فيصل سليم التلاوي

سلمت يمينكِ يا ربـــــابْ إذ لوّحت خَللَ الضبابْ سلمت عيونك تُمطر الأشواق في زمن الســـراب فيَكُفُ رملٌ عن تَوَجُعِهِ وتخرج نبتها أرضٌ يباب أربابُ قد ضاع الصبــــــا مني وفارقني الشـباب ومضيتُ في الدرب الطـــــويل أدقُ بابًا إثر باب كل المنافذ أوصـــــدت دوني وأنكرني الصِحاب أربابُ قد حار...
بُسطارٌ … بسطارٌ … بسطارْ يترنم عبد اللهِ يعيد اللحن، يُرَجِّعُهُ ويغني منتشيًا… بُسطار تنساب على شفتيه الكلماتُ يُنَغِّمُ ينفخُ في مزمار يتغزل طربا، ينظم ما رقَّ من الأشعار: يا حبي الأوحد والأبديّ وإرثًا عَطِرًا، يعبقُ بالأَرَجِ وبالطيب يتنسم من تربة جدي وأبي ونُورِّثُهُ محفوظًا...
ليس الشاعر نحويا ولا ينبغي له أن يكون كذلك، وإلا فارقه إلهام الشعر الذي لا يرتضي (ضرة)، ولا يقبل منافسة مع سائر الفنون الأدبية. وإلا فإنه يستبدل بدفقاته الغزيرة الصافية الصادقة نتاج صانع محترف، كأنما ينحت كلماته بإزميل نحات ماهر، فتأتي بديعة الشكل والقوام، لكنها جسد خالٍ من الروح، ومن النفس...
يا ما كان شعر: فيصل سليم التلاوي تألق جُرحكَ الورديُّ وضاءً كطيفِ ملاكْ لمحتكَ حافيَ القدمين في حقلٍ من الأشواك مصلوبًا على زيتونةٍ مدّت ذراعيها ليحتضناك فزِعتُ إليك ملهوفًا وكم أمّلتُ أن ألقاك وأتبع خطوتي لخُطاك أتيتك، غير أني لم أجدكَ ولاح عن بعدٍ جناحُ ملاك وحلّق في مدى الأفلاك...
قبل بضع سنوات، اعتاد الشاعر الكبير سعود الأسدي أن يسعدنا بإطلالته الدائمة على صدر صحيفة (المثقف)، بأشعاره الغزلية الرائقة وبردوده الشعرية الفورية المرتجلة على جميع التعليقات المعجبة بنصوصه مهما تعددت، وحدث أن تغيب شاعرنا عن صدر صحيفته أياما معدودات، فافتقدنا إطلالته واشتقنا لجديد شعرفكانت هذه...
(تغنيت بفلسطين الحلم عمري كله، فلما زرت فلسطين الحقيقة, التي أعطيت لنا, وشاهدت ما فعلناه بها, تذكرت هذه القصة) كان فارس اسمًا على مسمى، زينة فرسان العشيرة، وجوهرة شباب القرية بطوله الفارع وقامته الممشوقة في مثل استقامة الرمح. وكانت أيام الأعراس ولياليها هي المناسبات التي تتجلى فيها مواهبه...
تمطر الدنيا شظايا ذكرياتْ يستحيل الحزن شدوًا، والأماني أغنياتْ مرجلٌ في القلب يغلي، ثم تهمي عبَرات وعلى الخدين ينهلُّ مطرْ آه ! يامقهًى على زاوية الشارع في بغداد رُوّادك أفديهم بسمعي والبصرْ يا صديقي أنت مجهول ولا تحمل اسمًا والألى حولي هنا لم يسمعوا عنك خبرْ أو يذوقوا شايك " الطوخ " على ضوء...
إلى التي خطرت بالبال تسألني = قصيدةً عذُبت منها قوافيهـــا رقيقةً من شغاف القلب تسكبها = بديعةَ القدّ قد رقّت حواشيها شفت غلائلها عن حسن فاتنـةٍ = يُحيّرُ اللبَّ باديها وخافيهــا كمثل شعــركَ أيام الصبا دَنِفًا = قصائدًا من بنات الشوق تُزجيها أيام كان الهوى...
يحشر أبو مصطفى نفسه داخل البدلة الإفرنجية بدل قمبازه الواسع المريح، ويواري صلعته ببرنيطة عصرية بدل كوفيته المرقطة، حتى لا يلفت الأنظاروتتطلع إليه عيون المتطفلين، إذا قارن أحدهم بين كوفيته تلك وكوفية طيب الذكر ياسر عرفات. يجلس على مقعد خشبي وإلى جواره تجلس أم مصطفى مذهولة عما حولها، تتابع أسراب...
تناءى الذي بيننا من مَدًى وفراقْ ومن سنواتٍ عجافٍ ذوت وتوارتْ بعيدًا وراء التُخومِ وأرخى عليها وُجوم وما أعقبتها سوى زفراتِ اختناق فما كان عُمرًا، ولا كان حُلمًا ولم يَكُ أكثرمن وَمضةٍ وخَبَتْ لم تُعَقِّب سوى غُصةٍ آهةٍ، حُرقةٍ، واشتياقْ أبي كم وددتُ لو أنك تطلعُ يومًا تَحُط ُّبلا موعدٍ وتجيءُ...
هناكَ عند ضفةِ الغروبْ في وسَطِ الميدان عند نبع أنهر الدروبْ وحيث قاصدُ الشمال يعطي ظهره لقاصدِ الجنوب وحيث غُصة النوى تقطّعُ القلوب في رهبة المكان والزمانْ وعند نقطةٍ تفرق الحبيب والحبيبْ وتُرفع الأكف للوداع في توجعٍ رهيب رأيته من حسرةٍ وألم يلوب ووجهه ممتقعٌ لا لون فيهِ لفعته غيمةٌ من الدوار...
قُم حَيِّ غـزةَ والثمْ جُرحها الرَطِبا وعانق النــارَ والبارود واللهَبا وقبِّل التُرب في الساحات من وَلَهٍ واسـتمطر الدمَ والنيرانَ والشُهُبا وقل لها ســلمت يُمناك شــامخةً ما زادها الهولُ إلا عِزةً وإبا في يوم عُرســكِ يا حسناءَ أمتنا...
ملّ عبد الموجود تتابع أيامه على رتابتها المعهودة كأنها قد نسخت جميعا على ورقة كربون, ودّ لو يقول متهكمًا: - إنها غدت لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، لكنه أدرك سريعا أنه يمدحها بهذا الوصف ،فتلك صفات الماء الصالح للشرب. فهي إذا آسنة لها لون وطعم ورائحة،أي رائحة! قررهذا الصباح أن يكسر رتابة...
كعادته في يوم عطلته الأسبوعية، ينهض الأستاذ حمدان من نومه مبكرا كأنه في يوم عمل، إن ساعته البيولوجية لا تضيف له في أحسن الأحوال إلا مقدار ساعة واحدة، فإذا كان يستيقظ يوميا في السـاعــة السادسة صباحا فإنه قد يتراخى في يوم عطلته، ويتمدد في فراشه وهو نصف نائم ساعة إضافية، ثم يتسلل على رؤوس أصابعه...
(يبكي ويضحك لا حزنًا ولا فرحــا) * = فيروز تنشج أم قيثارهـــا صدحــــــا والكون ينشد من أعماقــــــه ثمـــــــلًا = نشوان، لاخمرةٌ تُزجى ولا قدحـــــا في هدأة الليل والسكيـــــــن مغمـــــدةٌ = والقلب طائر شوقٍ مُدنف ذُبِحــــــــا رفّت جناحاه واهتــــزت فرائصــــــه...

هذا الملف

نصوص
49
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى