عبدالكريم الناعم - مُرافَعة

سَتَفْرُدُ كلَّ الدّروبِ التي كنتُ أَلْهو بأزهارها
بينَ شوْكٍ وشَوْكٍ ،
وعِزَّةِ قُدْسِكَ
إنْ كانَ إذْنٌ
سَأَفْرُدُ تحتَ قداسةِ عَرْشكَ كلَّ عذابي
سَأَفْرُشُ كلَّ الجراحِ التي آلَمَتْني
وما أكثرَ الماءَ في البحرِ ،
أَصْرُخُ مِلْءَ مدى الرّوح :
" ربّي وربَّ الثّواني ،
أخُصُّ الثّواني لأنَّ زمانيَ كانَ عذاباً،
إلهي
وربَّ الذي قد يَهِبُّ
وما قدْ يدِبُّ
الذي لا يهِبُّ
وما لا يدبُّ
لقدْ كنتُ أَصْفو ببعضِ الشّرابِ
وأَعْلَمُ أنّي خَرَقْتُ الجِدارْ
وأنَّ هوى من تُرابِ اللّذائذِ نَشوى
يَضوعُ بأنفاسيَ اللآّئذاتِ
بِتلكَ الجِرارْ
وكانَ يُعَكِّرُ صَفويَ لحظةَ زَقِّ الحَمامِ الوديعِ
بأنّكَ تَشْهَدُ ذاكَ الحِوارْ
أنا كنتُ أَلْهو
أُنَدّي يَباسَ الطّريقْ
وأنتَ
فلا الإثْمُ يَجْرحُ قائمةَ العرْشِ عِندَكْ
ولا طاعتي تبْهِرُ السّالكينَ ،
وما زلتُ أرجو مع الظّامئينَ ،
على الإثْمِ
وِرْدَكْ
أنا كنتُ أَلْهو
أُندّي يَباسَ الطّريقْ
وحاشاكَ يا سيّدي
لُذْتُ بالفُلْكِ.. فُلْكِ النّجاةِ ،
وها ضعفيَ البشريُّ يَلوذُ بِعزّةِ
قُوّتِكَ الكِبْرياءِ
فَجَنِّبْ فؤاديَ هذا الحريقْ
حمص 27/9/1996

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى