فيصل سليم التلاوي

واصل إبراهيم رصده لهذه الظاهرة الجديدة التي بدأت تنتشر بين طلابه في الأيام والأسابيع الأخيرة، وعدّها ظاهرة مَرَضية تستحق المتابعة والدراسة، فقد صار عدد الغائبين يزداد يوما بعد يوم دون علة ظاهرة، وإنهم ليتذرعون بأعذار واهية مختلقة . أما من حضر من الطلاب فإن غالبيتهم صارت تدمن فرك عيونها الذابلة،...
خمسون عامًـــا يا أخيـّـهْ أرنو لطلعتــك البهيـــــــهْ وأخـــــط ألــف رســالــةٍ في كل صبـح أو عشيّــه طال انتظــاري، لا يـــدٌ من وجدها تزجــي تحيــه قـــيــسٌ أنا يا حلــوتي يرنو لليلــى العامريــــــــــه قد جئت أقبس قبسةً من وهج ناركم الدفيــــــه هي نظــرةٌ لو بعـــدهــــا أعشى وتُطفــأ...
من بين كل ما خبره " أبو العجايب " في تطوافه في دنيا الله الواسعة، وما حشا به رأسه من معلومات متباينة من خلال قراءاته الغزيرة، فإن فكرة واحدة لا تبرح مكانها في كهف ذاكرته، وتظل تلح عليه بالسؤال : - هل حقا أن أسماك " السلمون " التي تبصر النور في الجداول والروافد التي تُكوّن عند اجتماعها نهر"...
طـــــــار الحمامُ وراعني عجبا = كيف استقل طريقه سرَبـــــــا ولمحته في أوج نشـــــــوتـــــه = يطوي الفِجاج ويمتطي السُحبا وأجلتُ طــرفي صوب وجهته = فارتد مني الطرفُ منقلبـــــــا وســـــــــألت أهل الحيّ كلَهمُ = من شطّ...
ذات مساءٍ موحشٍ مُعفرٍ بليدْ وجدت نفسي هائمًا في خطويَ الوَئيد مُهلهلاً ومنهكًا أجرجرُ الخُطى على رصيف شارع الرشيد أنكرني الجدارُ والغبارْ وزحمة النهار وهذه الوجوه قد أزرى بها اصفرار أغذّ سيري نحو ساحة " الميدان:ْ لمطعم" التآخي" و" فندق العاصمة الكبير" وجدتني أطير تحملني سحابة على جناحها الوثير...
" أذكرُ يومًا كنتُ بيافا(1) والشاطئ ساحةُ بلورٍ وصبيٌّ يجمع أصدافا مرساةً كان القلبُ الغضّ وكان الساعدُ مجدافا أشرعةٌ سودٌ ملأت وجه البحر وخيولٌ سودٌ جمحت فوق الرمل ونوارسُ سودٌ سنحت، غطت عين الشمسْ والموج المتدافعُ يغمرهُ ما اهتز الطفلُ وما خافا بل غنى أعذب أغنيةٍ صوتًا قد فاق الأوصافا وانساب َ...
وأكتب حين يغدو الجرح نافذةً سماويهْ وقنطرة تمد بجيدها للشمسْ ليعبرها رجالٌ يحملون الجرح فوق جباههم شارهْ أتوا من مرفأ الأحزان نحو جزائر الرعدِ وفي ومَضات ِأعينهم تلوح حرارة الوعدِ وأكتبُ والمدى يمتد أغنيةً ذكرتكِ منذ أن كنا صبيينِ نُلملمُ طاقةَ الَزَهَرِ ونرسم دارة القمرِ وكنتِ أميرتي، وكما...
خمسون عاما أو يزيد انقضت على اليوم الذي علق فيه بذاكرة سعيد عبد الكريم عَجُزُ بيت ابن المقرب الأحسائي: (الوردُ من قُربه يُغمي على الجُعَلِ) ولا يدري لماذا لم يغادر هذا الشطر من بيت الشعر ذاكرته، رغم طول النوى ونسيانه موضوع التشبيه الضمني، الذي كان هو الغرض الرئيس للتمثل بهذا البيت في وقته. فقد...
