عصري فياض

مشهد واحد المكان: سوق المدينة الزمان : ساعات الصباح الاولى عطا، رجل ثلاثيني،يقف في سوق الخضار في رام الله،وهو يعتمر الطاقية ويبلس ملابس العمل الموشحة بالطين،ويربط على وسطه الحرجاي، يقف على عربته الخشبية التي تحمل البندورة والخس والنعناع ،وينهمك في ترتيب صفوف البندورة الحمراء بعانية وكأنه يبني...
قبل سبعة عقود أو يزيد، كان الحاج سليم قد قابل شمس أول صيف حزيران في مروج المزار الواقعة شمال شرق مرج بن عامر، في يمناه منجل، وفي يساره غلال السبل الأصفر، وعلى جبينه الذي لوحته الشمس قطرات عرق لا تجف، ومن حوله أشقاء، وزوجة، وأبناء يكملون اللوحة التراثية الفلسطينية التي ينتابها القلق من المستقبل...
إنسداد الدرب أمر عسير لكن إنغلاق الافق أعسر صمت الروح زحف الكسير ومن يفلت من وجعها إذا تجبّر كل الفضاء ضيق حسير فما نفع رؤياها بقلب تحسر رقة شوقي دفين المصير وحبي لها زجاج تكسر يا أيها الامل الضائع الدثير لما تورايت خلف غيم تبعثر أيمانـــي بك شيء كبير وإعتصامي بحبلك وثاق تمسمر لكن فقدانك عندي...

هذا الملف

نصوص
288
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى