عاشور الزعيم - مزهرية ورد وخطاب أخير

ماذا تفعلين لو قالوا لكِ
أنني في ذمة الله
أنني قبل الشهادة كنت أذكركِ
عندما فتحوا يدي المضمومه وجدوا صورتك
ووردة يابسة بللها ماء الموت
قبل الغُسل شاهدوا
على شمال صدري وشما بأسمكِ
مركب وشراع على اليمين
وجهي أبيض وأخر بسمة على شفتي
التي كانت من أجلك
طيبة كما هي.

أيتها البنت الطيبة
تركت لكِ محبة ليست لأحد
تعمدت أن أبقي المكان كما هو
طاولتنا وفوقها مزهرية الورد وخطاب أخير
في طرف التسريحة من أعلى
صورتكِ بكامل برائتها
شرفة المنزل بها مقاعدنا والطقطوقة
وفناجين القهوة والسبرتايه
لاتنسي أن تضعي للعصافير الغذاء والماء
ضعي في ملابسي عطري المعتاد
ثم أرحلي في هدوء
بعد حضن خفيف لروحي.
كان لابد أن أحبك
أضع في قلبك كل هذه المحبة
كان عليَّ أن أخبركِ أنني أحلم بكِ
أن العالم الآخر
هدوء جدا
وأنه خال من مكائد البشر
وأنه نظيف حد الملل
الوجع هنا وجع الفراق فقط.
في الصباح وأنت تهبطين سُلم البناية
تكفيني دمعة واحدة
ومسحة على ظهر قطتي
التي لم تبرح المكان
تكفيني بسمة خفيفة في وجه الوردة التي تشبهني
أن تسألي على الرجل العجوز
الذي يجلس على ناصية الشارع كان يحبني
لاتنسي أن تطبطبي على روحك
التي تحملتني
ثم أكملي مسيرك في سلام.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى