فوز حمزة

شطيرة البيض المسلوق مع الطماطم والزيتون إلى جانبها فنجان شاي ساخن جدًا جدًا هو فطوري المفضل .. لكن ذهاب زوجتي في زيارة لبيت والديها هداني لفكرة تناول الفطور في أحد المطاعم لاسيما أن التغيير من وقت لآخر بالنسبة لي أصبح حاجة ماسة. ارتديت ملابسي وخرجت متجهًا صوب مطعم يقع عند ناصية شارعنا ...
كورت أطراف عباءتها قبل أن تهم بصعود الحافلة التي غطى هدير محركها على كل الأصوات .. وهي تخطو بين المقاعد .. فكرت بالجلوس قرب امرأة ترتدي زي المدينة لكن يد والدتها دفعتها للسير نحو المقاعد الخلفية لتجلس قرب نافذة مغبرة مليئة من الخارج ببراز الطيور .. جسد والدتها البدين أجبرها على التزحزح نحو...
بعد أن دفعت له ثمن الخضار والفاكهه .. سألني: - ما رأيكِ سيدتي في أن تصبحي حبيبتي ؟ رفعت رأسي إليه .. كأني أراه لأول مرة .. أنه كراسيمير بائع الخضار القريب من بيتي .. شاب بلغاري أبيض البشرة يميل للبدانة منقوش على ذراعه الأيمن وشم لثعبان مخرجًا لسانه يرتدي قميصاً أبيض فيه زهور كثيرة .. قلت لنفسي...
ذات ليلة ممطرة .. عدت إلى المنزل متأخرًا قليلًا عن موعد حضوري وكانت زوجتي كعادتها تنتظرني لتناول العشاء سوية.. وهي العادة التي حافظت عليها منذ أول يوم زواجنا حتى اللحظة لا يثنيها عن ذلك وأن كنا متخاصمين .. لكنني في تلك الليلة كنت قد عزمت على أخبارها بأمر أخذ مني التفكير فيه لأسابيع طويلة ...
أزيز الصراصير من حولي غطى على الصمت لتبدأ حواسي في الاضطراب و ذاكرتي في الصحو لتعود بي إلى إثنين وثلاثين عامًا إلى الوراء .. أنه الكابوس المختبىء في زوايا العتمة وفي صمت الجدران وتحت الجفون .. الأزيز يعلو كالموسيقى المنبعثة من الملهى المطلة إحدى واجهاته على النهر .. والآخر على مقبرة...
خيبة أمل قوية تمكنت مني حينما وصلت لمكتب تحويل الأموال جعلتني ألعن كل شيء .. سأكون مضطرة بسبب الزحمة إلى الانتظار طويلًا إلى أن يأتي دوري لاستلم المال المرسل من قبل زوجي. خطر على بالي الذهاب لمكتب آخر .. طردت هذه الفكرة بسرعة .. فأقرب مكتب يبعد من هنا نصف ساعة تقريبًا .. بدأت بلوم نفسي...
على مقربة من نهر مدينتي الذي أعشق السير حافيًا على ضفافه ساعة المغيب .. وبينما أنا منشغل بصوت جريان مياهه .. تعثرت بشيء .. كانت جثة طائر السامون .. توقفت وكأنها المرة الأولى التي أشاهد فيها طائر مقتول .. ليس منظره وهو ميت من أثارني .. بل تلك النظرة في عينيه والتي بثت الحزن في قلبي...
سأبدأ الموضوع بسؤال قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين .. هل الأدب بخير ؟؟ ومن رحم هذا السؤال يلد لنا سؤالًا آخر أكثر أهمية .. من هو الذي يملك حق الإجابة ؟؟ إذن لابد من التوقف طويلًا عند سؤال يطرحه الموقف .. من له الحق في تقييم أية تجربة أدبية لأي كاتب ؟؟ هل هو القارئ العادي الذي يُخضع النص دون أن...
لم تكن المعركة سهلة بينهم ولن تكون ..فكل واحد منهم قد تسلح بحسب ما يمليه عليه منصبه واستعد لخوضها وهو متيقن أنه في النهاية سيكون النصر حليفه والسؤدد رفيقه .. فهو فقط من يملك الحق وهو فقط من يستحق الفوز .. تحدث أولهم كمحاولة منه لبث الرعب وزرع الخوف في صفوف أعدائه كواحدة من خططه المنهجية في...
بعد قرابة العام على انفصالي .. وصلتني رسالة عبر الواتس آب من ذلك الرجل الذي كان يومًا ما زوجًا لي وأبًا لأطفالي يدعوني لطي صفحة الماضي والعودة إليه ثانية للبدء من جديد .. وضعت يدي على خدي بعد أن اعيتني الحيلة في معرفة المصدر الذي يزوده برقم هاتفي كلما استبدلته. أغمضت عيناي وتنهدت بقوة وكأن...
هل لكَ أن تراقصني تحتَ المطر .. فتغرقُ الكلمات .. وبقبلةٍ .. تحبسُ في عينيّ .. نجمةٌ متمردة .. هاربةٌ من ليلها .. تخشى السّهر .. حلمي أن تنامَ يديّ بين يديكَ .. أن تروي لي أسراركَ .. قصصَ عشّقكَ .. عن امرأةٍ قابلتها صدفةً .. أودعتها أسراركَ .. حُلمي أن نموتَ كْلَ ليلة عِشّقًا.. أن تهمس باسمي...
هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها إلى هذا المطعم لقد سمع عن وجباته اللذيذة والأهم خدمته التي أشاد بها كل من ارتاده من أصدقائه ومعارفه .. فعزم خوض التجربة بناءً على أرائهم وأعتمادًا على ثقته بهم ولكنه الآن وجد ميزة جديدة فيه جعلته يتأكد في إنه لن يندم على اختياره .. اللوحات المعلقة على...
لم يكن قد مضى على وجودي في بلغاريا سوى أربعة شهور حين قررت التسوق وحدي .. فالآن بمقدوري فعل ذلك بعد أن تعلمت من الكلمات ما يمكنني من ذلك .. والحياة تحتاج المجازفة .. هذه هي المقولة التي كنت أغري نفسي بها قبل كل عمل جديد أروم القيام به .. فأجد نفسي تنساق ورائي كطفلة لا تجد سوى التمسك بيد أمها...
الأربعاء العاشرة صباحاً فصلُ الشتاء بلهفةٍ أزحتُ ستائرَ نافذتي الحديقةُ البيضاء وأغصانُ الأشجار المرتجفة وهي تحملُ أكوام الثلج وذلك الصوت الذي يبعثُ في نفسي الوحشة جعلني أشعرُ باليأس من رؤيته اليوم لكنْ نباح كلبهُ جعلَ الأمل يدب فيّ كم يبدو أنيقًا وسيمًا بمعطفهِ الأسود ذي الأزرار البراقة...
أدار عنقه صوب باب الغرفة حين سمع صريره .. دخلت في هدوء مرتدية روب الحمام الأبيض ٠٠ رائحةُ الصابون المنبعثة منها أحييت فيه إحساساً رائعاً و أخذته إلى الأوقات التي كانا يستحمان فيها معاً .. تعبئت رئتيه من الرائحة بينما راح يراقب خصلات شعرها المبللة وهي تقطر فوق أكتافها .. مر بخياله مشهد تلك...

هذا الملف

نصوص
126
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى