أمل الكردفاني - ساحرة مالقا.. قصة قصيرة

"عشرات من حالات الإنتحار والأعداد في تزايد، اللوثة تضرب المراهقين من الجنسين.."
يمد المذيع المايكرفون لرجل عجوز فيقول: " هذا ناتج عن الإنحلال الأخلاقي" تخطف إمرأة المكرفون وتصيح: " يا حكومة.. أين الحكومة.. أقفلوا الإذاعة والتلفزيون.. اقطعوا الكهرباء .. إفعلي أي شيء يا حكومة الهم"..
....

قال وهو يرشف من كوب القهوة : " لا أريد الإستمرار ..يجب أن أقدم استقالتي" أنزل الكوب بيمناه ورفع السجارة بأصابع يده اليسرى المرتعشة، بعدها عاد وجرع ما تبقى من كوب القهوة، ثم جرَّ نفساً طويلاً ورمى السجارة قبل أن يسحقها بعقب حذائه بإضطراب.
كان قد عزم أمره حين دخل إلى مدير المدرسة، وقال: إنني أستقيل..
نظر إليه المدير برعب، ثم قال: ما هذا؟ رد بصوت مرتعش: إنني مستقيل..مستقيل أليست لغتي واضحة؟..
أخفي المدير يده تحت مكتبه ثم فتح الدرج ببطء وقبضت يده على مِدية صغيرة: أنت مضطرب قليلاً.. حاول أن تهدأ..
صاح:
- أنا هادئ .. هادئ تماماً.. لا أريد العمل .. هذا كل مافي الأمر..
- حسنٌ..فقط أكتب لي استقالتك في ورقة لكي يسير كل شيء وفق اللوائح..

.....

"حان الوقت لإنهاء هذه المهزلة.."
قفزت صورة والدها وهو يعود مجرجراً قدميه الضعيفتين وعلى يده اليسرى بطيخة متوسطة الحجم، لكنها نفضت رأسها، وبإصرار نظرت من سطح البناية الشاهقة، ثم أطلقت صرغة رعب وجسدها يتهاوى مع الريح..قبل أن يستقر بصوت مكتوم على الأرض، النصف العلوي منه داخل الشارع والنصف السفلي على الرصيف، وأنهار من الدماء تزحف من تحت جمجمتها المهشمة...
توقفت سيارتان، ونهض بائع يفترش ببضاعته الأرض وحملق في البقعة المتكومة على مبعدة منه، سيدة أغمى عليها، فجثا طفلها وهو ينظر إلى وجهها فزِعاً... وصرخت فتاتان برعب..
....
"حياة بلا رائحة ولا روح..."...
كان واقفاً أمام النهر ذو اللون الرمادي، ثم نظر لمركب يتجه نحوه، صاح:
- يا سيدي..
شعر الصياد بالقلق:
- أريد أن أعمل عندك...بلا أجر..فقط بالطعام...
حدث الصياد نفسه: " مجنون آخر.." ثم تأمل الرجلَ بهندامه النظيف فقال: " إخلع هذه الملابس فهي لا تصلح للعمل"..
وداخل بطن المركب الخشبي الصغير، كان الصياد يرمقه بحذر: "هل تعرف كيف تحرك المركب؟"..
اجابه: سأحاول..
- أدرها إلى اليسار... جيد.. والآن إلى اليمين...غريب..حسنٌ..هل تستطع إعادتها للوراء....هذا مدهش..هل عملت صياداً من قبل؟
- لا...
- غريب...
طوح الصياد بشبكته الدائرية الكبيرة قاذفاً بها إلى السماء فاستقرت على بعد أربعة أمتار من المركب..
....

