فوز حمزة - ترتيلة.. قصة قصيرة -

لضحكت فعلاً ..
لو أن أحداً أخبرني من قبل بأنني سأغرم برجل مجنون بالنساء .. لأنني حينها كنت أظن أني ساختار من أحب كما اختار الحقيبة التي تناسب لون فستاني.
سمعت الزميلات يتهامسن بإسمك.
أخبرنني كيف أنك تتناول عشيقاتك على مهل بعد أن تتركهنَّ ينضجنَّ على نار هادئة ثم تبعد كل شيء من ذاكرتك كما تبعد دخان سيجارتك بعيدًا عن وجهك وأنت ترتشف معها بمتعة قهوتك الساخنة.
في المرةِ الأولى التي قابلتك فيها .. باغتتني فيها عيناكَ .. من لحظتها عزفت عن النظر في عيون الآخرين.
تسللت إليّ كما يتسلل نور القمر عبر شقوق الجدران ليستلقي على الأرض الندية ..
طردت الكرى عن أجفاني ..
جاذبتني الأفكار في عالم الظلام بين الحلم واليقظة ..
لم أعد أرى الأشياء صغيرة كانت أو كبيرة ..
سمعت صوتكَ فأصبحت أسيرة له ..
حاولت تحاشي نظراتك إليَّ .. لكني كنت كالعطشى وجراب الماء بين يديك ..
بسكون راقبتك من خلف ثقب صغير ..
لم أكن أريد لقلبي أن يصبح عارياً أمامك ..
همسكَ القادم من الأعماق شدني بقوة ..
حول جسدي إلى روح تهيم بك وحولك .. مشيت بأقدام حافية على الأشواكِ
دون أن أُبالي ..
دعينا لا نلتفت إلى ما يقال .. إحذري الأفاعي التي تملأ الحقول .. استمعي إلى موسيقى قلبك وانصتي إلى اللحن .. بعده .. اتبعي إحساسك.
كلماتك التي فتحت بها النوافذ المغلقة .. فشع النور ..
وأنا أتسلق جبلَ العشقِ ..
لم تمنعني الصخور القاسية.. كنت أفكر في الحياة التي تنتظرني هناك .. حيث تتحول الكلمات إلى غبار مبعثر.
مددت لك يدي .. فقلت لي:
بل أريد جناحيك ..
إلى أرض النسيان رحلنا ..
زرنا مدناً خفيّة تقع خلف أستار عالمنا .. لم نعرف متى يمر النهار فيها ولا كيف يحل الليل فوقها ..
تنام أجسادنا لتبقى ذواتنا مستيقظة ترقبُ الفجر وهو يولد ..
تأرجحنا بين الأغصان .. قطفُنا ثمار التوت .. شِهدنا تدفق الأنهار التي روت بساتين الورد وأشجار الرمان .. رقصنا مع أغاني العصافير الممتلئة بنشوة ..
أمسينا كالظل والضوء .. أحدنا سبب لوجود الآخر ..
النار التي أشعلتها .. أنارتْ ما كان معتماً من حولي ..
غائبة عن الحياة كنت ..
وها أنا معك أعود إليها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى