توقفت بسيارتها عدة أمتار بعيدة عني ثم رجعت للخلف لتسألني:
– أين وجهتك؟
– إلى ساحل مدينة بورگاس .
أخرجت يدها تدعوني إليها قائلة:
– سأوصلك في طريقي فأنا ذاهبة إلى هناك .
سألتني بعد انطلاقها وإغلاقها للمذياع في سيارتها:
– من أية مدينة أنت؟
– صوفيا.
هواء النافذة بعثر شعرها الطويل فشممت منه...
طال وقوفي أمام شهادتي المعلقة على حائط الصالة الوردي الذي شهد معي مرور السنين
وتلاحق الفصول ورتابة الأيام .. شهادة اتقنت بها المحاسبة لأواجه بها الحياة والتي بدأت حسابها معي
منذ خمسة وعشرين عامًا حينما قرر أبي القادم من دولة مجاورة الارتباط من غجرية رآها تغني وترقص في حفل زواج .. عيناه عندما...
اقترب النبي منها بوجل وبعد أن حنى رأسه قال:
- إلهتي المبجلة .. على طرف لساني كلمات تأبى إلا أن ألقيها أمامك .. هل تسمحين ؟
كانت الإلهه تنظر عبر النافذة حينما التفتت لتقول:
- تكلم أيها النبي .. أراك قلقًا كأنك لم تنم منذ سنين.
فقال وعيناه متقدتان من الوجد:
- لماذا يا مولاتي حينما عرفتك ولد في...
لم أجد أهذب من هذا المصطلح أصف به ما يحدث اليوم على الساحة الفنية وما يعرض منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض الفنانات أو ممن يطلقن على أنفسهن هذا اللقب ممن يستخدمن مؤخراتهن ونهودهن بدل أصواتهن في الغناء ..
الفن الذي وصفه بعض الفلاسفة والمفكرين على إنه تعبير عن الأفكار الجمالية عن...
سكران والكأس ملأى
من عينيك أثمل أيها القمر الباسل
أنت وحيد بين وجوه كثيرة ترتدي الأقنعة
هل تذكر؟
الوقت كان ظهرًا
و السكون تسلل من بين الشقوق
كل شيء يسير نحو اللامكان واللازمان
تلك الحظة !!
حينما كنت أدور حول الشمس كنقطة قادمة من العدم
أحسست بنبض الأشياء ينساب في قلبي
تفتحت لي الأسرار
فتهلل وجه...
الساعة الآن الثانية عشرة ليلًا إلا دقيقة واحدة ..
بدأ العد التنازلي .. ثلاثة ثوان .. ثانيتان .. ثانية واحدة شطرت الزمن إلى ما قبل وما بعد .. تعالت صيحات الناس كأنها عدوى سرت بينهم .. أخذوا يقبلون بعضهم محتفلين باستقبال عام جديد .. أنا الوحيد بينهم كنت أنظر من أعلى جسر بونت دي زار وهو يعكس...
لضحكت فعلاً ..
لو أن أحداً أخبرني من قبل بأنني سأغرم برجل مجنون بالنساء .. لأنني حينها كنت أظن أني ساختار من أحب كما اختار الحقيبة التي تناسب لون فستاني.
سمعت الزميلات يتهامسن بإسمك.
أخبرنني كيف أنك تتناول عشيقاتك على مهل بعد أن تتركهنَّ ينضجنَّ على نار هادئة ثم تبعد كل شيء من ذاكرتك كما تبعد...
وسط الزحام .. أخذت أجري بخطى مرتبكة .. التفت يمينًا وشمالًا بهلع .. بعض المارة أبدوا التذمر لاصطدامي بهم .. سمعت بعضهم يتساءل: ما حل بهذه المرأة .. هل هي مجنونة ؟
توقفت قليلًا لأقطع بأقدام حافية ذلك الشارع المؤدي إلى المدرسة ..
رجال الآمن الذين أحاطوا بالمبنى المتهدم منعوني من الاقتراب ...
أصاب قلمي شلل الكلمات ٠٠
أجهضت حروفه وهي ما تزال أجنة في عالم الأحلام…
ماذا عساي أكتب ؟ كيف لي صياغة الجمل التي تصف غدرك؟
هل أخبرها أن من تتحدثين عنه هو حبيبي ؟!..
أو من ظننت ذات لحظة أنه حبيبي ..
بل كيف سأخبرها أن هذه الكلمات التي همس بها لكِ قد أهداها لي ذات مساء وقد طبع على كل حرف فيها قبلة...
ابتسمت وأنا أمسك بيديها المعروقتين .. تحسستهما بأصابعي وأنا أنظر في عينيها الجميلتين التي أخفت جزءًا منها وراء النظارة الطبية السميكة .. قلت لها بعد أن وضعت رأسي في حجرها :
- عمتي .. هل ما زلتِ تتذكرين قارىء عداد الكهرباء ؟
توقفت عن الحركة أصابعها المندسة في شعري ودفعتني من كتفي للنهوض وبصوت...
في البقعة التي تلتقي عندها مياه بحر نورجا مع مياه بحر نورشا .. ثمةُ جزيرة تحيطها من إحدى الجهات أشجار البرقوق الأحمر الذي زادته أشعةُ الشمس اشتعالاً وتوهجًا.
أشجار الصفصافِ سحر ظلالها الخضراء وهي تميس مع الأنسام تغوي الورد .. فيمتلئ المكان بالعبير الذي ينعش الأفئدة فتهيم الروح في الملكوت.
الشلال...
قال لها وهو يضع بقايا السيجارة في المنفضة:
محمداوي رجل جزائري مجفف بالوحدة .. مشدود للحلم ..
لم يلتقيها صدفة ولم يكن على موعد معها .. استأنف حديثه :
محمداوي قَدِم إلى القاهرة بدعوى من مهرجان نال فيهِ الجائزة الأولى في الرواية ليمثل بها بلده .. أما صابرين ابنة اليمن فكانت شاعرة يشار لها بالقلب...
بعد سماعي لحديث امرأة كانت تجلس إلى جانبي في الطائرة شعرت أن ما كتبته من قصص قبل هذه اللحظة كان كرذاذ من قنينة عطر فاخرة .. تمنحك شعورًا لذيذًا لكن ربما على بعد خطوات منك ثمة جحيم في صمت يحترق.
قالت وكانت حريصة على أن لا تعرفني باسمها:
- بعد الحادثة .. ترممت من الخارج .. لكن داخلي ما زال كل...
تفقد محرر الصفحة الاجتماعية بريده الإلكتروني كما يفعل كل صباح ليجد إحدى وثلاثين رسالة جديدة قد وصلته من قراء المجلة.
لم يجد لديه الرغبة في العمل أو تبادل الأحاديث مع أي شخص موجود في الغرفة رغم الابتسامات التي يراها على وجوه زملائه وهم يتبادلون النوادر بينهم ..
ردد مع نفسه: ما أحوجني إلى...
عبر الواتس آب .. والفجر يحاول التسلل من بين ظلمة الليل لينثر بهاءه على كل شيء .. أرسل لها:
حين ودعتكِ الليلة الماضية ..
وددت أخباركِ أن عينيكِ تائهتان في عتمة المساء لكنهما مضيئتان من الداخل ..
بوابتان للأسرار تخفي وراءها ما يمكن ملاحظته ..
ثمة نور تسلل منهما وقف على ضفاف قلبي أكد لي أننا...