كثيرة هي الأوهام التي تترسخ في الأذهان مع معاودة تكرارها، وحشو أذهان الناشئة بها جيلا بعد جيل، حتى ترسخ وتصبح مسلمات لا يجرؤ أحد على مناقشتها، فكيف بتدقيقها وتمحيصها. وإن تجرأ أحد على ذلك فسيجابه بعاصفة من الاعتراض والاتهام، بأنه يشكك في أصول الفكر والثوابت التي ترتكز عليها ثقافة الأمة، وسجل...
سجا الليل إلا بقايا نجومْ تهيم على وجهها في ا لتُخوم وبعض رُؤى خُلبٍ شارداتٍ تُهوِّمُ ملهوفة في ذهولْ يُلفِّعُها العتمُ يُرخي على جانبيها سُدول خلا الدرب من خَببِ العابرينَ وفي خدر الحلم أغفت عيونٌ طواها على ساعديه سكون وهام بها عبر همس الجفونْ تتوق لميلاد فجر جديدْ يدغدغها الشوقُ، يزرعها أملاً...
همس في أذني وهو يحاول جاهدا أن يلملم نفسه، ويصلح بعض ما اعترى هيئته وسحنته المقلوبة لدى خروجه من مكتب المدير بعد أن أدى واجب الولاء والطاعة الصباحي : يا أخي ، أي تبدل هذا الذي أصاب مديرنا ؟ وهل تفعل الكراسي فعلها في الناس إلى هذا الحد من التعالي والتكبر ؟ أتذكر أيامه الأولى في الإدارة؟...
يُعذبني طولُ هذا الفراقْ وبحرُ الأسى، والنجيع المُراق فأصرخُ:- ياطول ليلِ العراق! ألا قمرٌ تائه يتلألأ، يدفع هذا المحاق ألاتشرقُ الشمسُ، تسطعُ فوق جبين العراق الذي قد عرفتُ فَتيّا ومذ جئت بغداد غِرًا حييا وحيث العباءات قد أورثتني داءً دَويّا وحيث عيون المها تيمتني صبيا ودارت بعنقيَ تلويه ليّا...
يغذ سالم سيره صوب الصراف الآلي، الذي اعتاد أن يمر عليه نهاية كل أسبوع، ليسحب مبلغا من المال يكفيه نفقة أسبوع واحد على الأقل. لكنه الآن يسرع خطاه نحوه في غير موعده الأسبوعي، وفي غير ساعته المسائية المعتادة. ما إن أُبلِغ هاتفيا أن المبلغ قد حُوّل إلى حسابه، حتى سارع من فوره ليتأكد بأم عينيه على...
وقف الشاعرعلى الضفة اليتيمة لنهر اليرمـــوك فليس إلى ضفته الأسيرة سبيل، قريبا من التقائه بنهر الأردن فكــانت"الجولان " أمام ناظريه شمالاً وبحيرة" طبرية" على مرأى بصره غرباً فقال هذه الأبيات: وقــــفت مُطأطِئا عُنُقاً وهامــــا = ودمعُ العين يغلبني سِجامــــــا وأرسل نظرتي...
" بيسان" كانت واحةً منسيةً في سالف الزمانْ وطفلةً مسبيةً مجهولة العنوان قد طرّزت جلبابها شقائق النعمان وحملت يمينها طاقة أقحوان تجوب أرض " الغور" تذرع الزمان والمكان في وهَج الشمس الذي أحال وجهها حقول أرجوان عهدتها تسأل عن فتى كان اسمه " كنعان" واعدها بطرحةٍ وقبلتي حنان وما وفى بوعده لعله قد...

هذا الملف

نصوص
49
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى