إبراهيم المصري - لنعطِ كلَّ ذي حقِّ حقَّه

أنتِ أيتها المرأة
خذي عينيكِ
إنهما أوسعُ وأجملُ من أن نرى بهما
وأنتَ أيها الرجل
خذْ قلبكَ
لا حاجةَ للحبِّ به
وقد نفدَ مدادُنا العاطفي
من محابرَ ذهبيةٍ كنَّا قد صنعناها
بالدَّقِ على حناجرِنا
وأنتَ أيها الشَّاعر
لم نعد بحاجةٍ إلى قصائدِك
وقد سمَّمتنا بحنينِكَ لغاباتٍ
يرتفعُ دخانُها في صدرِك
وأنتم أيها الباعةُ الجائلون
لقد عزفنا أخيراً عن بضائِعكم
بعد أن تكدَّست في بيوتِنا عثراتُ الطُّرُق
وأنتم أيها الأنبياء
عودوا إلى اللهِ فلا مؤمنين هنا بأي كتابٍ
غيرَ ما يُمليه الدمُ على أولادِ آدم
وأنتِ أيتها الثورة
خذي ركامكَ بين يديكِ
وانتظري ريثما تقفُ الحربُ إلى جوارك
وبين يديها قتلاها
حتى نطلقَ عليكما الرصاص
وأنتِ أيتها النجمةُ التي لا تُرى إلَّا بالبكاء
لقد بكينا كثيراً
على بلادِنا وعلى أنفسِنا وعلى أيامِنا
فعودي إلى الليل
وخذينا معك
لعلَّنا نعطي الليلَ حقَّه أيضاً...
... من البكاء.


إبراهيم المصري
أعلى