فوزية العلوي - كبرنا... قليلا... كثيرا

كبرنا ..
.قليلا ...كثيرا
كبرنا
لم تعد أشجار الجبل داكنة الخضرة
باتت سوداء قليلا
الباب الموارب نراه مغلقا أحيانا
وحبات اليقطين على الرصيف
نخالها في وضح النهار
بالونات صفراء
ربما أخطأنا بين جارتنا الشرقية
التي قدمت مع بداية الحرب
والمرأة التي تبيع الخبز العربي جوار البريد
حتى اذا اقتربنا فوجئنا بحليمة الخياطة
نضحك ونحييها وهي لا تعلم شيئا
ثقلناوالمسافة بين البيت والسوق
بدت مضاعفة
والنوم اذا جاء سحبنا إلى بئر عميقة
لذلك ننهض في الصباح
باصوات مبحوحة
وعيون ليس يسعدها الضوء
ووجع يزعج الفرحة التي طارت مع الصبا
نشرب القهوة ونحن نخاف من السكر
ونود لو اكلنا مزيدا من المربى
لكن الحكمة تقرفص فوق الخزانة
فنعيد غطاء العلبة
ونلاحظ أن اصابعنا لم تعد بجمال القطن
ونعومة الماء
نجالس الشجرة التي طالت في حديقتنا
تذكرنا
سلوى التي عشقها ابن الشرطي
فضربها بحبة مشمش على صدرها
وبقع مريلتها لكنها لم تغضب
مات الشرطي وكبر ابنه
وسلوى تزوجت رجلا غريبا
كلهم كبروا ولم تعد الأحلام تزورهم
كما في طفولتنا...

ف ع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى