عبدالكريم الناعم

على بابِكَ السّرْمَديِّ أُنيخُ ركابي وحيداً، لقدْ ذهَبَ الأهلُ والصَّحْبُ لمْ يبْقَ غيري وغيرُكَ ، أنتَ على شاهِقٍ من غُموضِ التّجلّي، الينابيعَ تُجري ، الورودَ تُفَتِّحُ ، لستَ لغيرٍ على حاجةٍ ، وأنا أَحْوَجُ الخَلْقِ لِلشُّرْبِ ، جَفَّتْ عُروقي وناحَتْ عليَّ الخوابي مَضيْتُ وكنتُ أرى أنّني...
سَتَفْرُدُ كلَّ الدّروبِ التي كنتُ أَلْهو بأزهارها بينَ شوْكٍ وشَوْكٍ ، وعِزَّةِ قُدْسِكَ إنْ كانَ إذْنٌ سَأَفْرُدُ تحتَ قداسةِ عَرْشكَ كلَّ عذابي سَأَفْرُشُ كلَّ الجراحِ التي آلَمَتْني وما أكثرَ الماءَ في البحرِ ، أَصْرُخُ مِلْءَ مدى الرّوح : " ربّي وربَّ الثّواني ، أخُصُّ الثّواني لأنَّ...
نِصْفُ القوْسِ القنْطرةُ المَسْكونةُ باللّينِ الحادِبِ كانتْ ذاتَ زمانٍ مثْلَ الرُّمحِ المُشرَعِ في أبْهاءِ الشّرْقْ وَمَرَرْنا بالخطِّ الألِفيِّ الواقفِ باسْمِ العِزّةِ ، كنتُ أُخاصِرُها فَيفوحُ العُشبُ ، نَزُقُّ الرّوحَ .. يَضوعُ القلبُ ، وشاهّدَنا الخَطُّ الألِفيُّ نشاوى الحُبِّ...
شاهدْتُهُ يَسْتلْهِمُ الإقبالَ في خُشوعِهِ ميقاتُهُ اخْضِرارُ روحهِ وشَهقةُ الفَتيلِ في شُموعِهِ ونَجمتانَ في إهابِهِ أقامَ قلبَه سَمْتاً وكانّ بوْحُهُ الإسرارَ في كتابِهِ ورعْشتينِ في ضلوعِهِ شاهدْتُهُ وكانَ في وِقْفَتِهِ تَفَتَّقُ الجهاتُ منْ خَشْيتِهِ ألقى وراءَ ظَهْرهِ علائقَ الحياةِ...
• نُقْطَةٌ على مُحيطِ الدّائرهْ تَلَفَّتَتْ ذاتَ صِبا فَانْدَفَعَ الصّباحُ من مَنابعِ الضّياءْ وأعلَنَتْ حضورَها الأسماءْ وكانّ ثّمَّ ما يُرى مِن تلكمُ الأمشاجِ بين ما ( يرى) الفؤادُ مُشْرِقاً وما رأتْه الباصِرَهْ • نُقْطةٌ على مُحيطِ الدّائرهْ تَلَفَّتَتْ ذاتَ ندى فَاَشْرقتْ بمائها الغصونْ...
عِطْرُ ( عتابا) 1 يَمْلأُ روحي، نَفَحاتُ ( النّايلِ)1 فاغمةٌ، أَدْرَكْتُ بِفِطْرَةِ ريفيٍّ يَتَعَتَّقُ في جَرّاتِ حنينٍ لا ينقُصُهُ بَذْلُ الوَقْتِ،...
قُربَ بابِ " سَهْرَقَنْدَ " لم يَعُدْ في جَعْبتي ما يَكْفَلُ الخطى ، / .. الجبالُ أَسْلَمتْ مفتاحَها لِلرّيحِ، والأشجارُ أَطْرَقَتْ تُفاتِحُ اخْضِرارَها وَخَلْفَها الصّحراءُ في سُكونها المُخيفِ تَرتدي جَفافَها وذاكَ أنّ اللّهَ ذاتَ ليلةٍ أزاحَ عن قامتِها إزارَها وَبينَ بابِ " سَهْرَقَنْدَ"-...
