محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ربما العابرون بمنحدرات رائحتك المُشبعة بالزنوجة

الى الداعرة " كورثا "


ربما العابرون بمنحدرات رائحتك المُشبعة بالزنوجة
اكثر من العابرين
بذاكرة الحرب
لكنكِ الناجية الاكثر عفافاً ربما
لأنك
لا تزالين تملكين الجرح والقصيدة
واللغة الجسد
كم انتِ متعبة
من اسفار المسيح وحجه الموسمي
ايتها المجدلية
المزدانة بالاحلام السعيدة
تدخرين كل تلك الليالي
للرجل الوحيد الذي لن يعود ، فقد نالته الابدية الساكنة
افكر بينما انت مُنشغلة بالنمش الناعم
على صدر اغنيتي الصامته
وصدري الذي لم يحك عن النساء اسرارهن بعد
اغيرُ
حين اُفكر أن رجالا اخرين الآن
في ليلهم يحتلمون بهذا الجسد.
وأسى على رجال اخرين لم ينالوا في ليلهم مثل هذا الجسد
فانا ككل الشعراء الساهمين في عانة الكون
اعشق في المُدن
الطرق الطويلة الخاوية
كي اثرثر
لاطول من قصيدة
واعشق في الطرق الطويلة المصابيح القديمة
لتفشي لي ذاكرة
عشاق قبلوا بعضهم ها هنا ، ثم رحلوا ضاحكين الاصابع
واعشق في المصابيح
المصابيح التي تُطل على بيوت الهوى
لأن النساك مثلي
لا يرون القدسية سوى في انصهارات الجسد
يا طيبة
مثل افريقيا القديمة
تُصدرين الالهة
ثم تلحدين
يا وغورة مثل الكلمات العفوية
تُصيبن الفصاحة
دون اي شعرُ زائف
يا رمزية الجنة في احتكاكات الذروة
يا حواء التي
لم تبح بسرها ، للخطايا الشهية
إليك اكتب
جرحا في بلاد شاركتنا العُزلة
وصلصال الشهوة المتفتقة
وانزلاق الحواس نحو تخوم النسيان البطولي
يا " كورثا "
اي استعارة تلك التي منحتكِ عقداً من الصخب العفوي
والجنون البريء
والصمت الشامخ
لسنا ثوارا ضد السماء ، لسنا ابناء الخطايا الكِبار
ولسنا نُراهق
في حواراتنا الجسدية غير المكتملة
اننا نُشيد صحارينا خارج الابواب
الشراك اللازمة
لحماية أمن القصيدة من الاعتقال
اننا ننعتق
من كل هذا التشوه ، من النهارات المكتظة بالوجوه المزمومة
نجتاز ظلال الحقائق المتأسفة
و ظلال النوافذ الخائنة لاسرار الجدران
إلى اغوار الشهوة التي تنبت ببطء في سُرتك الدائرية الرغبات
اكتب
وارسم لكِ الثالوث المُقدس للشهوة
وانزلق فيكِ خالياً مني
وسالماً من الاخرين

* عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى