نادية ابو زهرة باحثة في الانثروبولوجيا الاجتماعية مصرية خريجة جامعة القاهرة سنة 1959 دبلوم الدراسات العليا في الانثروبولوجيا جامعة اكسفورد سنة 1963. صدر للباحثة اكثر من 12 كتابا منها ما هو تاليف شخصي أو مشترك. بينما سوف نتعرض بالاساس لكتابها (سيدي عامر قرية تونسية) نشر ايتاكا بريس لندن 1982...
أحياء التعبانين
تلك التي نسمّيها خطأ
حقائب السّفر
تتعجّلُ الوقوف أمام مبسم
لا يريد التعرّف عليها
ليقينه
أنّها خرجت للتوّ من الحمّام
****
فرحون
برغم تجاوز أصابعهم أطراف حياة
تلتقط خبز الناس بلا ارتعاش
يُدلون ألسنتهم
في تقمّص مقتضب
لسيرة الضفادع
يقصفون ظهورهم ببصاق كزبد الخيول
يُدركون أنه ليس...
قد يطلع
بين الغيبة والغيبة
للنائم فوق سرير من غيمات
حصان ابيض
تتقافز في ضحكته رعود القشاشين
وظهور الحمالين المحدودبة بالاثقال
بدموع المهزومين
او قد تطلع
للنائم في ترب السفاحين
سلسلة غزوات
شلالات هروب
او ثعبان
فيردد شيخ القرية هذا ولي صالح
ويردد اهل القرية....هذا ولي صالح
هيء ديكا عربيا من غير...
الرّاجعون غصبا عن أعصابهم
الموزّعون على شواطئ
طالبوها
قبل صعودهم بواخر الكلمات
ودخولهم ...
مواخير الخطى
أن تنساهم
أن تنسى نسيانهم المطحون
بشغف الملح والسّباخ
خفافا
كسمك العمّات المجفّف فوق السطوح
المطلّة على شرفات
تتصوّر الأثداء
أنّها سترتها
بخيش الكتّان
وبأعواد الخيزران
بعد طلوع رجال القامات...
أراها المدينة القاصرة
في حضن أوّل الفاتحين
أراه يستند لعصا واقفة
يُحوّلها واحدة من عظام مباركة
أراه
حين تقوم ـ يقوم منتصبا
كغريب
يدخل للمرّة الألف
مدينة تائبة
حيث يلوح له الوجه
مغبرّة جهاته الاربعة
يتفرّس في مخيّلة العابرين
يبحث عن جمل بلا عروة
ينزوي بين الشعاب
عاريا وأمينا.
المدينة التي تعرّت...
كأن ليس لك خبر اختلاط النار بالحنّاء
بارقة زغاريد طوفانيّة المجرى
سحابتان شرقيّتان تشكّل في صدغيهما قلق وفات.
عاش الذي عاش ومات الذي مات
الفجر رخام صديقين رجيين تسّابقا والنار
غلباها بالنبش في ذاكرة الماء
وفي جبّانة الاوهام
لهما ما يشاءان من قلق على اعتاب ابواب مخرّزة
ومآذن طيّرها الصائمون...
ارتقينا درجات البوّابة العريضة التي تفتح مباشرة على ساحة المقام المحاط بالاعمدة والغرف، كان البناء حديث الترميم. قدّمني لشيخ الحضرة الأربعيني وهو في طريقه لغرفته التي تنبعث منها رائحة الندّ والبخور. القرويّات تنشرن البهجة بساحة المقام، ولولة وزغاريد وصبية واطفال في مرح وحبور. البهجة المرسومة على...
هذا الغطاء يزيحني
ليكون لغيري غيمة
أو ربّما صار ظلاّ لغمامة.
...........
أزيز لفراش الموت يصعد السماوات كلها بلا حسرة،
وكانت الديدان تأتيه بصدور عارية.
................
هو شوق على شوق صارا سلّما للعاشقين.
تختبئ الفراشات في صمته لتموت ذاهلة.
................
أيا غفوة السماوات لم لا تجيئيني...
تبتلع أصابع أرخميدس أصوات الرّجال.
في غفلة
من سطوة الحجر الملتهب
الابن البكر لدموع الشمس والبركان
سليل قبائل الغرانيت
ذوات الاحساس العنكبوتي المرهف
بفتنة الأرقام والاكسيجان
تبتلع اصابع ارخميدس
أصوات رجال
بحجم مدن وقرى
يخشاها الليل
سيدي عامر -مثلا-
هذا الرّجل
هل حطّم حجر خلود الأسماء؟
الأصابع وهي...