"كل شيء بلا روح.. حتى تدريس الرياضيات..."..
قال وهو يجدف ناظراً للأفق بوجه مقتضب..
"حان الوقت لإنهاء المهزلة"..
قال الصياد:
- عشر دقائق وسأجر الشبكة من الماء.. أتمنى أن يكون الصيد وفيراً...
لم ينبس الشاب ببنت شفه، فأخذ الصياد يدمدم بأغنية حزينة...
وبعد مرور الدقائق العشر، أخرج الشبكة وصاح:
- مرحى مرحى..يبدو أن قدمك خضراء يا بني..الشبكة ممتلأة بالأسماك...
إنزلقت الأسماك في بطن المركب وخرج سرطان كبير من بينها، فحمله الصياد وقذف به إلى البحر...
تساءل الأستاذ: سرطانات في النهر؟
هز الصياد رأسه دون أن يرفعه وهو منهمك في نقل السمك إلى اوعية حديدية عليها ماء..ثم عاد يدندن اللحن الحزين...وفجأة قطع دندنته وقال مبتسماً:
- الغداء بعد قليل..
تناولا طبيخ الصيادية وهما في عرض النهر، وصاح الصياد للصيادين الآخرين على الشط ليأتوا ويأكلوا معه...فضحكوا.. قال للشاب: هذه عزومة المراكبية...هل عرفتها الآن؟
هز الشاب رأسه وهو يقضم من الخبز المبتل بإدام الصيادية..
ثم هدهد الماء مركبهما وهو يمخر النهر على مهل، والصياد يدندن بلحنه الغريب..
- ما هذا اللحن الغريب؟
قال الشاب، غير أن الصياد لم يرد بل فرد ذراعيه على المركب وأخذ يحملق في الماء..
قال الشاب:
- أيها العجوز...هل تريد قليلاً من الراحة؟
هز الصياد رأسه نفياً وقال:
- أمامنا عمل طويل.. لا تستسلم بسرعة..
- لم أستسلم..
إبتسم العجوز وقال وهو يمر بأصابعه القوية على سطح النهر:
- تبدو قليل الصبر .. والنهر لا يتحمل القلقين..
جدف الشاب وهو يتأمل الشاطئ:
- لست قلقاً..ولكنني أريد الرسو على اليابسة..أرض صلبة..
قهقه الصياد فنظر إليه الشاب بدهشة ممتزجة بغضب:
- لماذا تضحك؟
- لا شيء.. إنك فقط تذكرني بأيام الشباب...يا بني..لا أحد يرسو على اليابسة حتى آخر يوم في حياته...
- لكنها لن تكون حياة هكذا...لن تكون حياة..
صاح الشاب، فقال الصياد:
- بل لذلك هي حياة..
أوقف الشاب المجاديف ثم أخرج علبة سجائره وأخذ منها سجارة، أشعلها بشغف:
- هل التدخين هنا ممنوع؟...
قهقه الصياد بمرح، فضحك الشاب كذلك...تبادل الرجلان مكانيهما وبدأ الصياد يجدف وهو يدندن، فقال الشاب وجسده متراخٍ قرب السمك:
- ما هذا اللحن الغريب؟
قال العجوز بخجل:
- لحن قديم..
- ماذا تقصد؟
صمت العجوز قليلاً وقال:
- إنه..إنه أغنية قديمة..
أصر الشاب:
- فهمت هذه النقطة..ثم ماذا؟
أوقف العجوز التجديف وقال وهو يرمق الأفق بعينين ضيقتين:
- إعطني سجارة..
أخرج الشاب علبته وناوله سجارة ثم أشعلها له، فنفخ العجوز دخانها ليتكثف أمام وجهه قبل أن يبعثره هواء النهر الرطب وقال:
- إنها أغنية إسبانية.. أغنية قديمة..
بدا الشاب مندهشاً فقال العجوز:
- لا تندهش...لقد كنت مثلك..شاباً.. لم أولد هكذا..أليس كذلك؟
ضحك، غير أن الشاب لم يضحك، فأضاف:
- نعم..كنت أبحث عن أرض صلبة مثلك.. هاجرت..طفت العالم حتى وصلت المكسيك..عملت هناك في البحر.. ثم عدت حين اكتشفت أن روعة الحياة هي ألا نسير أبداً فوق أرض صلبة...لقد فجعتني فتاة مكسيكية عذبة..كنا أنا وهي نسمع هذه الأغنية كثيراً...لكنها هجرتني في النهاية وفرت عبر الحدود إلى أمريكا..فعدت بعد كل تلك السنوات إلى هنا...إنها قصة عادية جداً..أليس كذلك؟
رمى الشاب عقب سجارته على النهر ثم قال:
- هجرتك؟ .. لماذا؟
أجابه:
- لأنها كانت تبحث عن أرض صلبة..
قال العجوز:
احتلت إسبانيا المكسيك وكاتب هذه الأغنية كان قد غادر إلى إسبانيا ورأى هناك فتاة من مالقا..أحبها..فكتب تلك القصيدة وغناها.. لقد تخيل أنه تحدث إليها وأنها أحبته ولكنها صدته بسبب فقره...يبدو لي أنه يتحدث عن وطن قديم.. أليس كذلك؟ علاقة تاريخية بين إسبانيا ودولته التي انتهت تماماً.. أصبحت لغة الشاعر لغة منبتة عن أرضها وارتمت في أحضان قارة أخرى بعيدة.. هل تتفق معي على هذا التأويل...
نظر الشاب إلى الأفق وقال:
- لا أعرف...ما أعرفه أنه كان جباناً ولم يتحدث إليها..ثم عاد واختلق مبرراً كاذباً في قصيدته..
- ربما.. لكن.. تخيل معي أن إسبانيا لم تكتشف قارة أمريكا...وأن هذا الشاعر لم يذهب لمالقا ولم يلتقِ بالفتاة...ولم أتغناها أنا وحبيبتي المكسيكية.. وبالتالي لم تهجرني.. ولم أعد إلى هنا فأعمل صياداً...ما الذي كان سيحدث لو لم يحدث كل ذلك؟
قال الشاب:
- ما كان ليحدث شيء..
جدف العجوز ببطء وهمس:
- ما كنتُ لألتقي بك...وربما بدلاً عن العمل معي كنتَ قد ألقيت بنفسك في البحر منتحراً..
قال الشاب بفزع:
- منتحراً؟!!
قال العجوز:
- بدوت لي مضطرباً..ولا تشعل سجارة أخرى..
قال الشاب وهو يرد يده عن جيبه:
- حسنٌ.. لقد سئمت الحياة بالفعل..وأشعر بأن هناك نقص ما..فراغ عظيم يقبع داخل صدري وعقلي... لا أعرف ماذا أفعل..لقد تركت التدريس.. تركت سفاهة طلاب الثانوية المراهقين الذين يصخبون ولا يفهمون شيئاً مما أقول...وما دمت قد فشلت في وظيفتي الوحيدة فلأدفن نفسي هنا.. هنا في البحر معك....
قال العجوز:
- إنك تهينني...
قال الشاب:
- لم أقصد إهانتك..لكنني أتحدث إليك بصراحة...
نظر إليه العجوز بغضب وهمس:
- اشعل لنا سجارة أخرى..عليك اللعنة..
أخذا يدخنان بصمت، فقال العجوز:
- لم أندفن هنا..لكنني لست زوربا.. أنا أيضاً بشر.. وأنت شاب..
قال الشاب:
- أنت تهذي..
- لا لست أهذي..عليك أن تمر بفجيعة الحب أولاً حتى تستطيع الحكم على ما أقول..لا..لا أهذي..
- الحياة لا تتوقف على امرأة واحدة..أنت مثل ذلك الشاعر تماماً...جبان..عجوز جبان..
جرَّ العجوز سكينا من تحت الأسماك وصاح:
- أغرب عن وجهي أيها الصبي الوقح المضطرب...
نهض الشاب فزعاً...غير أن العجوز قفز ورفسه في بطنه، فانقلب الشاب من على ظهر المركب..واختفى في لُجة الماء لبرهة ثم عاد ونفض رأسه قائلاً:
- عجوز مجنون...
ثم سبح حتى الشاطئ.. وغادر...والصياد يحدجه بنظرات حانقة وأنفاس لاهثة..
...

- يجب عليك أن تزن الأوتار جيداً..
نظر إليها عازف كمان نحيل الجسد وقال:
- حقاً؟ إنني لا أشعر بفارق في الصوت..
قالت:
- جرِّب..
أخرج الشاب صفارة صغيرة وأخذ يقيس على صفيرها درجات أصوات الأوتار..ثم قال بدهشة:
- أحسنتِ...
تبدو متماسكة ولكنها لم تكن كذلك، "لا توجد أنثى متماسكة في هذا البلد"..قالت لصديقتها ذلك وهما تغادران المركز..."لن أتوقف عن العزف حتى لو ذبحني والدي"..
وأمام عينيهما...إنفجر رأس فتاة سقطت من السماء، فصرختا برعب...
كان مشهداً مرعباً... الجزء الأمامي من جسد الفتاة المنتحرة على الشارع والنصف الآخر على الرصيف، وأنهارٌ من الدماء تزحف من تحت جمجمتها...
تراجعت الفتاتان وهما تصرخان بفزع صرخات حادة متقطعة ومتتابعة..ثم تجمهر الناس وبعض رجال الشرطة.. فأطلقت الفتاتان ساقيهما للريح بقلبين خافقين كأشرعة السفن..
وحين دخلت لمنزلها ألقت بجسدها على صدر أمها وأخذت تجهش بالبكاء..فولولت الأم بفزع، وهب الأب وبعض أصدقائه ليستطلعوا الأمر...
بعدها لم تعد تبرح المنزل، بل تتكور على جسدها الذي يرتعش كلما تجلى لذاكرتها مشهد جثة الفتاة الساقطة والدماء الزاحفة من تحت رأسها...
.....

سار الشاب بملابسه المبتلة، وهو مضطر إلى إلتزام الجدران كي لا يلحظه أحد...وأخذ يشغل نفسه بتذكر الطبشور والسبورة والمعادلات الحسابية...لكنه عدل عن ذلك "لا .. لم أعد أحتمل تلك المهنة السخيفة..، لا أحتمل رؤية الأرقام والرموز الرياضية..هذه ليست حياة.." عضَّ على أضراسه ومضى بخطوات بطيئة صامتة،..كانت الأشجار تحف جانبي الطريق، وظلالها تترامى على الأرض كخارطة لكوكب مجهول..وبدون أن يشعر أخذ الشاب يردد لحن الصياد العجوز...وحين اكتشف ذلك توقف عن الدندنة...ثم عاد يدندن حين لم يجد مبررا لقمع شغفه سوى كلمات العجوز التي كانت تنغص عليه هدأة روحه التي لم تهدأ أبداً "أيها المضطرب الوقح" ، وفي علامة من السماء وجد نفسه أمام باب كبير، وقف قليلاً ثم خطا إلى الداخل وهو يدفع الباب ببطء. إمتد أمامه ممر صغير يصل بين الباب الخارجي وبهو المبنى. وقف متأملاً موظفة الإستقبال بصمت، بادلته هي النظرات، كان حذاؤه يقطر ماءً، وكذلك ملابسه، فقالت بملامح باردة:
- حاولت الإنتحار؟
هز رأسه ببطء:
- كلا...
- ماذا تريد؟
- مقابلة الطبيب..
أخرجت مجموعة من الدفاتر، ثم همست:
- ما اسمك؟
صمت قليلاً، فقالت:
- لابد أن أسجل إسمك..
دار على عقبيه فاستدركت بسرعة:
- إنتظر قليلاً..سأسأل المديرة..
توقف وظهره إليها، فتحركت هي بسرعة تاركة مكتبها، ثم غابت خلف مدخل سلم جانبي قبل أن تعود بعد دقيقة وتجلس خلف مكتبها:
- يمكننأ أن نطلق عليك إسماً.. رغم أن هذا مخالف للوائح الطبية..غير أنك تبدو محتاجاً للمساعدة..أليس كذلك؟
لم يجبها، فقالت:
- السيد (س)..سيكون ذلك مؤقتاً أنا متأكدة.. هذا هو ملفك..يمكنك الدخول إلى الطبيب..
....

كان المشفى مقسوماً لمبنيين، مبنىً مخصص للإناث وآخر للذكور. وبين المبنيين سور قصير. أمام كل مبنى حديقة واسعة تتوزع علي محيطها أشجار البرازيليا والفايكس وأنواع أخرى، مع أحواض صغيرة لزهور ملونة...
أما البرنامج اليومي للمرضى فكان موزعاً بين التطبيب الدوائي والسلوكي والترفيه..
خرج الشاب وأخذ يتجول في الحديقة حتى سمع صوت موسيقى من الجانب الآخر...وقف أمام الجدار واستمع إليها..خيل إليه أنها أغنية ساحرة مالقا.. "نعم..إنها كذلك بالفعل".. رفع صوته قليلاً:
- ساحرة مالقا؟ أليس كذلك؟
لم يسمع رداً..فقال:
- لم أتوقع أن أسمعها هنا...
جاء صوتها من خلف الجدار متقطعاً:
- ولم أتوقع أن يعرفها أحد هنا...
ظلا صامتين قليلاً.. ثم واصلت هي العزف...
......

جمع الصياد شبكته عندما لمح الشمس تهم بالرحيل، رتب كل شيء في المركب، ثم جلس، وأمسك المجدافين الخشبيين ودفعهما في شكل دائري، أصدر الماء صوت فقاعات، فأنكسر سكون النهر، ثم انشق الماء بمقدمة المركب المتحرك إلى الأمام..، وحين اقترب من الشط لمح الشاب واقفاً ويديه داخل جيب بنطاله...ربط العجوز المركب بالسندان الحديدي المضروب على المرسى، ثم قفز إلى الأرض الرطبة...
قال الشاب:
- أريد العمل..
غمغم العجوز:
- لماذا عدت؟
- لقد مررت بفجيعة الحب..
أخرج العجوز علبة سجائر، قدم منها للشاب ثم أشعل سجارته دون أن يشعل سجارة الشاب، ففعل الأخير ذلك بنفسه.
- لقد صدمني كلامك بالفعل.. لقد كنتُ جباناً.. تماماً كذلك الشاعر المكسيكي.. لذلك..ها أنت ترى.. لقد رتبت كل ما بالمركب لأتركه وأعود إلى المكسيك...لقد كنتَ أنت على صواب...
قال الشاب:
- لا.. لم أكن على صواب... لم أكن قد اختبرت فجيعة الحب في ذلك الوقت..لذلك لم أفهم...
- لذلك كنت عقلانياً.. أما الآن.. فأنا عقلاني بينما أنت تغوص في البؤس وضلالات العاطفة المهزومة...سأترك لك المركب بما فيه أيها الشاب...
وببطء حرك العجوز قدميه مغادراً المرسى...فقال الشاب:
- لم أعرف إسمك؟
قال العجوز دون ان يتوقف:
- ولا أنا... ولا يهم ذلك كثيراً...
همس الشاب:
- لا يهم ذلك كثيراً..
حل الشاب حبل المركب، ثم جلس وأخذ يجدف، وقد انعكس لون الغروب الأحمر على صفحة النهر، فأخذ يدندن أغنية ساحرة مالقا:
يا لهما من عينين جميلتين
تحت هذين الحاجبين
يا لهما من عينين جميلتين
تحت هذين الحاجبين..
ترغبان في النظر إليَّ
لكنكِ لا تتركينهما

إمرأة ساحرة من مالقا..
أريد أن أقبل شفتيك..

أنا لا أقدم لك الثروات
أقدم لكِ قلبي
ولأخبرك ب..........
........
.....
....
...
..

(تمت)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى