بعضكم لا يعلم بذلك الحادث الذي تعرضت له؛ كنت أتحدث كثيرا؛ أخرج زائدتي الدودية التي تسكن فمي، تلونت بألوان الطيف السبعة، أتعاطى أدوية تقلل سيلان اللعاب، أبدو ببغاء غريبا؛ أتراقص في جنبات الأمكنة العطبة ألوك العبارات الغريبة ساعتها يراني زملائي عبقري زمانه.
الآن لم تعد لي غير تلك الأصداء تدق في...
في بيتنا قطة سوداء؛ صارت ذات نفوذ؛ همت أختي بطردها؛ سيما وأنها تسرق أشياءها، أفقدتها ثوبها الأرجواني؛ جعلت منه كرة تتقاذفها وتركلها فترتب على ذلك أن كسرت آنية الطعام واحدا وراء الآخر؛ تذمرت أمي من هذا الكائن الذي ضرب نظام البيت دون اهتمام بما نحن فيه من عنت، تموء في ساعة متأخرة من الليل؛ نصاب...
روادنتي عن نفسي؛ تدفع بي إلى عالم متلبس بالأوهام، مفردة لم أكتبها بعد؛ أحاول دائما أن أبتعد عن فكرتها؛ يطاردني الحلم كلما أمسكت بالقلم؛ أخاف أن أمر بمفرداته التي يخايل بها عقلي؛ ثمة خطر ما يقف لي عند حنية الطريق، كلما ألح علي التمست سبيلا أخرى؛ تدور عيناي في الفراغ المحيط بي، أتحسس رقبتي؛ فقد...
تبدو الأمكنة معطوبة بفعل ما حدث؛ محاطة بسياج حديدي يلفها؛ كما المدن في الزمن الماضي؛ عزلة وراء أخرى، غير أن التاريخ لم يعتن بهؤلاء السائرين في العتمة متسربلين بتلك الخرق البالية، يحتفي بمن يضعون النجوم المتراقصة على أكتافهم ولهم ألف وجه للمكر والخديعة؛ لم تمض مائة عام في العزلة، إنها أيام قليلة،...
تبدو الأمكنة معطوبة بفعل ما حدث؛ محاطة بسياج حديدي يلفها؛ كما هي المدن في الزمن الماضي؛ عزلة وراء أخرى، غير أن التاريخ لم يعتن بهؤلاء السائرين في العتمة متسربلين بتلك الخرق البالية، إنه يحتفي بمن يضعون النجوم المتراقصة على أكتافهم ولهم ألف وجه للمكر والخديعة؛ لم تمض مائة عام في العزلة، إنها أيام...
مؤكد أنني مصاب بمرض نادر؛ تبينت هذا حين أخلدت إلى النوم؛ وجدت فيلة تجري وراءها كلاب ذات أنياب تنز دما، قطارات تسير تحت الماء؛ أطفال صغار يطلبون الحليب؛ نساء أثداؤها ضامرة، بدا ذلك المشهد مما يفوق الخيال؛ حاولت أن ألتقط خيطا يربط بين حالتي المرضية وبين تلك الهواجس؛ كلما تجمعت صورة تداخلت في...
بلغ قمة الجبل المصنوع من وهن التابعين، يزينون صدور نسائهم التي تتراقص بها حبات الرمان الشهي، لا داعي للتندر، فالشمس بالفعل تتكفل بما يدور في العقول والقلوب،يذوب وحده كرة ثلج؛ أو حبات ملح تتسلل إليها مياه النهر، لا يهم من أين يأتي، يكفى أن يهب لهم الماء بعدما يسرق من السحابة السوداء وليدها؛ هكذا...
جلست بجواره وأخذت تمتاح من ذاكرتها، يبدو أن الأمهات يأتين بما يمكث في الأرض: ضرب الجدب الكفر في سنواته العجاف؛ دارت الرحى بحب غريب لايشبه القمح ولا الذرة لم تخرجه باطن الأرض؛ تزهو كل امرأة بما فوق رأسها؛ صفائح لا يثقلها غير الضنى.
خليط عجيب تلتهمه أفواه الجوعى، لايعرف حنجول غير أن يختلس قبضة من...
" ناعم يا ملح " قصة قصيرة من قصص الدكتور سيد شعبان ؛ يمتزج فيها الواقعي بالأسطوري، والشعبي بالخرافي، وهذا النص مفعم بالرموز، شديد الإيحاء، يُلمِّح ولا يصرح.
تدور أحداث القصة في إحدى القرى المصرية، ولم ينصَّ السارد على قرية بعينها؛ بحيث يتسع المكان؛ ليشمل قرى مصر بأسرها، ويتلبس الحدث بسبعينيات...
ولأنني رجل لا ظل له فقد أمكنني التخفي وراء الكنى والمجازات، حتى وجدتني متسولا عند بوابة المتولي،المحروسة هي حبيبتي،منذ طفولتي تركتني أمي هنا،أجمع الألقاب حتى غدوت منتفخا بداء الوطن، أنكرني أبي حيث صرت أخلاط رجل يعيش الماضي،تجمعت في عوامل الحب والكره، تارة أمر بين الحواري والأزقة أطلب التزود...
عندما يأتي القطار يترك كل واحد مكانه؛ يعدو خلف العربة التي يخمن أنه سيجد بها موطيء قدم، صراع على الوسيلة شبه المجانية التي بقيت منذ عهد الأجداد، بعضنا يتهرب من دفع الأجرة وكثير يماطلون محصل التذاكر حتى إذا جاءت محطة النزول كان الإعياء قد بلغ به حدا لا يمكن مقاومته، قد يسعد الحظ أحدنا فيرتمي على...
حان الوقت الذى كنت أحاول الهرب منه ، ذلك اليوم يمثل لي قبل أبي محنة خشيت مرارا أن تأتي ؛ فتؤلمه!
تلك الرابضة جوار سور البيت المبني من الطوب الحجري ، سور عتيق رغم أنه بني أكثر من مرة ، تهدم بفعل تمدد ذلك الجذر، ثمة أسباب للحزن تخيم على وجه أبي، الرجل الطاعن في السن حتى صار شيخًا هرمًا، لكنه ما...
حين أعود إلى شقتي تلك الهاربة من الزمن؛ حجراتها تبدو مغارة في جوف الجبل، تتدلى ياقة قميصي أشبه بتجاعيد وجه يوشك على الاحتضار، تتداعى الذكريات؛ الزوجة الجميلة والمكانة العالية؛ انتهيا مع موات الحلم، كان ذلك محض خيال لجائع في سوق المدينة العاقر، تعبأ أجساد الأطفال في علب بلاستيكية، تطاردني...
يبدأ دكتور سيد شعبان فى قصته البوم واليمام قائلا (حين أعود إلى شقتي تلك الهاربة من الزمن)
فالحين هو : وقْتٌ من الدّهر مُبْهَمٌ ، طال أَو قَصرُ..
يتمرد هنا دكتور سيد شعبان علي عنصر الزمن في قصته فيضع الزمن بين يدى القارئ , ويضع لقصته عنصر المكان وهو الشقة , ثم يقدم لنا سيناريو تفصيلى لتلك...
عشرة أيام بتمامها عشت بعيدا عن عالم القلم، انكفأت مكاني لا أبرحه، نفضت الغبار عن كتبي، أشياء لا تقاوم رائحة الحرف وعبقه، انتبهت أنني أمتلك مساحات للبوح، أعلم أنني رهين نفس تلزم الماضي، تظل مكانها تفسح فيه للذاكرة مسافة تظل عالقة داخلي، أسرني أبو العلاء المعري، جذبني المتنبي؛ أبدع الراحلون حين...