طِفْلينِ كنّا كالجِداءِ ( الدّاشره)1 تَدْفعُنا الرّياحُ نَحْوَ الاختباءِ مِن هديرِها فَنَنْحني وراءَ شجْرة الكينا، نُناوِشُ الهُروبَ...
*لا يذهبنّ الظنّ بعيداً عن المقصود الذي سيتوضّح، وما ذهبتْ إليه أذهان الأكثرية كما أظنّ، سيرد منه ذكر لا يخلو من الطرافة والدّلالة، * قصدي في هذه العجالة هو عن " الوحدة" التي هي العزلة، وهي في الغالب تكون إجباريّةـ إمّا لسبب عامّ، او لسبب خاص، *قبل الخوض في الموضوع، سأعرّج على ما ذهبتْ إليه...
يا إخوتي الذّين لم تَعُدْ تُثيركم نضارةُ الصّفصافِ ، والعيونْ يا إخوتي الذين آختْ الحجارةُ المُلقاةُ بيننا على مَفارق الطُّرقْ يا حرْبةَ الرّمح الوضيء في جراحيَ المُعَذَّبَهْ يا وَهَج الدّموع ، والرّمادِ والنّوى ، والأَتْرِبَهْ يا إخوتي...
ألسّياّراتُ المجنونةُ مُسْرعةً تَعبرُ تَنْشرُ أَزْمنةً من حمّى العصْرْ نَهْرٌ يَتَدَفَّقُ سَيْلَ مَعادنْ في زاوية الرّوحِ هِلالٌ دونَ مآذنْ نَهْرٌ يَتَسّرَّبُ مِن عَجَلاتِ الْوَقْتِ ،...
اللّيلُ ساقيَةٌ من الأضواءِ تَشْتَعِلُ ضوءٌ تَجَمَّدَ في الفَراغِ فكانَ أَعْمِدَةً وأَرْصِفَةً وحَنْجَرَةً تُوافيها القوافلُ آنَ تَبْتَهِلُ زمنٌ يعودُ إليكَ من أولى المَواجِعِ...
قال: " هل تتابع تسارعات التطبيع مع العدوّ الصهيوني عربيّاً"؟!! أجابه: " أتابع حين تتوفّر الكهرباء، .. نعم، تابعتُ ذلك وأحزنني وأغضبني، ولكنّه لم يكن مفاجئاً" قاطعه: " كيف لا يكون مفاجئاً"؟!! أجاب: " التنسيق مع العدوّ، لدرجة التطبيع المستور ليس جديداً" قال: " هل توضّح"؟ أجاب: " منذ أن بُدئ بإنشاء...
ليس من باب التسلية بالأفكار، ولا من باب تقطيع الوقت أو تضييعه، بل هي مسائل تشغلني أنا الذي كل أفقي الذي بقي لي لأتحرّك فيه هو البيت الذي أسكنه، صحيح أنني منقطع عن الاختلاط، ولكنني لستُ منقطعاً عن أخبار النّاس فما زلتُ في اللّجة، وممّا لفتني في لحظة من التفكير تلك العلاقة الماثلة الان بين "...
في عُمْرٍ راكَمَهُ الدّهْرُ وكانا أيّامَ صهيلِ شبابِهما وَرْداً مِن جَمْرْ إلْتقيا بعدَ غيابٍ والبَسْمةُ بينهما غَبَشٌ في ( النّجْرْ) حتى القولُ ضعيفاٍ كانَ كَخَطْوِهما، وأنا الأوَلُ وهو الثاني ، قلتُ:" بماذا تُؤنِسُ هذي الوَحْشَةَ"؟ قال وعيْناهُ مَغيبٌ : " أَنْتَظِرُ القَبْرْ" وَبِفِكٍّ...

هذا الملف

نصوص
49
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى