعضها شرسة كقطط في مزاج معكر
بعضها قلق مثل الغياب غير المبرر
وانا معلق في عارضة الجزارة
يتحسسني المشترون
كما يتحسس هواة جمع الدمى البشرية في عصر ما
عضلات العبيد...
أنا الضباب
اجمعي يديكِ لتقطفيني
من أيادي الغيب
إن استطعت
أنا الهواء السام
أسير على حواف الحالمين بالبحر
أسممهم
برائحة الأعشاب البحرية
كي يكفوا
عن انتظار
الحب
حين يأتي
من مُخيلة الضفاف
أنا السخام العالق
في جفن الحبيبة ليلاً
أوقظها
في منتصف البكاء لأستعرض أمام نوافذ النسيان
صوراً جريحة
عن الحبيب...
اذا غابت عن الموعد
لا تُسيء الظن بها ، وتفترض الأسواء
لا تقل لقد خذلتني
أحسن الظن في القدر
وافترض انها ماتت
دهستها نجمة تُسابق الضوء
قبل ان يكشف جسدها للسحاب
مفضوح الزُرقة
والغيوم الحُبلى بالبحر والطمي والاسماك الثلجية
اذا سرت على الطريق ولم تصل
لا تفترض أن الخطأ كان في خطواتك الهشة
قد يكون...