ناصر الجاسم - بيان الكتابة الخمري..

إن الأحساء خمرٌ معتقة، ونحن- الأحسائيين- شاربوها، إننا سُكارى من كؤوس خمرٍ مترعة، هي الهفوف والمبرز والعيون والقرى الشرقية والقرى الشمالية...، وإذا كان قد جاء في الكتاب المقدس ما نصّه: "قليل من الخمر يبهج الروح"، فإن في كتاب الأحساء قد كُتب: "قليل من السرد في ليالي الأحساء يبهج أرواح الإنس والجن معاً، سردٌ يفوق في بهجته بهجة شرب الخمر في ليلة رأس السنة الميلادية للمحتفلين بعام جديد، ومن يعش في الأحساء يحقّ له أن يحتفل رأس كل ليلة، لأن اليوم في الأحساء يعادل- في بهجة العيش- سنة في غيرها؛ أتدرون لماذا؟ لأن الناس في الأحساء إذا سكروا من حبها تلذذوا بالكلام عنها فسردوا القصص والحكايات وصاغوا الأساطير"..
إنني مدين في سردي جلّه للأحساء الخمر، المكان الخمري والزمان الخمري، مدين لها في شخوصها المخمورين، وفي أساطيرها السكرى، وفي حكاياتها التي تقطر نبيذاً، واسمحوا لي أن أزيد الليلة في الدَّين فأقول: إنني مدين لها في لغتها الأنثى؛ اللهجةِ الناعمة التي غدت لغة مخمورة، ذلك أنني مؤمن بأن اللهجة لغة وإن لم تكن لهجة مقعّدة، وليعذرني النحاة الليلة إذا أهملت في سردي قواعد النحو غصباً، وابتدعتُ بدعة جديدة سمّيتها الضرورة السردية، وقررت أنه يجوز للسارد عن الأحساء ما لا يجوز لغيره!!.


ناصر سالم الجاسم
11/ 6/ 1426 هـ
17/ 7/ 2005 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى