سعد عبد الرحمن - الدكاترة زكي مبارك في أسيوط

[SIZE=22px]لا أدري على وجه اليقين الأسباب التي دعت الدكاترة زكي مبارك (كان هكذا يلقب نفسه لحصوله على أكثر من دكتوراه) إلى زيارة أسيوط في مايو 1943 وإن كان يمكنني تخمين انها زيارة عمل تمت بتكليف من وزارة المعارف، فعلى حلقتين من سلسلة أحاديث كان ينشرها تحت عنوان "الحديث ذو شجون" بمجلة الرسالة لصاحبها أحمد حسن الزيات (عدد 17 مايو و عدد 31 مايو) كتب زكي مبارك يصف تلك الزيارة تحت عنوانين فرعيين: " القيظ في أسيوط" و"حياة أسيوط"، وقد جمعت تلك الأحاديث فيما بعد وصدرت في كتاب بنفس العنوان.[/SIZE]
ويبدو أن زيارة زكي مبارك كانت سريعة لأن ما ساقه من معلومات عن مدينة أسيوط قليل ومنقوص، إلا أن ما لفت انتباهي أن زكي مبارك طرح في الحلقة الأولى من حديثه سؤالا يقول فيه: (هل تتغير الحال بإنشاء الجامعة الثالثة جامعة أسيوط؟) وفي الحلقة الثانية وردت جملة أخرى جاء فيها: (وأنا أريد تأييد الرأي الذي يقول بانشاء جامعة في أسيوط لتسترد المدينة حيويتها العلمية والأدبية).
وهاتان الجملتان تدلان على أن مشروع إنشاء الجامعة الثالثة (جامعة أسيوط) بعد جامعة فؤاد الأول في القاهرة وجامعة فاروق الأول في الإسكندرية يعود إلى أواخر الثلاثينيات أو أوائل الأربعينيات على أقصى تقدير وأن المشروع كان محور اهتمام واسع من الرأي العام سواء على المستوى المحلي (الصعيد وأسيوط) أو على المستوى ألقومي.
ومما هو جدير بالذكر أن الملك فاروق أصدر مرسومه الملكي رقم 156 لسنة 1949بإنشاء "جامعة أسيوط"، وباسم "جامعة محمد علي" وضع حجر الأساس في نفس العام (بحضور البرنس محمد عبد المنعم أحد كبار أمراء الأسرة المالكة)،ومن ثم فإن "جامعة أسيوط" في التأسيس أقدم من جامعة عين شمس "إبراهيم باشا سابقا"ولكنها لم تبدأ إلا عام 1957 مع عودة البعثة التي أرسلت إلى الجامعات الأوربية قبل ذلك بعدة سنوات للحصول على درجة الدكتوراة وشكل الدكاترة العائدون نواة هيئة التدريس بها، وكانت الهندسة والعلوم الكليتين الأوليين بالجامعة، كما كان أول رئيس لجامعة أسيوط الدكتور حسن إبراهيم حسن (1892 - 1968) أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة وصاحب كتاب "تاريخ الإسلام" وجاء بعده مديرا للجامعة الدكتور سليمان حزين (1909 - 1999).




أعلى