فوز حمزة

على مقربة من نهر مدينتي الذي أعشق السير حافيًا على ضفافه ساعة المغيب .. وبينما أنا منشغل بصوت جريان مياهه .. تعثرت بشيء .. كانت جثة طائر السامون .. توقفت وكأنها المرة الأولى التي أشاهد فيها طائر مقتول .. ليس منظره وهو ميت من أثارني .. بل تلك النظرة في عينيه والتي بثت الحزن في قلبي...
سأبدأ الموضوع بسؤال قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين .. هل الأدب بخير ؟؟ ومن رحم هذا السؤال يلد لنا سؤالًا آخر أكثر أهمية .. من هو الذي يملك حق الإجابة ؟؟ إذن لابد من التوقف طويلًا عند سؤال يطرحه الموقف .. من له الحق في تقييم أية تجربة أدبية لأي كاتب ؟؟ هل هو القارئ العادي الذي يُخضع النص دون أن...
لم تكن المعركة سهلة بينهم ولن تكون ..فكل واحد منهم قد تسلح بحسب ما يمليه عليه منصبه واستعد لخوضها وهو متيقن أنه في النهاية سيكون النصر حليفه والسؤدد رفيقه .. فهو فقط من يملك الحق وهو فقط من يستحق الفوز .. تحدث أولهم كمحاولة منه لبث الرعب وزرع الخوف في صفوف أعدائه كواحدة من خططه المنهجية في...
بعد قرابة العام على انفصالي .. وصلتني رسالة عبر الواتس آب من ذلك الرجل الذي كان يومًا ما زوجًا لي وأبًا لأطفالي يدعوني لطي صفحة الماضي والعودة إليه ثانية للبدء من جديد .. وضعت يدي على خدي بعد أن اعيتني الحيلة في معرفة المصدر الذي يزوده برقم هاتفي كلما استبدلته. أغمضت عيناي وتنهدت بقوة وكأن...
هل لكَ أن تراقصني تحتَ المطر .. فتغرقُ الكلمات .. وبقبلةٍ .. تحبسُ في عينيّ .. نجمةٌ متمردة .. هاربةٌ من ليلها .. تخشى السّهر .. حلمي أن تنامَ يديّ بين يديكَ .. أن تروي لي أسراركَ .. قصصَ عشّقكَ .. عن امرأةٍ قابلتها صدفةً .. أودعتها أسراركَ .. حُلمي أن نموتَ كْلَ ليلة عِشّقًا.. أن تهمس باسمي...
هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها إلى هذا المطعم لقد سمع عن وجباته اللذيذة والأهم خدمته التي أشاد بها كل من ارتاده من أصدقائه ومعارفه .. فعزم خوض التجربة بناءً على أرائهم وأعتمادًا على ثقته بهم ولكنه الآن وجد ميزة جديدة فيه جعلته يتأكد في إنه لن يندم على اختياره .. اللوحات المعلقة على...
لم يكن قد مضى على وجودي في بلغاريا سوى أربعة شهور حين قررت التسوق وحدي .. فالآن بمقدوري فعل ذلك بعد أن تعلمت من الكلمات ما يمكنني من ذلك .. والحياة تحتاج المجازفة .. هذه هي المقولة التي كنت أغري نفسي بها قبل كل عمل جديد أروم القيام به .. فأجد نفسي تنساق ورائي كطفلة لا تجد سوى التمسك بيد أمها...
الأربعاء العاشرة صباحاً فصلُ الشتاء بلهفةٍ أزحتُ ستائرَ نافذتي الحديقةُ البيضاء وأغصانُ الأشجار المرتجفة وهي تحملُ أكوام الثلج وذلك الصوت الذي يبعثُ في نفسي الوحشة جعلني أشعرُ باليأس من رؤيته اليوم لكنْ نباح كلبهُ جعلَ الأمل يدب فيّ كم يبدو أنيقًا وسيمًا بمعطفهِ الأسود ذي الأزرار البراقة...
أدار عنقه صوب باب الغرفة حين سمع صريره .. دخلت في هدوء مرتدية روب الحمام الأبيض ٠٠ رائحةُ الصابون المنبعثة منها أحييت فيه إحساساً رائعاً و أخذته إلى الأوقات التي كانا يستحمان فيها معاً .. تعبئت رئتيه من الرائحة بينما راح يراقب خصلات شعرها المبللة وهي تقطر فوق أكتافها .. مر بخياله مشهد تلك...
هل تريد أن أخبرك بما ستفعله حين تنتهي من قراءة السطر الأول ؟!.. حسناً .. سيدفعك الفضول لقراءة السطر الثاني فتبتسمً وتهز رأسكَ الكبير وتنعتني بالمجنونة .. هنا ستتوقف قليلاً قبل البدء بقراءة السطر الثالث لأنك ستشعل سيجارة كعادتك حين تفرح أو تغضب أو تصيبك الحيرة .. الدخان الهارب من ذاكرتك سيأخذك...
أعوام مضت استنزفت ذاكرته المرهقة بفعل جهد الأيام .. ووقت ليس بالقصير جعله ينسى قهوته حتى بردت وسيجارته التي احترقت .. شعور بالغربة والحزن اعتراه حين رآها .. كل شيء فيها تغير إلا عيناها. تلك اللحظة أحضرت تساؤلاً قفز لذهنه .. هل ثلاثون عاماً قادرة على أن تستبيح أعمارنا ؟!.. لم يشغل نفسه في تذكر...
عبر الواتس آب ، والفجر يحاول التسلل من بين ظلمة الليل لينثر بهاءه على كل شيء أرسل لها: حين ودعتكِ الليلة الماضية .. وددت أخباركِ أن عينيكِ تائهتان في عتمة المساء لكنهما مضيئتان من الداخل .. بوابتان للأسرار تخفيان وراءهما ما يمكن ملاحظته .. ثمة نور تسلل منهما وقف على ضفاف قلبي أكد لي أننا كالشيء...
رائحةُ العرق المنبعثة منها لم تمنعْ أحدهم من أن يستميلها ويطلبُ منها الصعود معه .. وكمحاولة منهُ لإغرائها أشارَ إلى مكان سرواله .. فوجدتهُ قد خلعهُ إلى منتصفِ ساقيه وبالكاد استطاع فتح عينيه من فرط النشوة بينما أخذ اللعاب يسيل من فمه .. تلفتتْ يميناً وشمالاً قبل أن تُلقي بنفسها في المقعد الخلفي...
هطلَ المطرُ بغزارةٍ على غيرِ عادته في مثل هذا الوقت من العام، ولأننّي لم أكنْ أحملُ معي المطرية، دخلت أول مقهى صادفته عند ناصية الشارع إتقاء للبلل وللريح التي بعثرت كل شيء دون رحمة ٠٠ أخترتُ الجلوس قرب النافذة ليتسنى لي وأنا احتسي الشاي مراقبة حبات المطر وهي تمتزج مع أوراق الشجر والأغصان...
كيف على منكب الموج تجلس صامتة النوارس كيف تبدو السماء ضبابية في الحلم وكيف أحاول يائسة النجاة وسط الرمال المتحركة استغرب من عدد النوافذ ولا شمس تجرؤ على اختراقها كيف للعالم وهو ينهار من حولي أن يبعث في قلبي لحظات الاستشراق استغرب أنني لا أملك سوى كتاب واحد لفهم الحياة وكيف نتناول ثمار الشجر...

هذا الملف

نصوص
150
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى