محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ليس ذنبي

ليس ذنبي
بأنني وُلدت بذيل
فضاجعتني الاحصنة
واحداً تلو الآخر
وليس ذنبي
بأني قُتلت قبل حتى أن تبدأ المعركة
فلماذا عقابي
نعشاً من النكران
وجنازةُ صامته
كما أنني لم
اختر أن اكون شاعراً يوماً
لكنني
حين شاهدت اِمرأة تلهو بالبحر
كطفلُ رضيع
اعلنت بأنني اباه الغائب منذ كان للماء لون آدم
و غباء الفراغ
وهكذا خصني بالكناية
واسقطني في فخ البكاء على اطلال الآدمية النافقة
ليس ذنبي
بأن امي شجرة مُهملة في سفح جبلِ يطل على الرب من اتجاه الصلاة
وابي عصفورُ عابرٍ للفصول
لاُولد ربيعياً هشاً هكذا
ليس لي سوى
رفاهية أن اُرشي الرصيف بالحالمين
واُغني الغياب
ليس لي ذنب في أنني
كنت ارسب في الكيمياء
وأنني لم أكن افهم شيئاً من الرياضيات
لأن المُدرسة
كانت تزور فُتحة قميصي العلوية بأثدائها
حين
تجمع وتضرب وتطرح
وتُصين اولى معادلات الرغبة الطفولية
ليس ذنبي
بأني
اسير على الماء
والوجوه
دون أن أترك اثراً او خراب
بل اسير خفيف
مثل الوقت
ومثل الموت
ومثل الصرخة الاولى لميلاد الخريف
و دون أن تكون ليدِ دخلاً في الامر
خُلقت قلقاً
مثل فم يحشد قصائده ليُحادث اثداء خائفة
ليس ذنبي
بأني احببت في المرأة سُرتها
لا لشيء
سوى لأنه يُذكرني بلعنتي الاولى
فلو التف حبل المشيمة علينا ، لمتنا دون نوبة احتضار
ولو كنت فناناً في بطن أمي
لحولت ذاك الحبل لسوطاً اضرب به الحظ
ولو كنت ذكياً قليلاً
لشنقت امي من الداخل ، وانتهينا معاً
ليس لي ذنب
في كل شيء
في كأساً شرده النخيل فاختار أن يجلس في الحياد
ويبيع للمُرهقين من الركض
اقراصاً من النسيان
في طرقات تتشابك وتعيدني نحوي
صحراء
وبعض الخيالات الفارغة
في لغةِ تأكل المعنى عند حوجتنا للحديث
وترمينا بفتات التلعثم
وبعض العناقات الصامته
في مطعمِ يبيع القبلات الرديئة للمفلسين
دون أن تُشوى جيداً في الفِراش
ليس لي ذنب
الا انني
ما زلت ابحث ، عن الحظ حتى اقول له
اي ذنب ارتكبته
لكي ابقى في هذا الفراغ
واخون الحبيبة يومياً
بيني وبين القصيدة والكأس الرديء

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى