فوز حمزة

ظننت وأنا في عمر الرابعة والسبعين أنني سأكف عن طرح الأسئلة في الحياة .. فبريق ما يحيطني قد خفت والدهشة رحلت مع سنين عمري الماضية .. لكن ثمة صوت جعلني ألتفت لأرى الأشياء بنظرة جديدة ٠٠ إشعار عبر الماسنجر وردني بعد الثانية فجراً ٠٠ رسالته كانت طويلة .. فيها كلمات لم تمر عليّ من قبل رغم أنني...
أرجوكِ .. لا تُمزقي الرسالةَ قبلَ قراءتها .. لقدْ أخذتْ مني وقتاً طويلاً في التفكيرِ وأستنفدتْ مشاعراً عميقة لكي أكتبها لكِ بهذا الشكلِ .. والأهمُ جعلتني استحضرُ كلَ شجاعتي لأقفَ أمامكِ هذا الموقف .. عادة ما يكونُ الإعتذارُ في النهاية .. لكننّي سَأبدأ بهِ لأننّي المسؤولةُ عما حَصلَ لكِ بعدَ ذلك...
هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها إلى هذا المطعم.. لقد سمع عن وجباته اللذيذة والأهم خدمته التي أشاد بها كل من ارتاده من أصدقائه ومعارفه .. فعزم خوض التجربة بناءاً على أرائهم وأعتماداً على ثقته بهم.. ولكنه الآن وجد ميزة جديدة فيه جعلته يتأكد في إنه لن يندم على أختياره .. اللوحات...
استفاقَ من نومهِ بعدَ أنْ رأى آيّة في الحلم .. علامة جعلتهُ يَستقيظُ مذعوراً من نومهِ .. تأملَ بصمتِ الأشياء من حولهِ بينما القلقُ دفعهُ لفتحِ النافذة الصغيرة التي تطلُ على الغابة الواسعة التي طالما سحرتهُ وحملتهُ بعيداً عن عالمهِ الذي لم يفعلْ شيئاً سوى إغراقه في مزيدٍ من المتاعب والضغوط التي...
أنهُ هرُ زوجتي .. لا تسألوني عنْ اسمهِ الغريب .. فقد تزوجتها مع بيرانديللو ولم يخطرَ على بالي لمرة واحدة سؤالها عن اسمه .. ربما لأنني لم أعرهُ أهتماماً في البداية .. لكنْ فيما بعد عرفتُ إن والد خطيبتي أستاذ المسرح هو مَنْ أختار هذا الأسم وهو مَنْ قدمهُ لها هدية في ذكرى ميلادها .. في الحقيقة...
وأخيراً .. لوحتْ لي منْ نافذةِ غرفتها .. الأملُ الذي أزهرَ في قلبي الآن جعلني ألوحُ ليس فقطْ بيدي بلْ بِجسدي كلهُ .. قفزتُ في الهواءِ عدة قفزات .. ألتفتُ يميناً ويساراً .. شمالاً وجنوباً .. نظرتُ إلى السماء وتحتَ الأرضِ خشية أنْ يراني أحدُ من الجيران أو المارة .. كنتُ فرحاً وقلقاً في ذاتِ...

هذا الملف

نصوص
126
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى