إبراهيم المصري - دليلُكَ الوافي للكتابةِ عن المرأة.. شعر

قبلَ كلِّ شيء
دعكَ من الطفلِ الذي كان ينامُ على صدرِها
ولا تخلط كما تفعلُ دائماً
بين السيدةِ الوالدةِ وابنةِ الجيران
فالثانيةُ لن تقوم بواجباتِ الأولى إلى الأبد
وتمسح لكَ مُخاطَ أنفِك
لأن الوجودَ يُزكِمُكَ بما لا تقوي على مواجهتِه
فتظنُّ المرأةَ الملآذَ الدائمَ لمواراةِ جثَّتَك
لأنَّها أيضاً
وهذا هو البندُ الثاني من الدليل...
... ليست الأرض
ولا مكانَ في جسدِها
لتزرعَ فيه أشجاراً تنمو بوهمكَ أنَّ المرأة
حقلٌ أو أغنية
وصدِّقني
لقد فعلتُ مثلكَ كثيراً
وسكبتُ الكثيرَ من العسلِ والعطرِ وسوادِ الليل
على شفاهِ المرأةِ وجسدِها وعلى شعرها
ولم يعطني الدليلُ ما كنتُ أحلم به
أن تكون المرأةُ مُتحفاً لنوادرِ الحلوى
إنَّها إنسانٌ يمرضُ ويحيا ويموت
ويحزنُ ويفرحُ والأدهى
أنَّ دوالي الساقين تضربُ فخذيها
وتحوِّلهما من دلتا لرأسِكَ المنكفئِ على الجنس
إلى ألمٍ لا يُطاق
وهذا يعني في البندِ العاشر
في دليلكَ الوافي للكتابةِ عن المرأة
أن تتخلى وإلى الأبد
عن قصةِ حواءَ التي أغوَت آدم
فما من امرأةٍ أغوَت رجلاً
إلَّا بما تجيزه الطبيعةُ عن ضرورةِ المتعة
لتمضي الحياةُ بلا حواجزَ عاليةٍ تمنعُ الإنجاب
وفي البندِ المائةِ من دليلكَ الوافي للكتابةِ عن المرأة
يمكنكَ أن تُجلَّ قَدْرَ النهدين
وأنا شخصياً أعتبرهما أخطرَ ما خلقَ الله
لكن وكما يقول البندُ المائةُ من دليلكَ الوافي للكتابةِ عن المرأة
لا تكمنْ فيهما كفأرٍ
يلوِّثُ المجالَ العامَ بما يُنتجُه عنهما من قصائد
وعن الحبِّ
لا يُصارُ في الدليلِ الوافي للكتابةِ عن المرأة
أن تكون المرأةُ شجرةَ رُمَّانٍ تجلس تحتها وحدُك
مستمتعاً بخيالِ مراهقٍ
عن أنَّ الحبَّ كنزٌ لا يفني
إنَّه يفنى في لمساتِ رجولتِك
حين تأبى أن تقاسمَ امرأتَك جَليَ المواعين
أو الذهابَ معها إلى المقبرةِ لتبكي قليلاً
أحبابَها الراحلين
ماذا أقول لكَ بعد
وقد أوشكَ الدليلُ على أن ينتهي نهايةً صالحة
حسناً
ها هو البندُ الألف
اكتبْ عن المرأةِ وعاملْها
كما تكتبُ عن نفسِكَ وتعاملُها
إنساناً رمى به اللهُ...
... في محنةِ الخلق.



........................... .
إبراهيم المصري
مصر
أعلى