فوز حمزة - السطر الأخير.. قصة قصيرة

هل تريد أن أخبرك بما ستفعله حين تنتهي من قراءة السطر الأول ؟!..
حسناً .. سيدفعك الفضول لقراءة السطر الثاني فتبتسمً وتهز رأسكَ الكبير وتنعتني بالمجنونة ..
هنا ستتوقف قليلاً قبل البدء بقراءة السطر الثالث لأنك ستشعل سيجارة كعادتك حين تفرح أو تغضب أو تصيبك الحيرة ..
الدخان الهارب من ذاكرتك سيأخذك حيث التقينا أول مرة حين صدمت سيارتك سيارتي فهرعت نحوي ..
عندها .. وعلى السطر الرابع .. تزاوجت نظراتنا ليلد منها حب صحيح معافى سرعان ما نما واتسع ففرشنا قلبينا له ليسير في درب تحيطها أشجار تشابكت أغصانها فصنعت مظلة أفياء لأحلامنا ..
لكنها كانت درباً قصيرة انتهت إلى مفترق طرق ..
شعور بالحيرة والتشتت سيطرأ عليك لأنك وصلت إلى منتصف سطور الرسالة من دون الانتباه لذلك .. ربما سيراودك شعورٌ بالندم لأنك أضعت وقتك في قراءتها ..
سيطاردك سؤال يطالبك بالأجابة ..
هل تستمر بالقراءة حتى النهاية .. أم تبدأ في قراءة رسالة جديدة عطرها أسكرك .. سّد عليك منافذَ الهواء .. أنفاسك لم تعد تنتشي إلا بضمها إليك .. حبرها الجديد أغراك في العوم ومن ثم الغرق فيه ..
قبل أن تبدأ بقراءة السطر الخامس ..
هناك مفاجأة بانتظارك ..
لا تتعجل فتفكر في ترك كل شيء للوصول إلى النهاية .. لربما ترقّبها أجمل من الوصول إليها ..
قد نقتل أيامنا هرباً إليها وعند بلوغها يأكلنا الندم ويهضمنا العجز لأننا نصبحَ غير قادرين على العودة إلى ما كنا عليه ..
وأنتَ تسحق بقايا سيجارتك .. تكون قد وصلت إلى السطر السادس .. ليخبرك بأني لن أعود إليك ••

_ فوز حمزة _

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى