ياسر خنجر - يأس.. شعر

إلى سمير قصير


كيف كنتَ تحفِرُ الصخرَ يا صديقي
والأزاميلُ التي بين يديكَ يُحاصرُها الصدأ،
أشدّ هشاشاةً من ريشةِ الطائر الذي أتعبَتهُ الريحُ
ثمّ رَمَتهُ على كتفِ صخرةٍ صمّاء؟.
يا للظمأ الذي يَنهشُ عينيّ.
كيف لَم أنتبه أنّ في يدَيكَ حفنةَ ماءٍ
تكفي لتسدّ الرمق،
ثم تفلقُ كلّ جدرانَ اليأس؟.

قصيٌّ هو اليأسُ عنكَ
وأنتَ عصيٌّ على الموتِ فينا.
هنالكَ بيروتُ أجملُ من تمتماتِ الضغائنِ،
أجملُ من إثمها الساحليّ،
لا تُشبهُ غيرَ حلمٍ يُضيءُ الوصايا
ويعلنُ "هذا أوانُ الوردِ يا دمشق"
هذا أوانُ الورد.
هنالكَ بيروتُ رغمَ الشظايا التي اختطفتكَ أجملُ،
تلكَ التي شلحت عباءات الوصاية
لتنهلَ من خُطاكَ الطريقَ.
وبيروتُ،
بيروتُ قد وهَبَتكَ سريرَ الأبد.


- نشرت ضمن مجموعة "لا ينتصف الطريق" الصادرة عن منشورات المتوسط.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى