د. عبدالله عوبل منذوق

منذ زمن كان "القصر المدور" ذاكرتي وكانت اللالئ تدور حوله وكانت التلال تختزل جمال الدنيا تهاديت قليلا نحو اليمين ونحو اليسار والجنة هنا بلا فاكهة ولا انهار والمدينة في منزلة بين المنزلتين كل شروق تهبني التلال قصيدة للبحر البحر يطوق المدينة بذراعيه ويطوقها الحراس إلاّ نافذة البحر هي طريقي الى...
بعد غياب طال يؤرقني لاحت لي الأنوار تدهشني وتحييني أني رأيت في عيون الليل بارقة سحر القوام وفيض من أفانين لها في مخيلتي لون العصافير حين تشقشق عند الفجر تطربني ممشوقة الخصر للمعشوق غانية يد الزمان على يدها تداويني ما أظلم الليل اضناها وأضناني اني أتوق الى فجر يعانقني وناعم الصوت يشديني ويشجيني...
أشوفك في مرايا القلب مثل الورد في صدري مثل اللؤلؤ المكنون بين الوعد والفجر أحبك يا منى عمري ولن أنساك يا ضوء النهار أعشقك قبل فجر اليوم قبل شمس الغد قبل غيابك القسري قبل أن يغشاك دخان ونار زمان كنت مليكة بجد ربة أجمل الشطآن تنثر ليلها العطري وتهنأ عيشة الرغد وتروي من نجوم الليل مايشدو به السمٌار...
أرزح في ركن بين الجدران المخفية أردد : "مازالت ليالينا منفية" تركض مني أنفاسي تاهت في أروقة الصمت مثل كناري تغادره الأقفاص بين الجدران ألمح شذى ضحكة تخترق جدار الليل تعلن موعدا للضياء قبل أن تحجب الأصوات المتناثرة رحيق الكلام وتلمع في الظلام نوازع عادت من رحلة الموت إلى قعر الفراغ المتجول...
لو ان انسياب الأمواج والنسيم عندما تبدا القصيدة رحلتها نحو الشاطئ منقوشة على ذراع المسافر ماكان ايقاع الشراع مبعثرا في سكة الرياح وماكان دمع الحروف دهاقا على حافتي السفر البحر لا يهادن الأشرعة فقط عندما تتوازن الاوتار والامواج عندما يتعادل هوى الرياح وهوى الأشرعة تبحر القصيدة على أنغام زرقة...
ليت ان لمع الضياء ليلة هاجت بها نذر الهطول وتناهت في رؤاها عند مفترق الفصول ليت ان صرخت من الانواء سارية من الجبل هلموا الآن للصعداء فوق الأرض نفترش الحقول ليت كان النور في عينيك نبضا كانت الأيام تحمله على كف خجول ليت ان عادت لنا اعياد زرع الياسمين أو تلاقت في مزارعنا عيون العاشقين آه ياسمراء...
إني أذوب وأحتضر وحبيبتي سكرى بأوهام السفر تفيق من وهم وتبحر في أخر يازهرتي المسكون في دمها موواويل السفر هل كان عهد التيه في دنياك عشقا أو قدر أم أن طقس الحب في عينيك نزوة تسقني عشقا جميلا ثم تصليني سقر فردوسي المفقود جدد بالظهور عد من ذرى أزال أو " وادي الزهور" عودي كما أنت عينين زائغة النظر...
في ثُنَى الصحراء جرح غائر ونزيف في مآقي الذاكرة وغيوم تمطر وجع السماء على مرامي عاثرة هذه البيداء نفق غائم وذبول للزهور العاطرة ورياح وسموم عابرة وليالي الرمل جمر حارة في زوايا العشق ثقب اسود ومرايا جامحة كلما أوصدت بابا للردى تُذْكى جروحا للمنايا سافرة عبدالله عوبل
على رأس التلة يقف الجوعى خلف الاسوار، تعرت اناملهم، إلا من دخان واثافي تحتمل الانتظار فوق التلة ذئاب متخمة تراقب في الاسفل اسراب الطيور المزدحمة بين ذرات التراب والعرق على رأس التلة ثمة ملامح شرهة تراقب المنحدر العميق عند نهايته حقل محترق وغراب يعوي يتأبط كحل العين يتربص بالتلال لم يشبع أهل...
هلام من الغار يغشى القصيدة يعيد ازدراء الطريق يشق هبابا من الزهر ويغفو على هالة من يباب لحتى انثنى الحلم ودارت على نسمة الغيم صخور تمددت منها جسور السراب وكيف انثنى الحلم ذات خريف وناء عن النجم صوت سهيل ودفنت ضفائر أبريل بين الشظايا وكانت تنام القصائد فوق العشب ولم ترتدي على صدرها جدارا من الصحو...
مهما صورنا لأنفسنا، إن تغيرا مهما قد تم, وأن مرحلة جديدة قد بدأت، فإن الواقع يتحدث بلغة أخرى. ثمة هموم وتحديات يراها المجتمع أولويات قصوى، وهموم تحديات أخرى تراها النخب السلطوية الجديدة أولوية قصوى. أولا: المجتمع يريد حل للأزمة الإقتصادية وبالذات سقوط العملة الوطنية والارتفاع المخيف لأسعار السلع...
فضاءات رسمتها منذ الصبأ لا ترهن احلامك عند بائعي الوهم اسواقهم جانحة عند الشواطئ تموج بالعروض ثمة رعونة طافحة تمتص نشوة العابرين إلى ضفاف الرؤيا. ياصاحبي ان لم تتسع الأرض وصدور المسافرين إلى فضاء المدينة، ان لم أبصر الأضواء الملونة في الأفق القريب فإنني ساحلق في فضاءات رسمتها منذ الصبا في...
تريث ايها الهائج، فهذا النجم لايحمل من البشرى، سوى اضغاث احلام، ونشوات ذبول تريث فالحصاد المر، اقرب من تضخم نفحة الذات، على جرف الوصول تريث أيها القابض على جمر من الرؤيا وحيد في قمم شماء او بين السهول تريث ان اشواق المنافي تحتسي من همة الفجر نبيذا للعبور والنجود السود تسقط تحت أقدام الحفاة...
يا زهرة رسمت على وجهي نقوشًا من خيوط الفجر ونسيما من شفاة الغيم، عطر ومطر رمانة فاضت على شغفي بريقا، وسقتني من نسيم الفجر شهدا، حين كان الباسق الدري صنديدا، وترمقه الأيالي، حيت ينفث طيفه الميمون جمرا يتهادى في الدجى، قمرا وشموسا في شراييني، اذا خفت السناء حين غبتُ في شفاها كنت أغفو بين زهر...
وحدك بيديك العاريتين يرفعانك رويدا رويدا هن جناحاك حلق بهما فوق الغيوم قد تنجو من الشهب اخوتك رموك في غياهب الجب، يراقبون عن كثب متى سترفع يديك للذئب وحدك تحفر نفقا بين البئر والسجن أو بين السجن والسنابل أو يأكل من فوق رأسك الطير لا أحد ينتظر منك تفسير الأحلام لا موعد ينتظرك على باب الحجابة أصرخ...

هذا الملف

نصوص
147
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى